الأربعاء، أكتوبر 13، 2010

عاجل إلى مستر جينيس!!



عزيزي مستر جينيس لا أخفيك مايعتريني من خوف ومن قلق , لقد أصبحت في الآونة الأخيرة مشفقاً عليك جداً وعلى حاشيتك الموقرة , أصبحت أخاف أن تصيبك السمنة أو تغتالك التخمة أو يرتفع عليك الضغط أو يهبط لديك السكر صدقني صرت أخاف عليك , وآه من خوفي عليك !!
عزيزي مستر جينيس أعلم أن كتابك العظيم أصبح يعج بأشهى وأطيب الأطباق والأكلات العربية إبتداء بصحن الحمص الكبير الذي هزمت به لبنان الكيان الصهيوني ومروراً بقِدر الكبسة الأكبر في العالم الذي أبدعته عُمان وتوقفاً عند طبق الشوربة الأضخم ذو النكهة السعودية الخالصة وطبعاً لازم يجعلوك تحلي وتغوص إلى أعماق العلبة السورية العملاقة الممتلئة بقطع البقلاوة ولاتنسى أطول ثوب فلسطيني صامد رغم الحصار والتهجير من الدار وإنتهاءً بأطول ساندويتش في العالم بطول 2,6 كم وكان من نصيب الفاتنة دبي والقائمة الدسمة تطول والله يستر إذا إحتدم الصراع البطني بين الدول العربية وحصل تصعيد في المواقف.
عزيزي مستر جينيس هل تعلم أن الأطباق التي قدمت لك فيها عينات الكرم العربي البليد ليست صناعة عربية! هل تعلم أن القُدور التي أوقدت تحتها هذه النيران العظيمة ليست صناعة عربية! هل تعلم أن الأرز والدقيق واللحم والدجاج والخضروات وحتى البهارات المكونة لهذا اللوحة الدسمة ليست منتجات عربية! هل تعلم أن الأقمشة التي فصلت منها هذه الأثواب ليست خيوطا عربية! يعني بإختصار الجماعة غشوا في الامتحان ونجحوا بنفس الطريقة التي ينجحوا بها في الانتخابات بالضبط تماما!!
عزيزي مستر جينيس بالله عليك لا تجب أي طلب عربي آخر يدعوك إلى كرم حاتمي صاخب وإلا فإن كتابك سيصبح كتاب طبخ بإمتياز أما إذا كانت لديك شهوة في البحث عن أرقام قياسية فنحن سنعطيك أضعاف مضاعفة من الأرقام فخذ مثلا بعض إنجزاتنا نحن لدينا أكبر نسبة أمية وأكبر نسبة بطالة وأكبر نسبة فساد وأكبر نسبة كذب وأكبر نسبة صراعات وأكبر نسبة وأد للمفكرين والمبدعين والداهية العظمى أن لدينا أكبر نسبة رؤساء على مستوى العالم تجاوزا سن التقاعد المتأخر وفي دول تدعي أنها تطبق الديمقراطية!! طبعا ديمقراطية قياسية !!.


رابط الموقع الذي نشر فيه المقال http://www.alnashernews.com/news/news.php?action=view&id=2779

لا شي يهم !!




