السبت، يوليو 16، 2011

الأستاذ منير باتيس ذلكم الوفي .. ينتظر بعض الوفاء




أتذكر أياماً خلت كلما مر بخاطري طيف من عرفت لاسيما من كانوا أساتذة لنا أو زملاء أو أصدقاء وبالذات في المرحلة الثانوية والأساسية من الدراسة وها نحن الآن على أعتاب الإنتهاء من المرحلة الجامعية وقد أخذتنا الدنيا ذات اليمين وذات الشمال ولم تبقَ معنا إلا الذكريات التى لاتزال منطبعة في الذاكرة بحلوها ومرها.


وعلى مقاعد الدراسة تلك وبين جدان الصفوف وحيطان ثانويتنا العتيقة ثانوية ابن سيناء النموذجية كانت لنا ذكريات جميلة كنت أتذكر جيداً حجم اللطف الذي يغمرنا به أساتذتنا تارة وحجم الشدة التي يعاملوننا بها في تارة أخرى وكنت أذكر جيداً أستاذي القدير منير أحمد باتيس مدير الثانوية في تلك الفترة عندما كان يصول ويجول ويصرخ ويبتسم ويبكي ويضحك ويفاخر ويعتز عندما تحقق الثانوية تميزاً أو يحقق أحد طلابها تفوقاً كنا نرى نهراً متدفقاً أمامناً من الحب والجهد والعطاء والعمل وشعلة من النشاط والحركة لانتطفي ولايهدى لها بال حتى تنال ماتريد وترقى إلى المرتقى الذي تعشق مؤمنا وموقنا في قرارة نفسه بأن العزيمة القوية تجعل للأرجل أجنة.

أثمرت تلك العزيمة القوية والجهود الجبارة تميزاً لمسه كل تعرف عليه عن قرب فالنجاحات التى حققتها ثانوية إبن سيناء في عهده كانت عظيمة وبسببها وسبب الكاريزما القيادية التي يتميز بها تم إختياره كأول مدير لثانوية المتفوقين الحديثة النشئ آن ذاك عند أعلن عن إفتتاحها في 2007 م أما إذا أردنا الحديث عن ثمار هذه الثانوية وفي عمرها القصير فإن الحديث سيطول بنا يكفي أن طلابها أحتلوا المركز الأول على مستوى العشرة الأوائل للجمهورية لمرتين متتاليتين وزاحم عدد من طلابها على المراكز العشرة للآوائل على مستوى المحافظة والجمهورية وأبتعثوا بحمد لله إلى عدد من الدول وهم الآن يوصلون نجاحاتهم بجدارة وإقتدار.

ذلك التميز الذي حققته هذه الثانوية الناشئة ليس وليد الصدفة ولكن مثلما قالوا في المقولة الشهيرة (خلف كل رجل عظيم إمراءة) فإننا نقول في مثل موضوعنا هذا خلف كل مؤسسة تربوية وتعليمية عظيمة رجل عظيم هو من يقودها مع كادرها التدريسي إلى شواطئ النجاح ويشق بها غباب التحديات لتثمر في نهاية المطاف جيلاً من الطراز الأولِ يحمل أمانة الأمة ويسعى لرقيها واضعاً نصب عينيه قول أحدهم عندما قال (إذا أردت أن تخطط لشهر فأزرع بذرة وإن أردت أن تخطط لسنة فاغرس شجرة وإن أردت أن تخطط لمائة سنة فعلم الناس).

