الأحد، يناير 30، 2011

عقلية الحديد والنار!!



لايزال في عالمنا العربي من يعتقد أنه يستطيع أن يسوق الشعوب كقطيع من الأغنام ويهش بعصاه عليها متى ما رآها قد حادت عن الطريق وسلكت مسلكاً آخر وخطاً غير الذي رسم لها وحاولت الخروج على عرف وقانون المرعى وخطوطه الحمراء العريضة.

مرة بعد أخرى تثبت الوقائع ويثبت التاريخ أن الحديد والنار لايستطيعان أن يفرضا السيطرة الكاملة وإن فرضاها فهما يفرضانها لفترة محدودة تتأجج خلالها مشاعر السخط والغضب والاحتقان والكبت وما تلبث أن تنفجر عند أول مثير يسمح لذلك الاحتقان بالصعود إلى الأعلى والطفو على السطح حتى يصير مارداً جباراً وطوفاناً يجرف كل من يقف في طريقه ويصبح حينها القطرة التي أفاضت كأس الكبت والقشة التى قصمت ظهر البعير.

من يستعان بهم لتنفيذ قبضة الحديد والنار هم جزء من الشعب ولم يأتوا من كوكب آخر. صحيح أنهم يلقنون دروس الولاء والطاعة وفي أحيان كثيرة يكون ذلك الولاء خالصاً والطاعة عمياء ويقسمون عليها ولكنهم سرعان ما ينحازون إلى جانب الشعب لأنهم نسيج أصيل منه ويؤلمهم ما يؤلمه ويحسون بحجم المسؤولية عندما يسددون بنادقهم إلى الصدور العارية والبطون الجائعة والكرامة الضائعة والعقول التى سُلبت حريتها وحُرمت من التعبير عمايدور في مخيلتها.

يجب على حكامنا أن يفكروا بعقلية أخرى غير عقلية الحديد والنار التى أكل الدهر عليها وشرب وأصبحت محنطة في سير الطغاة والديكتاتوريات التى حكمت في فترات زمنية مختلفة منذ فجر التاريخ إلى يومنا هذا. وصدقونا الشعوب لاتريد سوى كسرة الخبز وشربة الماء والعيش الكريم وحفظ الكرامة والعدالة الحقة والحرية المتزنة والاعتراف بإنسانية الإنسان واعتباره أغلى ما تملكه الدول.

( حكمت فعدلت فأمنت فنمت ) هذه هي المعادلة التي تستطيع أن تخلق رضاً عند الشعوب وهذه هي السياسة التى تستطيع أن تجعل الحاكم شخصاً استثنائياً تردد الشعوب عند ذكر أسمه عبارة (حفظة الله) وعند موته ( رحمه الله) وتنجيه من لعنات ستطارده حياً وميتاً.


رابط الموقع الذي نشر به المقال http://www.alnashernews.com/news/news.php?action=view&id=4245

السبت، يناير 22، 2011

أوقات وطاقات



قبل أكثر من ألف وأربعمائة عاماً قال الإمام علي كرم الله وجه (لاتجبروا أبناءكم على أخلاقكم فإنهم مخلقون لزمان غير زمانكم). كلمات عميقة المعنى قوية المبنى وقاعدة من قواعد التربية والتعليم لمن وعاها.

الأبناء وتربيتهم وتوجيههم وتشكيلهم وإعدادهم وتقويمهم والخوف عليهم ورغبة الآباء في أن يروا أبناءهم ناجحين ويروهم يحققون مالم يحققوه هم أو يفوقوهم في ما حققوه. كلها أمور تحدث في كل بيت وتختلف وتيرتها من بيت لآخر ومن أسرة لأسرة تنجح في بعض الأحيان وتفشل في أحيان أخرى وربما تصبح أحياناً لعنه يؤرق شيطانها كل من في البيت وينزع عنهم دفء السكينة وحنان المودة وطعم الرحمة.

نعتقد أن الإمام علياً كان محقاً في ماذهب إليه فجيل الأمس ليس كجيل اليوم وليس كالجيل الذي قبله ولا كالذي سيأتي بعده من معظم النواحي ولاندعي الأفضلية لأي منهم ولكن لكل مرحلة زمنية مميزاتها وماتجعلها مختلفة اختلافاً ربما كلياً عن ماقبلها في معظم المظاهر وفي طريقة الحياة والمتغيرات التى تحدث من حولنا ويكفينا أن جيل اليوم على سبيل المثال يولد وماوس الكمبيوتر في يده اليمنى وكنترول التلفاز في يده اليسرى ولو لم يولد معه فسيتعلم  طريقة استخدامه في بيت الجيران.

إذا فهنما هذه المتغيرات وهذه التطورات التى تحدث على كل الصعد دون استثناء وحجم الانفتاح الذي يعيشه العالم والتداخل غير المشروط وغير المقيد أيقنا أن على الآباء مراعاة هذه الخصوصية وهذه المزية واختيار الطريقة المثلى لكيفية التعامل مع الأبناء ومحاولة الوصول إلى تفكيرهم والولوج إلى أعماق أنفسهم الحيرى والمتسائلة دوماً ومحاولة توجيههم التوجيه السليم المستثمر لأوقاتهم وطاقاتهم.