لا ندري كيف يفكر صنّاع القرار في بلدنا - إن كانت لاتزال هناك صناعة محلية للقرار – ولا كيف يفكر مسؤولونا - إن كان هناك من يعتقد أنه مسؤول ومحاسب أمام شعبه وأمام ربه - ولكن يبدو أن قرارتنا تأتي معلبة وجاهزة وبكميات تجارية أيضا , ومسؤولونا أمنوا العقاب لدرجة أنهم تمادوا في إساءة الأدب.
لاشي يهم ... ذاك لسان حالهم - إلا من رحم ربي – مادام راتبي يصل إليّ كاملاً مكملاً مصحوباً بالعلاوات والنثريات وحق السيارة وحق العيال وحق أمهم!! ومادامت قعدتي على الكرسي الدوار مثبتة بمسامير الإستيل!! ومادامت الكهرباء لاتنطفي والماء لاينقطع في منزلي أبو السبعة نجوم واللذة تدوم!! وما دامت ترقيتي مضمونة إلى المنصب الذي يليه!! ومادام ومادام ومادام .. ومادام أحد!! ومادام الحال على حاله!!.
قد نجد مبرراً لنزعة الأنانية والإنكفاء على الذات وحبها عند زيد وعمرو من الناس وقد نلتمس العذر لصاحبهما لكن أن يكون أصحاب القرار والمسؤولون عن شعبهم هم أول أولئك المهرولون إلى أحضان الأنانية وحب الذات والغارقون إلى آذانهم في إمتيازاتهم كي لايسمعوا أنّاتِ وآهاتِ المواطن المسكين الذي أكل منه الفقر وشرب ثم يصعد المتخمون بعد ذلك ويعتلوا كراسي الفضائيات ويقولوا لنا بكل مكابرة (اليمن بخير) وهم يعلمون في قرارة أنفسهم أن الخير ينهال عليهم وحدهم وعلى أقرانهم فقط.
سئمنا الكلام الفج والمنمق الذي لايسمن ولايغني من جوع وسئمنا الحلول التخديرية والمؤقتة التى لم تزد الوطن الإ ترهلاً فاليمن لايحتمل المزيد من الأزمات كفانا زيف وخداع وضحك على الذقون والشوراب , فكروا ولو مرة بهذا الشعب المحتسب والمسكين والصابر فكروا بالمستقبل الذي تريدوننا أن نعيش فيه وتبولوا على نظرية (لاشي يهم) إن كان هناك شي لايزال يهمكم أيها المتخمون!!.


رابط الموقع الذي نشر فيه المقال
 http://www.hadramouttoday.net/showart.php?a=300

الريال يارجال !!



مسكين ريالنا لم يعد يقوى على الصمود والمقاومة تداعى عليه الدولار البغيض والفساد العريض كما تتداعى الأكلة على قصعتها وأصبح يعاني من هبوط حاد شل قيمة صرفه ورمى به إلى أسفل السافلين.
لم تفلح الجرعات المتكررة ولا ضخ العملة والسيولة التى دفعها البنك المركزي من احتياطته مرة بعد أخرى حتى بلغت أكثر من ثمان مرات منذ بداية العام 2010م في استعادة الريال اليمني لبريقه وعنفوانه الغير موجود أصلا ولو بصورة مؤقتة لتحفظ على الأقل ما تبقى من ماء وجه الحكومة المنسكب في كل ميدان.
تذكرنا هذه المأساة الجديدة التي تضاف إلى مآسي الوطن الملعوب بأمنه واستقراره وبحره وبره وجوه وثرواته ومواطنيه بأم اللبن التي تغنى بها شاعرنا الكبير حسين المحضار في رائعته باللهجة الحضرمية ( بشيش عأم اللبن ومنيحة الأطفال , تحملت فوق طاقتها من الأثقال , بركت وعزّوها الرجال , تداركها بكيّة من مكاويك , لي ما كوى فوق البخص , بلاش كيه ما يأثر فيك) ولكن للأسف عندما برك الريال اليمني وجثا على ركبتيه لم يعزّوه رجال اليمن ولم يتداركوه ولو بكيّة صغيرة على رؤوس الفسدة ومسببي الأزمة ربما لأن الرجال الحقيقين مغيبين عن المشهد الإقتصادي أو أنهم منزعو الصلاحيات ويكتفون بتنفيذ ما يملى عليهم فقط.
تعددت الرويات وتنوعت التبريرات في شرح هذا التدهور الخطير في صرف العملة الوطنية وكل يغني على ليلاه والتبس علينا الأمر ولم نعد نفقه من التبريرات حديثا فمرة يقال بأن السبب هي الحروب الداخلية كحرب صعدة وآخر يرجعه إلى المناخ السياسي المتأزم وآخر ينسبه إلى ارتفاع الطلب على العملة الأجنبية بسبب استيراد بضائع شهر رمضان وآخرون يسندونه إلى مضاربين يتلاعبون بأسعار الصرف وآخرون يقولون أن السبب هو تخلص المواطنين من الريال بسبب القلق الناجم عن فشل التدخلات المتعاقبة للبنك المركزي وآخرون يوعزونه إلى الفساد المستشري , وفي النهاية تعددت الأسباب والضحية واحدة ريالنا يهوي في مهب الريح ولامعين.
قال الشاعر الكبير محمود درويش يوما في قصيدة له يخاطب من خلالها الشعب الفلسطني المختلف في واجبات النساء حسب تعبير القصيدة (ستحسن صنعا ياشعبيا العظيم لو أخترت سيدة لرئاسة أجهزة الأمن ) ونحن نقول ( ستحسن صنعا يا شعبنا المسكين لو أخترت سيدة لتكون محافظة للبنك المركزي اليمني ).