أتذكر كل شي جميل وكل شي بهي وأتوقف للحظات طويلة عندما يصل إلى مسمعي أن أحدهم قد تعرض لوعكة صحية ولم يعنه أحد ولم يرفع السماعة عالأقل ليطمن عليه وليس هذا (الأحد) نكره من الناس مع أن الله كرم بني آدام بشكل عام ولكنه كرم أيضاً حملة العلم والنور وزادهم تكريماً فوق تكريمهم ولاخير كما قال أحدهم في أمة لاترفع من قدر عظمائها ولاتعينهم وقت أزماتهم وقد بلغني قبل أيام أن أستاذنا القدير منير باتيس قد تعرض لوعكة صحية مفاجئة تمثلت بحصوه أدت الى إنسداد حالب الكلى اليمنى مما أدى الى حدوث تضخم بالكلى اليمني وعلاج مثل هذه الحالة اما يكون بالتفتيت باليزر أو القسطرة (التوسيع) واعتقد أن الأول غير متوفر باليمن والثاني غير مضون الجانب في اليمن أيضاً ولايوجد إلا بالعاصمة والأحداث الحالية لاتساعد على السفر إليها وليس هناك من حل إلا المغادرة إلى أحد الدولة المتقدمة طبياً من أجل علاج هذه الحالة ونحن كطلاب أوفياء لهذا الرجل الذي بدل الغالي والنفيس من أجلنا ومن أجل النهضة التعليمية في حضرموت نرفع ببرقية سريعة وعاجلة لكل محب للعلم والتعليم وأهله ونرجوهم أن يمدوا يد العون لهذه الهامة التربوية الشابة ويساندوا أستاذنا في تكاليف العلاج بابتعاثه الى احد المستشفيات لعلاجة خصوصا وأننا على أعتاب شهر فضيل كريم ونهمس في آذانهم قائلين لهم أيها الأحبة ذلكم الوفي ينتظر منكم بعض الوفاء (فهل من مجيب .(


تفاعل أكثر مع المقال تجدونه على هذا الرابط http://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=133343226751158&id=1030626544&ref=notif&notif_t=like

الجمعة، يوليو 01، 2011

التركة الثقيلة!!



على قلق وأمل نتابع ماجرى ويجرى على رقعة الوطن العربي الكبير والذي تشابهت فيه الأنظمة وتوحدت على مبدأ نهبه وتجهيله والدوس عليه وأختلفت في ماعدا ذلك ولاعزاء لنا سواء أن تنجلى هذه الغمة بأقل الخسائر ويبدل الله الحال إلى أحسن منه فالتركة الثقلية التي خلفتها هذه الأنظمة القمعية في معظم المجالات وكل الإتجاهات تعجز عن حملها الجبال الراسيات!.

أنّى وجهت وجهك في رقعة الوطن العربي الكبير ترى ظلماً وإنتهاكاً وفساداً وتسلطاً وعبثاً بكل شيء بالمقدرات بالمال العام بالبحر بالبر بالنفظ حتى بالإنسان الذي كرمه خالقه ونفخ فيه من روحه نشاهد كيف تعبث الأنظمة القمعية به في هذه الأيام عندما ترسل قناصيها لاصطيادهم واحداً واحداً وترسل دباباتها لسحقهم فرداً فراداً في سابقة خطيرة في التعامل مع المواطن العربي لم يجرؤ على فعلها حتى جيش الكيان الصهيوني والذي لطالما صمت آذاننا ونحن نسمع مواعظ ساسة أنظمتنا وهم يسمعوننا بصوت عالٍ خطابات الشجب والإدانة والإستنكار والتي لايحسنون سواها ضد همجية الجيش الصهيوني وممارساته ضد أهلنا في الأراضي العربية المحتلة ثم هم بعد ذلك يمارسون أساليبه القذرة على أبناء شعوبهم ويتفوقون في تطبيقها أيضاً!.

ماجرى في بعض الدول العربية وماخلفته أنظمتها من تركات ثقيلة شيء ومايجري في اليمن وماسيتركه النظام من تركة شيء آخر تماماً فالنظام المتهالك في اليمن عبارة عن تكتل قائم على المصالح وإمتصاص ثروات الوطن لصالح جيوب بعينها وليس نظاما وطنيا حريصا على مصلحة الوطن ورفاهية المواطن يكفي أنه تسبب في سبعة حروب في أقل من عشرين سنة زج بالجيش اليمني فيها حتى دفع أفراده دماءهم من أجل قضايا لايعلمون مايدور خلف كواليسها وأولها حرب 94 وماسبقتها من مؤامرات وآخرها حروب صعدة وماخلفتها من أزمات أما الحروب الجانية وثارات القبائل فحدث عنها ولاحرج!.

