السبت، نوفمبر 13، 2010

خليجي 20... أرقام مجنونة !!



قد نفهم جنون البقر وجنون البشر وحتى الجنون الذي تحدث عنه درويش ذات مساء فقال ناصحاً من حرمه الحصار كِسرة الخبز وشربة الماء:
حاصر حصارك بالجنون وبالجنون
ذهب الذين تحبهم فإما أن تكون أو لاتكون ,,

لكن ما لانفهمه هو جنون الأرقام في خليجي 20 الذي سيشهده وطني , البلد الذي أختلّت لدى أهل الحِل والعقدِ فيه موازين ترتيب الأولويات حتى أصبح كل شيء فيه يحمل ختْم الجنون!.

120 مليار ريال يمني أي (560 مليون دولار أمريكي) هي الموازنة المعتمدة لخليجي 20!؟.
 500 مليون ريال تكلفة حفل الإفتتاح الذي سيستمر لمدة  30-40 دقيقة فقط !؟.
30 ألف جندي من الأمن والقوات المسلحة سيتم نشرهم لحماية الدورة الخليجية!؟.
10آلاف عنصر استخباري سيتم زرعهم داخل أحياء وشوارع مدينة عدن لتأمين خليجي 20 إلى جانب إنظمام الشرطة النسائية!؟.

هذه بعض الأرقام المجنونة والمعلن عنها رسمياً من قبل الجهات المعنية وربما الأوضاع الحالية في بلادنا تحتاج إلى مثل هذه الإرقام لكن السؤال الذي يدور في عقل المتابع والمراقب هل هذه الأموال تستحقها مناسبة كهذه وهل ستنفق جميعها في مصارفها الحقيقية؟ ثم هل نحن فعلاً بحاجة لهذه الأعداد الكبيرة من الجنود لتوفير الحماية للدورة الرياضية؟ وبعد ذلك مامصير هذه الحشود بعد إنتهاء هذه الحفلة الصاخبة؟ والسؤال الأكبر ألا يعني هذا الصخب الحاصل والمناورات اللفظية والتراشق والشد والجذب والتهديدات التى تطفوا على السطح بين حين وآخر بأن هناك مشكلة حقيقة وجرح بحاجة لتطبيب قبل أن يستفحل ويجري في الجسم اليمني كمجرى الدم إن لم يكن قد استفحل وصار جرحاً غائراً!؟.

ربما يستطيع هذا الجنون الرقمي أن يُنجح هذه الفعالية ويجعلها تمر بسلام لكن من سيستطيع أن يمتص جنون الغليان والإحتقان والفقر والبطالة والظلم والتدهور والتذمر الذي يعاني منه الكثير من أبناء الشعب وبالذات في المناطق الجنوبية حيث سيقام هذا الحدث؟.

ربما يجدر بالمنظومة الخليجية أن تفكر في إقامة بطولة أخرى يتم من خلالها التنافس على قيم ومبادئ ومكاسب ذات جدوى تعود بالنفع على المواطن البسيط وليس لجيوب مجموعة من المنتفعين سواءاً كانوا أفراداً أم مجموعات , صدقونا نحن بحاجة ماسة لبطولة يتم من خلالها إختيار وتكريم أجمل مدينة وأفضل مشفى وأرقى جامعة وأعظم إختراع وأقوى إقتصاد وأجود إنتاج وأكبر مساحة حرية حتى تجتهد الحكومة اليمنية أو على الأقل تهز ساكناً وبالتالي تصنع شئياً يعمّ خيره شعباً لطالما نهبت خيراته وبيعت بأبخس الأثمان وآخرها صفقة الغاز مع كوريا , أما كرة القدم فقد سئمنا من صداعها المزمن الذي بدّد الطاقات وشغل الشباب بجنون لاينتهي.

رابط الموقع الذي نشر فيه المقال 
http://www.nashwannews.com/news.php?action=view&id=8569



الخميس، نوفمبر 04، 2010

محتاجون كُوبري!!



مرة أخرى يحلم الحالمون يسافرون إلى فضاءات الزمن القادم والمستقبل الذي ينشدون يربّون جسداً من الآمال ويصنعون سرباً من الأمنيات وهم يعلمون أن الشي الوحيد الذي لايدفعون مقابله ثمن هو الحُلم , فدعوهم يحلمون إذا!!

أسألوا أنفسكم كيف تريدون لوطنكم أن يكون؟ كيف تريدون لشعبكم أن يعيش؟ كيف تريدون للشعوب الأخرى أن تعاملكم؟ كيف تريدون لأبنائكم أن يكونوا؟ كيف تريدون أن تسهموا في نهضة ونصرة أمتكم؟ كيف وكيف وكيف أسئلة بسيطة في تنظيرها وصياغتها ولكنها صعبة إذا أردنا تنفيذها وممارستها وجعلها واقعا نسعى لتحقيقه لنصنع مستقبلاً أفضل وحياة فضلى.

أنتم فيكم البركة أنتم الجيل القادم أنتم الأمل أنتم مشاعل التغيير والتنوير أنتم وأنتم وأنتم ذلك ما نسمعه من أفواه (آبائنا) في كل مرة نحُلم فيها ونتمنى وكأنهم يخلون طرفهم ويرمون بالمسؤولية على عاتقنا ويتناسون أن لهم دوراً في غاية الأهمية يجب عليهم إتقانه في هذه المرحلة وأن هناك كُبري وجسراً لابد من بناءه حتى نأتي نحن ونكمل ما بدأوه وننتقل إلى المراحل المتقدمة مع أنهم يوقنون أن للتغيير والنهوض والإصلاح سنن ومراتب يتدرج فيها من يريد الوصول إلى هذه الغايات النبيلة , وثقوا كل الثقة بأننا إذا سعينا للأولى وآمنا بالثانية سيكون القادم أجمل!!.

نحن نعاني من مشاكل مستعصية كثيرة وجمة لن ننكر ذلك ولن نكابر كما يكابر المكابرون , لكن إذا أردنا التخلص منها أو على الأقل الحد منها ومن آثارها على مجتمعاتنا على (الآباء) أولاً ومن هم في دوائر المسؤولية بمفهومها الواسع أن يبدلوا قصارى جهدهم في المسؤوليات التى أوكلت إليهم وأن يهيئوا كباري العبور للجيل الذي سيأتي من بعدهم ليكملوا مابدأه (الآباء) , أما أن يرمِ جيل (الآباء) بالحمل على جيل (الأبناء) ويتبرأوا من دورهم المطلوب منهم أدآءوه في المرحلة الحالية ويتركوا الحبل على الغارب فهذا لن يزيد الأمور إلا سوءاً وأما انتظار المخلّص والمنقذ صاحب العصى السحرية والكلمة النافذة القوية فهذا ليس من سنن الله في التغيير .. فقط أيها (الآباء) ابنوا أو هيّئوا للجيل القادم (الأبناء) كُبري للعبور ودعوا الباقي عليهم وناموا بسلام.


رابط الموقع الذي نشر فيه المقال
 http://www.alnashernews.com/news/news.php?action=view&id=3038