رابط الموقع الذي نشر فيه المقال 
http://www.mukallatoday.com/Details.aspx?ID=7838

اضحكونا على الفكرة !!!



ماهي إلا أيام قلائل ويهلّ علينا شهر مضاعفة المسلسلات عفوا أقصد شهر مضاعفة الحسنات لتتحفنا فضائياتنا وإذاعاتنا العتيقة بباقة برامجية مشكّلة فيها الغث والسمين والسفه والرشد وتتعمد أن تعد لنا مائدة رمضانية دسمة لتشاركنا مائدة الإفطار المشبعة بالدهون.
لابد في البداية من الإتفاق على نتيجة مفادها أن هذه الموائد صارت واقعا ومكونا من مكونات اليوم الرمضاني إرتضينا ذلك أم أبينا وبالتالي صرنا نعيش هذا الواقع ونتعاطاه , وعندما نصل إلى هذه المرحلة من الخطأ أن نكون نعاما ونضع رؤوسنا في التراب بل يجب المساهمة في معالجة هذا الواقع وإيجاد الحلول والبدائل.
لا يستطيع الإعلام المرئي أو المسموع إرغام الجمهور على التخشب أمام شاشاته أو بجانب سماعة المذياع لسبب بسيط وهو أننا في عصر السماوات المفتوحة والبدايل المتوفرة وهذا الذي تغض الطرف عنه ولا نقول تتجاهله  وسائل إعلامنا الرسمية التي تعشق التغريد خارج السرب.
المتابع للبرامج المحلية في وسائل إعلامنا يجدها لاتخرج عن طابعها التقليدي والتي أصبحت روتينا مملا تتكرر فيه نفس الأفكار ونفس الأساليب وحتى نفس الأشخاص والتى يظهر فيها بوضوح حجم المتاجرة والمكاسب المادية التى يجنيها البرنامج عن طريق الإتصالات أو بطاقات الدخول وتصّرف الجوائز من جيب المشترك بها والباقي يذهب إلى جيوب العاملين عليها.
أما مسلسلاتنا المحلية فمعظمها كوميدية أن صح أن نسميها كذلك والمصيبة أنها تعاني من عاهات مستديمة فيستحيل أن تضحك على الفكرة التي تقدمها وإنما لابد أن تضحك على ممثليها , فيتعمد منتجوها أن يرونا مكسور الأسنان وممزق الملابس ومنزوع الحاجب والأحْول وآكل الحروف ليجعلونا نضحك على الأشخاص وعلى تصرفاتهم بدلا من أن نضحك على الفكرة الكوميدية مع إحترامنا وتوقيرنا للممثلين الذين يقومون بهذه الأدوار.
لابد من إجراء مراجعة شاملة لمنتجاتنا الإعلامية الرمضانية سواءاً كانت برامجا أم مسلسلات حتى نسير مع القافلة ونحفظ هوية مجتمعنا دون أن نردم قيمنا أونتحلل من أخلاقنا , وإلى منتجي المسلسلات الرمضانية في بلادنا بالله عليكم إن أردتم اضحاكنا في هذا الوقت العصيب فاضحكونا على الفكرة.


