الأحد، فبراير 02، 2014

شهيد الهبة الشعبية عمر بازنبور*

بقلم: مطيع بامزاحم

(1)

ولد شهيد الهبة الشعبية عمر علي عمر بازنبور في الـ30 من شهر أغسطس عام 1989م في مدينة المكلا وهو الذكر الوحيد بين ثمان إناث.
(2)

بدأ طفولته في حي الشهيد خالد بالمكلا ثم انتقلت الأسرة إلى  حي المتضررين بمنطقة فوة "المستقبل" "حي الشهيد عمر بازنبور حالياً" ليلتحق بعد ذلك بمدرسة عبدالله السلال في العام 1997م ويقضي بها سنوات الدراسة الأساسية ليتم بعد ذلك الانتقال إلى ثانوية ابن سيناء النموذجية ليتخرج منها في العام 2009م ويغادر إلى مدينة عدن للتسجيل في كلية القانون بجامعة عدن إلا أنه لم يكمل سوى فصلاً واحد لينتقل بعدها إلى جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا ويواصل في نفس التخصص الذي طالما حلم بأنه سيصبح رائداً فيه ومدافعاً من خلاله عن كل قضايا وطنه وأهله.

(3)

الحركة المستمرة والتفاعل المستمر الواعي والمتزن مع كل الأحداث أخذ الحيّز الأكبر من اهتمام الشهيد منذ سنواته الأولى فقد كان متفاعلاً مع كل الأنشطة والمبادرات والمناسبات التي تحدث في حيه ومدرسته وثانويته ومدينته ووطنه لايطيق الصمت ولايرضى بالظلم والضيم ولايحتمل كتم كلمة الحقد وإنتقاذ أي تصرف أو عمل يحمل في تفاصيله الضرر بأي شخص أو جهة أو فئة ويشهد له بذلك كل عرفه عن كثب ويشهد له كذلك بحسن الخلق وطيب المعشر.

(4)

والحديث عن حركته المستمرة وتفاعله المستمر مع وعيه واتزانه وصدقه وإخلاصه الذي عرف به انعكس إيجاباً على نشاطه الاجتماعي والسياسي والحقوقي وتأثيره البالغ لينتج لنا شخصية قيادية يعتمد عليها وتؤكل لها المهام العظيمة وتفاصيل تنفيذها والإعداد لها فمن تلك الأنشطة التي شارك شهيدنا فيها بكل قوة انخراطه في صفوف الناشطين والمدافعين عن القضية الجنوبية التي أخذت الجزء الأكبر من اهتمامه فقد كان نائباً لرئيس الحركة الشبابية والطلابية الجنوبية بجامعة حضرموت وأميناً عاماً للمجلس الطلابي بالجامعة إلى جانب عضويته في بعض المؤسسات الشبابية والحقوقية كمؤسسة مبادرة شباب ومؤسسة أراء للتنمية المدنية.

(5)

إلى جانب شخصية الشهيد الحركية والثورية القوية كان يتمتع بروح مرحه وقلباً محباً للناس وابتسامة لاتفارق شفتاه وتفاؤل بمستقبل جميل وغدِ أفضل.

(6)

وفي يوم انطلاق الهبة الشعبية في الـ20 من شهر سبتمبر 2013م التي جاءت إثر حادثة اغتيال المقدم سعد بن حبريش الحمومي ومرافقيه ومقررات ومخرجات اجتماع حلف قبائل حضرموت الذي أعلن الهبة الشعبية اتجه الشهيد في ذلك اليوم المشهود والذي سيبقى في الذاكرة الحضرمية إلى مدينة المكلا مثله مثل آلاف الأحرار من أبناء حضرموت ليشارك في المسيرات التي ستنطلق عقب صلاة الجمعة واتجهت المسيرة التي شارك فيها الشهيد إلى سوق القات الكائن بمنطقة شرج المكلا "كبس العمودي" حيث أطلقت على المسيرة طلقات نارية من قبل بائعي القات أدت إلى إصابة الشاب علاء السعدي أحد أصدقاء الشهيد فهرع عمر إلى نجدته وتمكن من إنقاذه وحمله ووضعه على دراجته النارية استعدادا للانطلاق به إلى أقرب مستشفى إلا أن رصاصة غادرة عاجلته من بائعي القات لتخترق رأسه المرفوع دوما وتسقطه على الأرض فهجمت المسيرة على سوق القات وتمكنت من حرقه ومنع بيعه داخل مدينة المكلا في نفس اللحظات التي تم إسعاف الشهيد فيها إلى مستشفى ابن سيناء ليتم إدخاله إلى العناية المركزة حيث صعدت روحه الطاهرة إلى بارئيها في لحظات صمت وحزن ارتسمت على وجوه الحاضرين من أهله وأصدقائه اللذين توافدوا إلى المستشفى فوراً سماعهم لنبأ استهدافه.

(7)

شُجع شهيدنا في موكب جنائزي مهيب وبحضور جماهيري كبير امتلأ بهم مسجد جامع الروضة بالمكلا والشوارع المحيطة به وحمل نعشه على الأكتاف ووري جثمانه الطاهر ثرى مقبرة يعقوب الشهيرة بحي الشهيد خالد بمدينة المكلا حيث ولد وتنفس أنفاسه الأولى.
___________________

* نشرت هذه النبذة البسيطة ضمن صفحات الكتّيب الذي صدر بمناسبة أربعينية الشهيد عمر علي بازنبور.