والعجيب الغريب أن آثار هذه الحروب ومخلفاتها لم تعالج إلى الساعة وإنما تركت لتزرع إحتقاناً وبغضاً ينفجر من أدنى شرارة تصدر من هنا أو من هناك أضف إلى ذلك تركة الفساد الكبيرة التي التهمت كل شيء من أعلى السلم إلى أسفله والعبث بثروات الوطن وتوقيع الإتفاقيات المشبوهة وأشهرها إتفاقية بيع الغاز لكوريا واللعب على وتر التناقضات والإختلافات بين مكونات المجتمع اليمني فيُضرب الجنوبي بالشمالي والشافعي بالزيدي والإصلاحي بالاشتراكي والحوثي بالسلفي وهكذا دواليك ليضعف كل طرف منهم الآخر ويأمن هو وحاشيته من خطرهم وتهديدهم المصطنع ولعل أخطر ماخلفه لنا هذا النظام هو فقدان الثقة بين الحاكم والمحكوم بين المواطن والمسؤول وغياب الدولة المدنية التى يتساوى أبناؤها أمام قانونها ويلجؤون إليها إذا أختلفوا بدلاً من تهجير البقر والثيران وحكم العرف القبلي.

وإذا بحثنا في كتاب التنمية العتيق فسنجد أن التنمية في اليمن كذبة كبرى إذا ماقورنت بثروات الوطن الكثيرة وخيراته الجمّة فأين التنمية خلال ثلاث وثلاثين سنة أو قل خلال عشرين سنة فقط وهي فترة الوحدة بين جنوب اليمن وشماله ونسبة البطالة والفقر والأمية قد بلغت أرقاماً قياسية وسوء الخدمات الصحية والعامة يزاد سوءًا في كل دقيقة ورقعة الفساد والتسلط والنهب تتسع في كل ثانية حتى انضممنا في آخير المطاف إلى قائمة الدول الفاشلة!.

أما الوحدة والتي نسبها رأس النظام إلى شخصة ظلماً وزوراً وادعى أنه صانعها وساقي شجرتها وهو يعلم أنه مجرد ممثل لطرف في إتفاقية قضت بتوحيد دولتين لكل واحدة منهما كيانها المستقل والمعترف به دولياً وهو يعلم جيداً أنه السبب الرئيس والمباشر في نزع قداستها ومحبتها من قلوب الملايين من أبناء الشعب اليمني في جنوبه وشماله سبب سياساته وسياسات حاشيته الجشعة والتى أطلق يدها لتنهش في جسد الشعب اليمني وتمتص ثرواته وتستأثر بكل شيء على حساب عامة مواطنيه ليتضح بعد ذلك أن الوحدة من وجهة نظره وحاشيته كانت وحدة جيوب ولم تكن وحدة قلوب!.

لانريد من خلال هذا المقال أن نحطم الروح المعنوية ونجلد ذواتنا ونغلق كل أبواب الرجاء والأمل ولكن يجب أن نعي حجم هذه التركة الثقيلة الذي خلفها هذا النظام المتهالك ونحسب ألف حساب وحساباً للمرحلة القادمة والتي يجب أن تكون مرحلة جديدة تبعث في الجسم اليمني المنهك روح الإصرار والعزيمة القوية ويتفق من خلالها اليمنيون على صيغة مناسبة ومرضية لكل الأطراف من أجل النهوض بهذا الوطن وذلك المواطن وإنتشاله من المهانة التي أسقطه فيها هذا النظام الهلامي الذي لايحسن سوى النهب والتسول لنرى وطناً يفخر أبناؤه بالإنتماء إليه وتصان فيه حرمة المواطن وحرمة بره وبحره وجبله وسهله وثرواته.