رابط المقال الذي نشر فيه المقال http://www.mukallatoday.com/Details.aspx?ID=7778

أيها العقلاء



مايحدث في وطني شي غريب جداً يعجز المتابع الواعي عن تفسيره فكيف بالمواطن البسيط الذي حاربه الزمن وتوالت عليه النوازل والأزمات والجرعات حتى صار يعاني من تذمّر حكومي حاد وجفاف جيبي شديد يؤدي حتما إلى تشققات ومضعفات تجعله يرجوا من الله ولو ليوم واحد فقط أن يعيره عصى موسى أو أن يهبه خاتم سليمان عليها السلام.
الليلة سنضمد جراحنا وغداً سنخدع الموت وبعد غدٍ نعود إلى المربع الأول , تتكرر نفس الرواية والأغرب أن أدوار البطولة حصرية وحقوق الطبع فيها محفوظة ولايجوز التصرف فيها إلا بأذن خطي من الأبطال الجبابرة أهل الحقيقة المطلقة والوكلاء الوحيدين المعتمدين لتوزيع صكوك الوطنية والولاء والإنتماء للوطن.
مللنا من الحديث عن الواقع وعن مدى إرتباطه بالماضي وتأثره به وصُمّتْ أذآننا من كثرة ما نسمع من مناورات لفظية وسِجلات صحفية وذم وقدح ومكججة وتسبيح تدور في إطار هذا الفلك , لكننا لم نسمع عن أحدٍ يضع ويحدد الملامح الأولى على الأقل التي تغير الواقع تغيراً جذرياً وجاداً يجننا المآسي والكوارث ويحفظ كرامتنا وهيبتنا وما تبقى من ماء وجوهنا أمام الشعوب الأخرى بدلاً من أن نكون مرتعا خصبا لتكاثر أصحاب المصالح والمطامع وساحة لتحقيق المكاسب وتصفية الحسابات , ويضيع المواطن البسيط - الذي هو الوطن - بين الأقدام وفي زحمة الجشع المتعدد الجنسيات والأطروحات والأفكار التى يسكت عندها صوت الضمير.
أما حان الوقت الذي سيودع فيه أرباب السياسة التفكير التبريري الذي يسطّح المشكلات ويُبررها ويرمي بصاحبه في أحضان الصوابية المطلقة التي ترى بعين واحدة فقط , وتحكيم التفكير الناقد الذي يضعنا في واقع الأزمة ويجعلنا نقيس سلوكياتنا ومشكلاتنا بدورنا الذي نلعبه فيها وبالتالي نصل إلى تشخيص سليم لأزماتنا التى إن لم يصب بعضنا فيحها سيصيبنا على الأقل غُبارها الذي لاتستطيع العين مقاومته.
قديما قالوا ( من أمن العقاب أساء الأدب ) وهذا الذي يحصل اليوم الحيتان الكبيرة أمنت العقاب فكانا لزاما أن يطبق الجزء الآخر من معادلة الأجداد بشكلها الصحيح وعلى أعلى مستويات قلة الأدب بإصدارتها الجديدة الذي تتواكب مع العصر الذي نعيش فيه , وللمواطن البسيط المؤدب أن يتسائل ( هل سيُصلح العطّار (العقلاء) ماأفسده الدهر (قِلال الأدب) ) ؟؟.


