الخميس، يناير 19، 2012

حتى لاتذهب الريح!





لكم كنا مستبشرين ومازلنا بإحتجاجية الثامن عشر من يناير يوم الحق الحضرمي يوم النزول إلى الميدان يوم الدوس على السلبية والعويل والبكاء والتخفي خلف أمجاد الماضي لنسافر مرة أخرى إلى أيامنا الخُضر عندما اتفقنا على الخطوط العريضة وعلى القواسم المشتركة بيننا كحضارم, وخرجنا بكآفة تكويناتنا واستطعنا أن نحْسن التنسيق ونحْسن الحشد والترويج على الصعيدين المحلي والخارجي ونلفت الأنظار إلينا وإلى قضايانا العادلة والمحقة دون إلغاء لأحد ودون تهميش لمشروع على حساب آخر سوى مشروع حق حضرموت وحق آبنائها فيها وانتهى كل شيء بسلام ودون تكسير او تخريب او حرق او إصابات وكانت وقفة حضارية بامتياز أظهرت مدنية وجمالية الإنسان الحضرمي في أبهى معانيها رغم ماشابها من تجاوزات في آخر اللحظات والتي سأحاول أن اوضح أسبابها من وجهِ نظرٍ شخصية بحتة لعلنا نُسهم في الوصول إلى رؤية واضحة المعالم متزنة الحلول نحاول من خلالها حفظ حقوق حضرموت وحقوق أبنائها بلا ضرر ولا ضرار ولا انتقاص من أي مشروع سياسي اتفقنا معه ام اختلفنا فحضرموت لها خصوصيتها وكل منصف يقر بذلك.

انشروا الوعي ورسخوه

هل يعلم أخوتنا وأهلنا الذين اعترضوا على احتجاجية كفاية ومن رفضوها جملة وتفصيلاً ومن اتهموها بشتى التهم حجم النهب والاستنزاف الذي يحصل في مناطق الامتياز؟! هل يعلمون حجم الأضرار البيئية التي طالت حضارمة تلك المناطق بسبب مخلفات -على سبيل المثال- شركة كنيديان نكسن على مدى 20 عاماً وتمثلت بانتشار أنواع من السرطانات بين قاطني مناطق الامتياز والفشل الكلوي ولاسيما لدى الأطفال، ولوثت المياة والتربة والهواء فيها؟! هل يعلمون حجم الظلم والغبن والإقصاء والتهميش الذي تعرضت له كوادر أبناء حضرموت حيث لاتتجاوز العمالة الحضرمية في شركات النفظ العاملة في حضرموت سوى 7% وباقي الحضارمة يذهبون إلى جحيم الغربة او يتذمرون في ويلات الفراغ والبطالة بينما في مأرب وشبوة عدد العمالة70% من مجموع العاملين في شركات النفط؟! إذا علموا ذلك او بالأصح إذا أُعلموا بذلك أعتقد أنهم لن يحيدوا قيد أنملة عن أهداف احتجاجية كفاية لأنها وبكل بساطة تعنيهم وتعني مستقبلهم ومستقبل أجيالهم ومستقبل البيئة التي يعيشون بها, فما حصل هو نتيجة طبيعية لشحة المعلومات التي من المفترض أن تصل إليهم ونقص التوعية بتلك المخاطر المحدقة بهم وبالذات في صفوف الشباب المتحمس.

لا تناقض بين المطلب الحقوقي والسياسي

بعض من اخوتنا وأهلنا ممن عارضوا احتجاجية كفاية تحججوا بأن مطالبها وشعاراتها المرفوعة كانت حقوقية خالصة وتمحورت بدرجة رئيسية حول الملف النفطي والأمني بحضرموت وهو بذلك حسب رأيهم يخالف مايدعون إليه وهي المطالب السياسية المتمثلة بفك الارتباط وإستعادة الدولة الجنوبية التي قُدّم في سبيلها مئات الشهداء من أبناء الجنوب, لكن لونظرنا لكلا المطلبين لوجدنا أنهما شرعيان وأنه لايوجد تناقض بينهما إطلاقاً بل على العكس يلتقيان في كآفة منعطفاتهما ويتعاضدان معاً ليصلا بالقضية الكبرى إلى شواطئ الخلاص وهو الهدف الذي من أجله دفع الشهداء دماؤهم رخيصة وليست تلك المطالب الحقوقية التفافاً او إلغاء للحركة الوطنية الجنوبية "الحراك" بل هي تصب في نفس الاتجاه ونفس المسار وتؤدي إلى تجفيف منابع تزويد الناهبين والفاسدين بأسباب البقاء والنفوذ إن أديرت تلك التحركات بعقليات واعية وضمائر مسؤولة.

التجفيف أولاً

تخيلوا أن حضرموت لاتوجد بها ثروات ولاخيرات بتعدد أنواعها وأشكالها فهل سوف يصر المنتفعون والناهبون لخيراتها وثرواتها على استمرار السيطرة عليها بقوة السلاح والترهيب والترغيب والأساليب الأخرى التي تأتي تحت مسميات عدة وتبريرات متعددة لاتضمن لنا حقاً في خير ولاثروة موجودة على ظهر أرضنا أو في بطنها سوى أنها تحافظ على مصالحهم وتحفظ لهم مصادر الثراء الفاحش الذي تدره عليهم آبار الامتياز, و(كفاية) أتت لتجفف مستنقعات الفساد والثراء وتلك خطوة أولية للوصول إلى الهدف الأكبر لأنه إذا فقدت مصالح المنتفعين والمتنفدين وقطعت إيديهم الممتدة بكل عنجهية إلى تلك المصادر سيتركون كل شيء خلف ظهورهم وسيبحثون عن مصادر أخرى فالذهب الأسود عصب الحياة ومن أجله تقام الحروب وتحاك المؤامرات والكل يعلم أن نفط حضرموت يزود ميزانية الدولة بحوالي 80% من إجمالي الميزانية, فهل فهمنا الآن خطورة هذا الملف وحساسيته المفرطة, وإذا كانت ثورة الملح في الهند أسهمت في إخضاع الامبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس فكيف بثورة النفط!.