أوقات وطاقات ذلك هو التعريف المبسط والمعمق لمرحلة الشباب تلك المرحلة التى تحتاج إلى احتواء من نوع خاص وقدرة فائقة على إشباع التساؤلات المرهقة وإدارة تلك الأوقات كما يجب وتفريغ تلك الطاقات في ما يفيد بشرط ألا يجبر الأبناء على التخلق بأخلاق الآباء وأن نعلم أنهم مخلوقون لزمان آخر وإلا فإنهم سيبحثون عن ذواتهم بأنفسهم إذا لم تأخذوا بيدهم وتوجهوهم التوجيه الصحيح بعقلية الواعي المرتبط بالأصل والمتصل بالعصر. وبالمناسبة فالشارع والتلفاز والنت والصديق والحياة تربي، لكن تظل هذه التربية تعاني من نقص وقصور فتؤدي إلى إحداث فجوة خطيرة عند صاحبها ولكي يثبت صحتها أو خطأها عليه تجريبها ولو مرة واحدة وربما تكون تلك المرة هي غلطة العمر , وتذكروا أيها الآباء أن الغد مبني على اليوم فأحكموا البناء الذي تبنوه في يومكم هذا.


رابط الموقع الذي نشر فيه المقال http://marebpress.net/articles.php?lang=arabic&id=8854

الأربعاء، يناير 05، 2011

لماذا وطني متأخرٌ؟!



سؤال كبير ووجع كبير أن تسأل غير الله وتقول له ملحاً وبصوت عالٍ لماذا وطني متأخرٌ؟ لماذا وطني في ذيل القائمة؟ لماذا وطني ليس في الصف الأول خلف الإمام مباشرة! أو على الأقل دآخل باحات المسجد الكبير!.

بنظرة خاطفة على الخريطة الجغرافية لليمن ستتضح لنا الأهمية الإستراتيجية له! وبنظرة أخرى إلى ثرواته الطبيعية والبشرية وماحباه الله من خيرات سيتضح لنا أنه غني! وبنظرة أخرى أيضاً إلى التركيبة السياسية والإجتماعية والقبلية فيه سيتضح لنا أنه مغلوب على أمره! وبنظرة أخيرة إلى المحيط الإقليمي والدولي سيتضح لنا أنه مستهدف! إذا جغرافيا هامة وأرض غنية وتركيبة متنوعة ومعقدة بفعل فاعل ومحيط متربص أعتقد أنها معادلة صعبة التفكيك تحتاج إلى المحقق كونان ليكشف أسرارها ويحل رموزها الخفية!.

لنسأل أنفسنا سؤالاً هل مكتوب على اليمن أن يظل حرف جر أو مجرورٍ بكسر رجلة من أن يخطو خطوة واحدة باتجاه التقدم السليم والعلمي أو أن يخطوا خطوة ثانية باتجاه حل جذري للأزمات المتتالية التي تعصف بالبلاد والعباد أو أن يخطو خطوة ثالثة بإتجاه تحول مكتمل الرؤى واضح المعالم خالٍ من كولسترول التسلط وعشق الكراسي وعفن القبيلة وسلطة المشايخ وسرطان الولاءات الضيقة والمصالح الشخصية التى تنخر في جسد الوطن وتخدم الفرد ولاتخدم المجتمع وبسببها صرنا متأخرين ومتخلفين في معظم المجالات آنى وجهت وجهك في الإقتصاد في التعليم في الصحة في الرياضة وحتى على مستوى الحريات الصحفية والعامة وبحثوا عن ترتيبنا في التقارير الدولية التي تقيّم هذه المجالات.

علينا أن نعي وندرك أن اليمن منطقة مصالح ونقطة التقاء وليست جزيرة منفصلة ومعزولة عن العالم وربما مايحدث فيها هو مؤامرة كبرى هدفها أن تُبقى على أكثر من 24 مليون طاقة بشرية خارج التغطية! وعلى بلد يشرف على بحرين وخليج ومحيط ومضيق يتحكم بمرور30 % من إمدادات النفظ العالمية في يد القراصنة الكبار العابرة سفنهم للقارت والمستبيحين لكل أرض وبحر! لكن لانعلق على المؤامرات فشلنا في إدارة بلدنا وأزماتنا ولا نجعلها سبباً في خنوعنا واستسلامنا بل يجب التنقيب في حقول هذه المؤامرات والبحث الحثيت عن الخيط الأبيض والأسود في ليلها البهيم حتى نصحح الواقع ونبني المستقبل وتحصل معجزات الشفاء على أسس متينة لاتشبه في سماكة جدرانها سماكة جدران بيت العنكبوت! وأعتقد مازحاً أنه يجب على حكومتنا الموقرة سرعة التنقيب عن النفظ والبحث عن حقول جديدة! فهناك تقارير وخطابات وصيحات وأنات صدرت في الفترة الأخيرة عن الكثير من المسؤولين في بلادنا تشير إلى أن النفظ مصدر الدخل الأول لميزانية الدولة في بلد حباه الله بحراً وسمكاً وجبلاً وسهلاً وذهباً وتضاريسَ وحضارةً وآثاراً ونخلاً وبنناً !! في أيامه الأخيرة كيف حصل ذلك؟ الله أعلم! واسألوا أهل السياسة إن كنتم لاتعلمون !!.


رابط الموقع الذي نشر فيه المقال http://www.mukallatoday.com/Details.aspx?ID=9162