الموقع الذي نشر فيه المقال http://www.hadramouttoday.net/showart.php?a=221

فعَّال ومنْفعل



أن تكون فعَّالا وأن تكون منفعلا فهناك فرق كبير جدا , فالفعال شخص ينير شمعة في الظلام بدلا من أن يلعن عتمته الموحشة دون تحجر أوتصلب أووقوف على إطار الدائرة يخترع المبادرة ويقود الإبداع ويصل إلى الهدف المنشود دافعية الإقدام لديه خرافية شعارة مثل ما قال غاندي (في البداية يتجاهلونك ثم يسخرون منك ثم يحاربونك ثم تنتصر), وأما المنفعل فهو شخص ينساق منفعلا ومتفاعلا نحو الهدف الذي وجه إليه إلى أن ينتهي العمر الإفتراضي للطاقة التى شحنت بها بطارية الإنفعال لديه وكلاهما على خير إلا أن مجتمعاتنا تفتقر الى النوعية الأولى.
وإذا عدنا إلى أصل هذه الجزيئة نجد أن الأصل أن يكون الواحد منا فعالا في مجتمعه وواقعه ومحيطه , بمعنى أن يكون مبادرا أونشطا أوحراكيا أونهضويا سمه ماشئت المهم أن يكون لديه من الطاقة والحماس مايستطيع أن يحرك به جموع المنفعلين والمتفاعلين وطبعا إلى مافيه تحقيق المصلحة وجلب النفع والخير وليس منفعلا يستجيب لنزوة عابرة وعاطفة جياشة تحرك فيه مشاعر الحمية والنشاط ثم ماتلبث أن تذهب مع الريح وتنام في المجهول.
وأمثلة الفاعلين للأسف في مجتمعاتنا قليلة جدا لاترقى لأن تكون أداة تغير قوية المفعول تنتهي إلى إحداث تغير جذري في الواقع المعاش ولا أقصد هنا أن تكون تلك الجهود رسمية بل نتحدث عن الفاعلين كأفراد وسط مجتمعاتهم , وخاصة الشباب الممتلئ حيوية ونشاطا في إطار الأحياء والحارات والمحيط الذي يعيشون فيه , ولكن لابد من وضع نظرية ترتيب الأولويات في مقدمة كل عمل والتأني وعدم التسرع والوضع في الحسبان أن أهم من أن يتقدم المرء بسرعة أن يتقدم في الإتجاه الصحيح وبخطى ثابتة وبرامج مدروسة وفي إطار منظم تسوده روح التعاون وتنتشر في شراينيه دماء الإصرار وكريات العزيمة القوية التي تجعل للأرجل أجنحة.
كم نسمع ونرى ونشاهد في هذه الأيام عن المبادرات والحملات التطوعية التى يقودها وينفذها شباب وشابات محافظة حضرموت في ساحلها وواديها , وهذه منتجات ثقافية يجب أن يتم التسويق لها بين شباب وشابات هذه المحافظة بشكل جيد حتى تتسع دائرة الفاعلين , ولكم أن تتخيلوا إذا وجد في كل حي عدد من هذه المجموعات وأخذت على عاتقها تنظيم مثل هذه الفعاليات كيف ستكون النتيجه؟؟