ثورة الملح وثورة النفط

هل سمعتم عن ثورة أو مسيرة الملح التي قادها غاندي وكان هدفها القضاء على سيطرة واحتكار الإنجليز على إنتاج الملح ورفعهم لضريبته بعد أن حرّموا على الهنود استخراجه وبيعه ونجحت تلك المسيرة التي استمرت أربعة وعشرين يوماً قطعوا خلالها مسافة قدرت بـ300 كم عندما وصل غاندي إلى ساحل البحر واستخرج الملح بيده من مياههِ فطار الخبر إلى أنحاء الهند واقتدى به الهنود فاستعادوا السيطرة على إنتاج هذا المنتج الذي يستهلكونه بشكل كبير من أيدي الإنجليز وتبعته بعد ذلك خطوات أخرى حتى تمت استعادة السيطرة على جميع الصناعات الوطنية التي احتكرتها بريطانيا وبعد ذلك استقلت الهند كلياً ورحل المستعمر عنها وكذلك البترول بإمكاننا كسر احتكار المسيطرين عليه والناهبين له عبر عدة خطوات واعية وأساليب جديدة فنحن في عصر السماوات المفتوحة على مصراعيها وكل صاحب قضية يستطيع الولوج, فقط نحتاج لجهود مخلصة ولوعي حقيقي في أوساط الشباب والشيبة بخطورة مايجري حولنا على المدى القريب والبعيد قبل أن نتنازع فنفشل وتذهب ريحنا!.

الاثنين، يناير 16، 2012

اتفق الحضارم على أن يتفقوا!!



"واتفق الحضارم على أن لا يتفقوا" ربما هذا ماستردده الأجيال القادمة - لاسمح الله – إن بقينا على هذا المستوى وعلى هذه العقلية غير المسوؤلة وغير المتزنة إطلاقاً والتي لايشد بعضها بعضاً ولاتريد أن تلتقي على قواسم مشتركة وخطوط عريضة لاتنتمي إلا لهذه الأرض التي تستحق الحياة هي و من عليها ويكون فيها الربح والفوز لها ولأهلها وللأجيال القادمة والتي تليها!.

نقولها بأعلى صوت - قبل أن نقول في يوم الثامن عشر من يناير "كفاية" - يكفي سلبية، يكفي نواحاً، يكفي تبادلاً للاتهامات، يكفي تشكيكاً، يكفي عويلاً وبكاءاً على أطلال ماضي أضعناه من بين أيدينا عندما أضعنا بوصلة الاتجاه الصحيح التي مشى على إتجاه عقربها أجدادنا الحضارم وملأت العالم أمانةً وخُلقاً ورحمةً ونهضةً وعمارةً للأرض والإنسان على مدى تاريخهم الممتد قروناً وأحقاباً والمتمدد في كل الجهات دون استثناءات ودون مظاهر زائفة ودون فواصل تثير الشفقة وتزيد الملل!.

لايهم إن كنت حراكياً أو إصلاحياً أو مؤتمرياً أو أو أو...إلخ المهم أنك حضرمي، المهم أن هذه الأرض التي تعيش عليها وهذه المياه التي تشرب منها وهذه الخير الذي يوجد على ظهرها وفي باطنها كله قد تعرض للخطر المميت قد تعرضه للنهب المنظم قد تعرض للاستنزاف الممنهج وذلك الخطر المميت سيصل إلى بيتك وإلى فلدات أكبادك كما وصل إلى بيوت وفلدات أكباد أهلنا في مناطق ساه وغيل بن يمين والضليعة والخسعة وسونة وماجاورها، ومن لم يتناهَ إلى أذنيه سماع خبر هذا الوصول فليقم بزيارة إلى تلك المناطق ليرى هول الفواجع والآلآم التي يعانيها أهلنا هناك!.

صدقونا لن نكون أنانيين ولن نكون مندسين ولن نكون مخربين ولن نكون حجر عثرة في طريق أي مشروع سياسي لهذا الطرف أو ذاك إن نحن توحدنا وتفاعلنا مع كل مكوناتنا السياسية والاجتماعية والثقافية والشبابية وخرجنا في يوم الثامن عشر من يناير لنقول كفاية لكل ناهب وفاسد وعابث بخير الأرض الحضرمية في كل رقعة من هذه الأرض المعطاءة وإنسانية هذا الإنسان الحضرمي في كل ذرة من جسد ذلك الإنسان المعطاء ونؤسس من خلالها في الشارع الحضرمي بكل شرائحه وعياً ممتداً يعيد إلى الروح الحضرمية وهج الانتماء الى هذه الأرض ويبعث في ذواتهم حماسة الاستماتة في الدفاع عنها فزمن الخنوع والضعف والخوف والسلبية والنواح والعويل والبكاء على الأطلال وأمجاد الماضي قد انتهى إلى غير رجعة وجاء عصر إعادة وهج الروح وانتزاع الحقوق بكل الطرق والسبل وعبر التخطيط السليم والتنفيذ الواعي.

لنكن يداً واحدة ولنكن جسداً واحداً في وقفتنا عصر الثامن عشر من يناير لخير هذه الأرض وخير إنسانها وخير الأجيال التي ستأتي من بعدنا والتي ستفخر بنا جميعا إن علمت أن حضارم اليوم "أتفقوا على أن يتفقوا".