الجمعة، ديسمبر 24، 2010

إدارة الأزمات أم تدويرها ؟



أعتقد جازماً أننا أصبحنا بحاجة ماسة جداً لقراءة خطوط فنجان الوطن وخيوط أزماته المتلاحقة بصورة واعية ومستبصرة ومستنيرة نشخص من خلالها هوية أزماته التي تتابعت وتلاحقت وما تكاد تنتهي إحداها حتى تبدأ الأخرى.

أزمة وراء أزمة يشهدها الوطن وخلف كل أزمة عظيمة خطرعظيم! وكلما جاءت أزمة لعنت أختها وحملت في سماتها امتداداً طبيعياً لما قبلها وأبرزت مضاعفات وأعراضاً جانبية خطيرة جداً والسبب أننا لاندير أزماتنا ولانعالجها بصورة سليمة تقوم على أسس ومعايير علمية صحيحة قابلة للاستمرار وإنما تتم المعالجة بالطرق التقليدية من قبيل إيش تشتي؟ وكم تبغى؟ وشل قسمك وخلك ساكت! وفي أسوأ الأحوال يتم التهميش والسحق إذا كان أحد الأطراف أقوى من الآخر وما يلبث إلا أن يعود الطرف المهزوم إذا اشتد عوده ليأخذ بثأره ممن سحقه ذات مساء , وهكذا تُدوّر الأزمات وتعاد صناعتها وتسويقها داخل المجتمع لتبدأ أزمة أخرى تتشابه في سماتها مع أختها التى سبقتها ولعنتها!.

(السيول تنشأ من قطرات المطر) هكذا قال أحد الحكماء ناصحاً ومعلماً وواعظاً وإذا لم يتم احتواء هذه القطرات وتصريف تلك السيول بحكمة ومسؤولية ووعي وعلى أسس سليمة من العلم والفهم في شؤون هندسة الري والمياه ، فإنها تصبح مجنونة وستجرف كل من يقف في طريقها! كل شيء حتى لو كان قوات مكافحة الشعب! عفواً أقصد مكافحة الشغب!.

في علم إدراة الإزمات وليس تدويرها! للقيادة دور كبير في امتصاص الأزمة والتخفيف من حدتها والقضاء عليها نهائياً أوالخروج منها بأقل الخسائر لكن فقط إذا توافرت الرغبة والجرأة والقدرة على الإمساك بخيوط الأزمة والقدرة على احتوائها قبل أن تصبح مارداً جباراً أو سيلاً جارفاً تصعب السيطرة عليه لكن المشكلة إذا أصبحنا نعشق الحلول التخديرية والمؤقتة والمسكنة للأزمات, فمتى ستتوافر لدى ولاة شؤوننا على مختلف مستوياتهم الرغبة الجامحة في خلق وطن خالٍ من الأزمات ينعم شبابه فيه بالطمأنينة ويسهمون في بنائه لبنة لبنة ولا يضطرون إلى قرع أبواب جيراننا رغبة في الولوج إلى السوق الكبير! أو اقتحامها دون استئذان والقفز من منطقة أكثر انخفاضاً في السور الشائك العظيم! رغبة في الحصول على ما يسد الرمق ويحفظ الكرامة فقط لاغير!!.

رابط الموقع الذي نشر فيه المقال  http://www.mukallatoday.com/Details.aspx?ID=9030

الخميس، ديسمبر 16، 2010

لا تئدوا الإبداع!!




نكاد نجزم بما لايدع مجالاً للشك بأن مبدعينا يكبرون غُرما ويموتون غرباء مقهورين متألمين تغتالهم بقصد أو بغير قصد أيدي التجاهل والنسيان وأيدي الجحود والنكران وبالتحديد من قبل الجهات الرسمية تليها الجهات المهتمة بالإبداع والمبدعين ونسبة كبيرة من فئات وشرائح المجمتع إلا من رحم ربي وقليل ماهم.

فقط عندما يصل إلى مسامعنا بأن المبدع الفلاني انتقل إلى جوار ربه فجأة أو بعد مرض عضال ألمّ به وطبعاً سيكون قد أقعد في بيته فترةً طويلة لأنه لم يجد ثمن العلاج وسرير المشفى عندها فقط ستثور حماسة مدعي الغيرة على الإبداع وأهله ويُعلن نفير الجموع الغفيرة إلى منزله وتُؤلف المراثي في حبه وتزاحم إعلانات النعي الإعلانات التجارية على صفحات الجرائد والمجلات.

لنسأل أنفسنا سؤالاً كم من مبدعينا - شباباً وشابات - استطاعوا عن جدارة وبجهود ذاتية إبهار كل من تعرف عليهم وعلى نتاجهم سواءً كان في الجانب العلمي أوالأدبي أوالفني أوالتقني وأثبتوا فعلاً أنهم متميزون لدرجة أنك تحار فيهم وفي الأفكار التى ينتجونها وودت لو أذكر بعض الأسماء هنا ولكني سأحجم عن ذلك حتى لا أخص بالذكر مبدعاً دون آخر. وبالمناسبة فالإبداع لا يعرف السن ولا المستوى الاجتماعي ولا المستوى الثقافي وليس شرطاً أن يكون المبدع شخصاً درس المرحلة الأساسية أو الثانوية أو الجامعية بل على العكس من ذلك نجد أن معظمهم لم يتلقوا تعليما نظامياً ولكنهم امتلكوا مواهب وطوروها وغالباً بجهودهم الذاتية الخالصة ولنا في الكثير من المبدعيين والمخترعين خير مثال , كما لاننسى نون النسوة المحكوم عليهن بالتغييب القسري رغم بعض المحاولات الجادة من قبل بعض المثقفين.