رابط الموقع الذي نشر فيه المقال http://www.hadramouttoday.net/showart186.htm

هذي البلاد الحضرمية حرِها عندي برود



تعالوا معنا لدقائق معدودة لنعتكف في محراب المحاسبة الذاتية بعيداً عن النرجسية والأنوية والتسبيح بحمد السلطان وبعيدا أيضا عن جلد الذات وتجريح الذوات ومعادلات الضمير المجزأ لأنه وبختصار شديد تكمن كل مشاكلنا في أننا بدلاً من أن نعالج الجرح النازف نكتفي بلف لفات من الشاش الأبيض حوله فقط ومن ثم سرعان ماتهتري لفات هذا الشاش وتظهر على خيوطه بقع الدم الحمراء النازفه.
لماذا يتهرب أصحاب القرار ويتجنبوا الحديث عن الجوانب السلبية وهي كثيرة في مجتمعنا ويصروا دائما على أن يضعوا رؤوسهم وسط ذرات الرمال ويحرموا على أنفسهم مالم يحرم الله عليهم من الحديث عن سلبيات واضحة للعيان  بل ويعتبرون من تحدث عنها بأنه قد مس المنجزات واعتدى عليها وتناسوا أن الأعتراف بوجود المشكلات يمثل خمسين في المائه من حلها وأن معالجتها تساهم وتعزز وتؤدي إلى تطوير المنجزات وترسيخها وتخلق رضاً جماعياً منقطع النظيرعند كآفة فئات المجتمع.
ذات يوم وضعت سؤالا على صفحتى على الفيس بوك أردت من خلاله أن أقيس مدى ردة فعل أصدقائي المشتركين لدي ونوعية تعليقاتهم حول ذلك السؤال وكان سؤالي وبالحرف ( متى سنرى الكهرباء في اليمن تشغل بالطاقة النووية ؟ ) مؤكدُ أنه سؤال من العيار الثقيل وكلام أقل ما يقال فيه أنه يدرج في باب الهلوسات والشطحات المألوفه وهذا ما لمسته في تعليقات الأصدقاء حيث بدت لهجة السخرية والأستهزاء واضحة وضوح الشمس وبالمناسبة معظم من علقوا كانوا شباباً وطلاباً جامعيين في مختلف التخصصات العلمية والأدبية وهنا تكمن المشكلة العظمى عندما تكون ردة فعل الطالب الجامعي الذي سيتحمل المسؤولية في قادم الأيام بهذه الروح السوداوية واليائسة عندها ماذا سينتظر أصحاب القرار وحاملي مشروع التنمية والبناء من المواطن والشاب العادي الذى لم يلقى نصيبة من التعليم والمعرفة فهل عرف مسؤولونا حجم المسؤولية وحجم المأساه التى يشكلون ملامحها بتصرفاتهم اللامسؤولة وأنهم بتقصريهم هذا يساهمون في تحطيم آمال أجيال شابه وتفتيت أهدافها وقتل الروح الإبداعية والنهضوية لديها ويجعلها تحلم وتطمح في الحصول على مايسد الرمق فقط ولاغير دون أن تتطلع إلى السعي لأكتساب الريادة والقيادة العالمية وإحتلال المكانة العالية والترتيب المشرف بين الأمم والشعوب وبالتالي ينعكس ذلك سلبا على تقدم البلد ونهضتة القادمة.
أيعقل أن تعاني حضرموت البقرة الحلوب التى تمد الوطن بمشتقات حليبها المختلفة إبتداءاً بالأسفلت والديزل المثلث وإنتهاءاً بالبترول والكيروسين المعلب أن تعاني عاصمتها من مشاكل وإنقطاعات متكررة بل وبعض من عواصم مديرياتها ومناطقها المختلفة لم تصل إليها الكهرباء أصلا إلى الآن وإن وصلت فهى كمن هو في خريف العمر لايقوى على حمل نفسه كل هذا يحدث ونحن في القرن الواحد والعشرين وفي عالم أصبح يحتفل إذا حدث إنطفاء للكهرباء لمدة خمس دقائق فقط ونحن ومعظم أرجاء الوطن لازلنا نسير في تضاريس وعرة وحلقات مفرغة ونفاق جماعي مميز نمارس طقوسه عند كل لقاء هام وعند كل إنتخاب جديد ويبقى المواطن المسكين الوحيد الفريد الذي يعيش بشكل مباشر فوق الأرض الترابية الحارقة والشمس اللاهبة ويكتوى بحرارتها وعرق أربعينيتها المزعج هو الضحية الأكبر والمتضررالأول وماعليه في هذه الحالة إلا أن يسلي نفسه الأمارة بالسوء مع كل قطرة عرق نازلة بشطر بيت قاله أحد شعراء الدان الحضرمي ( هذي البلاد الحضرمية حرها عندي برود ) إلى أن يصلح الله أهل الحل والعقد.  

 رابط الموقع الذي نشر فيه المقال
                                                                                                                                                                        

الأقصى يُقصى ....


نحن في زمن العجائب الكبرى والمغالطات الغبية نعيش في عالم يتحرك على رمال هي في الأصل متحركة مع اختلاف نوعية التحريك الذي يصدر من هنا أو من هناك إلا أن الجميع يتحرك بطريقته الخاصة وطبعاً على أنغام أوتار السياسية العالمية الظالمة والنظام العالمي الجديد اللذين لايوجد لنا فيهما سفينة ولامرسى.
متى سيدرك العرب والمسلمون شعوباَ وقادة أن الأفعى لاتلد إلا ثعبانا وأن من الحماقة الرهان على الجواد الخاسر في زمن اتضحت معالمه وبان إطاره العام ومحتواه الداخلي بشكل لايحتاج الي منظار تقريب ونحن نصر على أن نكون دآئما حروفاَ مجرورة وأعيناً لاتقاوم المخرز بل تستكين مادام في الإستكانة وغض البصر عن عورات العدو حماية وإستقراراَ للعروش الورقية المتهالكة.
في زمن (حكومة قريش) قبل إكتشاف النفط وبناء الدول والجيوش كان زعيمها عبدالمطلب معترفاَ بضعفه أمام جيش إبرهة الأشرم وفضل الإنسحاب وقال قولته الشهيرة (إن للبيت رب يحميه) واليوم في زمن مايربوا على سبعة وخمسين دولة عربية وإسلامية منتشرة على طول الكرة الأرضية وعرضها بحكوماتها وجيوشها وإقتصادها ومؤسساتها تعجز جميعها عن نصرة الأقصى وأهله وتتركهم وحيدين في مهب الريح ترتل على مسامعهم ثلاثية الخنوع المر (ندين ونستنكر ونشجب) دون أن يعترفوا بعجزهم ويؤكلوا أمرهم إلى الله ويقولوا مثل ماقال عبدالمطلب ليتركوا للقدرة الإلهية أن تتدخل كما يشاء ربُها.
في زمن أبطاله بلامعارك وشعوبه مغلوب على أمرها يراد للأقصى وأهله أن يُقصوا من الذاكرة ومن التاريخ ومن الوجود ليحل محله أقصى آخر يُحتفل فيه بزوال آخر حجر مقدسي في مدينة تناثرت على جنباتها أنات النساء وصيحات الإطفال وأشلاء صدور الشباب العارية التى تدافع عن شرف الإنبياء.


رابط الموقع الذي نشر فيه المقال http://www.mukallatoday.com/Details.aspx?ID=7488

قارئ اليوم .. قائد الغد



القراءة ذلك السلاح السحري الذي أهملته الأمة أو قل تناسته ليترك وحيداً وسط أوراق الكتب التي بدورها أيضاً تركت لتصارع النسيان والغبار والأرضة وخيوط العنكبوت لتبني فوقها أوهن البيوت!! أتدرون لماذا لأن البيت القوي يُبنى من دآخل الكتاب ومن وسط أفكار أسطره السوداء وحروفه العتيقة.
هناك مقوله أعجبتني كثيراً وأظنها تختزل كثيراً من الأجوبة التى تقدم لكثير من الأسئلة التى تدور في رؤوس الكثير منا وربما يجاهر بها البعض ويضعها على طاولة النقاش ودآئرة الضوء عندما يرثي حال الأمة ويشكوا من التخلف الذي وصلت إليه وتكالب الأعداء عليها وفقدها الدور الريادي أوحتى المشاركة في صنع القرارات العالمية وفرض الذات والهوية ووضع البصمة المميزة على كل ميادين الحياة المختلفة كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير تفسرها هذه المقولة  (القارؤون هم الغالبون) نعم هم الغالبون في كل شي هم من يقودوا العالم هم من يرسموا خارطة الطريق الذي يجب على الجميع أن يسلكوه هم من يحددوا نمط الحياة هم من يفرضوا مايجب أن تراه ومايجب أن تسمعه وما يجب أن تأكله حتى..... وليس بالضرورة أن يكون ذلك عن طريق الإرغام والقوة ولكن عن طريق ثقافة السيطرة والتفوق على الآخر وكل ذلك يتحقق عن طريق القراءة التي تعتبر اللبنة الأولى في جدار النهضة الحقيقية.
ربما يتبادر إلى أذهاننا كيف تسطيع القراءة أن تفعل كل ذلك وكيف يستطيع القارؤون أن يكونوا هم الغالبون لنسأل أنفسنا سؤالاً كيف أستطاع الإنسان أن يمتلك أسباب القوة وأسباب الثأثير وأسباب التواصل أليس بالعلم وكيف تعرف الإنسان على العلم أليس بالقراءة إذا فالقراءة هي الأساس والنواة الأولى لبناء المجتمعات القوية والمؤثرة والغالبة فهل أعطينا أنفسنا حقها من القراءة الواعية والمثمرة وساهمنا بذلك في بناء أوطاننا ونهضة أمتنا التى تناست أنها أمة إقرأ فأصبحت نسب الأمية فيها تلامس عنان السماء ونسب حظ الفرد من قراءة الكتب تلامس قاع الأرض وتذكروا أن (قارئ اليوم هو قائد الغد).