سعدت كثيراً بقافلة مبدعي حضرموت الشبابية التي ضمت بين ثناياها المخترع والتشكيلي والشاعر والقاص والمخرج والمصصم والمنشد والمطرب ونظمها ( منتدى أنصار القلم ) بمدينة القطن وبرعاية من ( مؤسسة مبادرة الشباب ) بمدينة المكلا وشملت خمس مدن حضرمية واستضافها عدد من المنظمات الشبابية والثقافية في كل مدينة نزلوا بها وعرضت نتاج مبدعينا لطلاب المدراس والثانويات والمجتمع المحلي في المدن التي وصلوا إليها وبالمناسبة فالجهة المنظمة للقافلة تدرس حالياً تنظيم قافلة مماثلة للفتيات من مبدعات المحافظة على غرار قافلة الشباب.

ماذا سيحدث لو دُعم ورُعي هؤلاء وغيرهم الكثير – وضعوا سبعيناً خطاً تحت كلمة الكثير- دعما ماديا ومعنويا من قبل الجهات الرسمية أولاً ثم الجهات المهتمة بإلإبداع والمبدعين ثانياً وكانت تلكم الرعاية وذلكم الدعم مبنيين على أسس علمية سليمة بحيث يطورون في المجال الذي هم فيه مبدعون بدلاً من تشتيت أفكارهم وحشوها بدراسة مجالات أخرى هم في غنى عنها ولا تزيدهم إلا انشغالاً وأرقاً , ولكم أن تتصوروا ماذا سيحدث وكيف ستكون النسخ التالية من إبداعاتهم , أما سياسة التكريمات العابرة ودروع الشكر القصديرية - إن وجدت - ثم التغييب القسري والاغتيال المبكر فهذه أثبتت أنها أكثر -  وضعوا سبعيناً خطاً أخر تحت كلمة أكثر - وأداً للإبداع والمبدعين ( ونقول وأداً وليته كان قتلاً ).  


رابط الموقع الذي نشر فيه المقال  http://www.al-tagheer.com/arts6637.html


الثلاثاء، ديسمبر 07، 2010

باي باي خليجي 20 !!



قديما قالوا " ماتفسده السياسة يبنيه الأدب " لكني بعد أن شاهدت خليجي 20 ولمست الإحتفاء والتعاطف والإهتمام الكبير من شرائح واسعة من المواطنين حتى ممن هم مصنفون كمعارضين وددت لو أن " ما أفسدته السياسة ستبنيه الرياضة " وخاب ظني وبعض الظن أثم!.

كنا نعتقد أن الخطاب السياسي في خليجي 20 سيكون خطاباً إحتوائياً يقرب وجهات النظر ولايمارس الإقصاء والإلغاء والتهميش ولايسعى لتسجيل النقاط وتوزيع صكوك الوطنية والإنتماء , ويمهد على الأقل لبناء أرضية مشتركة تقف عليها كل ألوان الطيف السياسي المختلف رحمة وشفقة بهذا الشعب الطيب الذي سحقته المهاترات السياسية وتكالبت عليه المكايدات الحزبية والقبلية كل ذلك لكي نُري الإشقاء الخليجين بأن اليمن بخير وبأننا لانعاني من أي أمراض مستعصية صعب علينا تشخيصها التشخيص السليم فضلاً عن علاجها وحلها.

شي طبيعي أن نُهزم في مباريات البطولة لأن الإستراتيجية التنظيمية غائبة ولايوجد التدريب الكافي والمتواصل , ثم ليس جميلاً أن نبالغ في غضبنا فنحن أصلاً مهزومون تنموياً وتعليمياً وإقتصادياً وصحياً وقل ما شئت , ونقصد بالهزيمة هنا هزيمة تغييب الإستراتيجيات التي تكفل بناء نموذج سليم على أُسس متينة من الدقة والإتقان المفضية إلى تحقيق أفضل النتائج على كآفة الصُعد.

صدقونا نحن بحاجة ماسة إلى العمل ضمن خطط وإستراتيجيات طويلة الأمد تنمي في وطننا الأنسان والمشفى والجامعة والإقتصاد والزراعة والموانئ والطرق والمدن والملاعب وليس كما يقولون "فزعة" في لحظة معينة تصرف من خلالها المليارت وتعسكر فيها حكومة كآملة وكل أجهزة الدولة ويترك الحبل على الغارب في كآفة المرافق الأخرى لكن لابد أن نُتبع ذلك بتفعيل دور المحاسبة وهيئة مكافحة الفساد التي للأسف لم تستطع العثور على فاسد واحد حتى اللحظة!.

ذهب خليجي 20 بحلوه ومره وأنقضت لياليه الصاخبة وغادرت وفوده الزائرة وبقينا نحن في الملعب الكبير (الوطن) نحن فقط ولوحدنا وكلنا يعرف دهاليزه بكل تفاصيلها ماظهر منها وما بطن وما تناثر على جنبات الطريق , فهل سنرى في قادم الأيام إستثماراً حقيقياً لهذه البطولة الكروية ومحاولة إصلاح ما أفسدته السيايسة والإتفاق على مصلحة هذا الوطن ومصلحة كل شرائحة وأطيافه بدلاً من التلويح بإستخدام القوة العسكرية والأمنية وجعلها هي الفيصل لكل إختلاف ونزاع والرهان عليها في كل حدث ينظر له الأشقاء والعالم إلينا.

رابط الموقع الذي نشر فيه المقال   http://www.alnashernews.com/news/news.php?action=view&id=3332