رابط الموقع الذي نشر فيه المقال http://www.mukallatoday.com/Details.aspx?ID=7428

بسألك ياعاشور



مسافة قصيرة من عمر الزمن تفصلنا عن حدث بدأت ساعة صفره تقترب وستارة مسرحه  الحمراء تتهيأ لتُرفع معلنة عن تدشين مدينة الغناء تريم عاصمة للثقافة الإسلامية , نعم عاصمة للثقافة الإسلامية بكل ماتحويه هذه الجملة من معانٍ ودلالاتٍ لابد وأن تكون شاخصة للعيان يرها من كان أعمى ويسمع ترآتيلها من به صصمُ.

ماأسهل أن تكتب أقلامنا حروفا وتنثر أفواهنا كلامنا ووعوداً وما أسهل أيضا أن ترقبنا عين الناقد البصير الذي سيأتي من الشرق والغرب ومن الأقصى والأدنى ليرى ويسمع ويلمس عن كثب ماصال وجال في لبه وعقله ومارسم في مخيلته من صور وردية أوربما شوكية عن مدينتنا الغناء.

لذلك قررت أن أبدأ برفقتكم رحلة الألف سؤال وأسردها سرداً على عاشور على الأقل لتطمئن قلوبنا ونحن في الأصل مؤمنون بأنه لن يخدل عشاق هذه الغناء وإلا (فالحقيقة المرّة خير ألف ألف مرة من الوهم المريع).

إذا سنبدأ برحلة الألف سؤال ونبدأ بالسؤال (عن حال البلد وأخبار غنانا وكيف الناس والبلدة) هذا السؤال لوحده يجمع كل أطراف الأسئلة ولكننا سنتوغل قليلاَ وسنسأله أيضاً عن منارة المحضار وعن حصن الرناد وعن قصر عشه وعن دار السلام وعن رباط تريم الأزهر الثاني وعن المساجد العتيقة والزوايا والأربطة ودور العلم المنشرة وعن قباب الصالحين ومقاماتهم وعن البيوت التي تضررت جرآء كارثة السيول وعن الترميمات والتجهيزات التى سمعنا بها وسنسأله أيضاً عن مشاريع البنى التحتية إبتدأ من مشاريع الطرقات والإنارة وإنتهاء بشبكة الصرف الصحي وعن الملايين التي صرفت من أجل هذه الفعالية خصوصا وأن أثار كارثة السيول التي منيت بها تريم وكل مناطق حضرموت لاتزال آثارها حاضرة على الأرض وفي نفسيه المواطن الذي يعتبر ظل هذه الغناء ومحور إرتكازها وعن وعن وعن....إلخ سنسألة عن كل شي وسننصب أنفسنا محققين وله بعد ذلك كامل الحرية في أن يضعنا على عوده وتراً سادسا ويعزف علينا لحن الجواب الشافي ونحن نعلم أنه خلف وبجانب وأمام وتحت وفوق كل نقطة من هذه النقاط سؤال وسؤال ستصل حتما إلى الألف, ولانقصد هنا التهكم أوالسخرية ولكن نريد أن نضع النقاط على الحروف حتى تطمئن قلوبنا ولايحدث لاسمح الله الوهم المريع.

بقي أن نسجل كلمة لابد منها ويجب أن نضعها نصب أعيوننا وهي أن تريم أكبر منا جميعا وتاريخها يزخر بالأنجازات المختلفة ويكفي أنها بلدة مباركة ونموذج سليم للإسلام الحقيقي الذي يبحث عنه العالم اليوم والقائم على الوسطية والإعتدال والذي دخل الناس بفضله وبفضل رجاله  في دين الله أفواجا من دون إراقة قطرة دم واحدة فإذا كان هذا بعض أوجه الجمال المشرق في تاريخ هذه الغناء إذا فلنعطيها نزرا يسيراً من حقها ولنتكاتف معا  من أجل إظهارها بالشكل المطلوب والوجه الجميل الحسن مسؤولين ومواطنيين كل في مجاله وبالقدر الذي يستطيع مع إحترامي وعشقي الشديد لشاعر الدان حداد بن حسن الذي أبدع كلمات أغنية (بسألك ياعاشور) وكذلك الفنان الكبير عاشور أمان أول من سأل نفسه عن حال البلد متغنيا بها.

رابط الموقع الذي نشر فيه المقال http://www.mukallatoday.com/Details.aspx?ID=6986