الثلاثاء، أبريل 15، 2014

"الطالب الإداري" يوم دراسي كامل أشرف عليه وسير نشاطه طلاب ثانوية المكلا النموذجية للبنين دون تدخل الإدارة والمدرسين

"الطالب الإداري" يوم دراسي كامل أشرف عليه وسير نشاطه طلاب ثانوية المكلا النموذجية للبنين دون تدخل الإدارة والمدرسين..

الطالب باوزير: الفكرة تمت مناقشتها مع الإدارة بعد أن اقتبست من بعض التجارب وتم التخطيط لها جيداً وتنفيذها..

الطالب بصفر: أردنا كسر الحاجز لدى الطلاب واختبار قدراتهم على ضبط الصف والإبداع في شرح الدرس..

الأستاذ باتيس: أحببنا أن تكون الثانوية أحد المدارس التي تبدع في خلق قادة صغار يكونوا قادرين على استلام زمام الأمور مستقبلاً..

الأستاذ مسجدي: قمنا بإشعار أولياء الأمور بوظائف أبناؤهم لما له من انعكاسات نفسية واجتماعية جيدة على الأسرة..

___________________________

شهدت ثانوية المكلا النموذجية صباح يوم الخميس الماضي إقامة فعالية نوعية تقام لأول مرة في حضرموت أطلق عليها "الطالب الإداري" أو "الإداري الصغير" حيث أديرت الثانوية لمدة يوم دراسي كامل من قبل طلابها اللذين شكلوا إدارة مدرسية تكونت من مدير ووكيل ومسؤولي الأنشطة ورؤساء الشعب والمعلمين وأمناء مكتبة ومختبرات وحراس ثانوية, وتحولت إدارة الثانوية ومعلميها إلى طلاب يحضرون الحصص ويشاركون في كل الفعاليات التي أقيمت خارج صفوف الدرس.

وتم اختيار الطلاب الإداريين من قبل الإدارة كلا حسب الميول والاتجاهات والرغبات وهم من أوائل الطلاب في الشهر الأول من هذا الفصل, أما الطلاب اللذين أدوا الحصص الدراسية فقد تم اختيارهم من قبل المعلمين اللذين اختاروا الطلاب الأكثر تميزاً في موادهم.

وأقيمت خلال اليوم الدراسي وفي إطار هذا البرنامج محاضرات ومسابقات وتنظيف كامل للمدرسة وأنشطة أخرى في المختبرات والمكتبة من قبل الطلاب أنفسهم وشهدت الثانوية زيارات لعدد من الشخصيات الاجتماعية والتربوية وكذلك بعض المدارس والثانويات للتعرف عن كثب على تجربة "الإداري الصغير"..

صحيفة 30 نوفمبر كانت هناك ورصدت هذه التجربة والفعاليات التي أقيمت وانطباعات المعلمين والطلاب عنها..

كتب: مطيع بامزاحم..
____________________________

طاقم إداري حاسم ونشط

فور وصولنا إلى ثانوية المكلا النموذجية استقبلنا ثلة من الطلاب, يرحبون بك ويعطونك لمحة مختصرة عن الوضع الجديد في هذا اليوم الإسثنائي ويرفضون أن تقابل أحداً من أعضاء إدارة الثانوية إلا بعد أن تقابل الإدارة الجديدة..

اُخذنا بعد ذلك إلى مدير الثانوية الجديد الطالب أحمد عمر باوزير من طلاب الصف الثالث ثانوي علمي الذي قدم شرحاً عن الفكرة والمراحل التحضيرية التي مرت بها قائلا: فكرة "الإداري الصغير" تمت مناقشتها مع الإدارة من قبل الطلاب بعد أن اقتبست من تجارب إحدى المدارس وتم التخطيط لها جيداً ونفذت بالشكل المطلوب والتجاوب كان جميلا والطلاب كانوا متفاعلين وشديدي الحرص على الظهور بحلة الإداري فعلا.

وعن توزيع الأدوار ووضع البرنامج اليومي قال باوزير: تم وضع جدول لهذا اليوم من قبل الطلاب أنفسهم ومن قبل الإدارة المكلفة بإدارة هذا اليوم وتم التنسيق والإعداد لبرنامج الحصص والأنشطة والفعاليات الأخرى وهناك محاضرات ستلقى وبرامج ستنفذ لهذا اليوم فقط, والطاقم كله من الإدارة إلى الحارس والمشرفين مكون من الطلاب, وثانوية المكلا دائما ماتكون سباقة والكثير من طلابها ينتمون إلى منظمات طوعية عالمية ومحلية ومشاركين في مؤسسات وهناك نزولات تقام للطلاب ودورات تعطى لهم بين حين وآخر.

توجهنا بعد ذلك للقاء وكيل الثانوية الجديد الطالب إبراهيم عمر باسلمة من طلاب الصف الثاني ثانوي الذي حدثنا عن وظيفة الوكيل واصفاً إياها بأنها صعبة جداً ومتعبة كذلك, وأكد على أن وجوده في هذه الوظيفة ليوم واحد جعله يشعر بما يعانية وكيل ثانويته الأستاذ ناصر ابن الشيخ ابوبكر.

مضيفاً: منحتني هذه التجربة خبرة في التعامل وتنظيم الأمور, والطلاب كان تفاعلهم ممتاز وهذه الأنشطة تساعد الطالب على اكتساب خبرة في الحياة وكذلك في القيادة ويشعر الطالب بشعور المدرس والعمل الذي يقوم به.

عرجنا بعد الالتقاء بالوكيل على الطاقم الإداري للثانوية والتقينا بمسوؤل الأنشطة والأعداد للبرامج والحصص الدراسية الطالب إبراهيم علي بصفر من طلاب الصف الثالث ثانوي علمي الذي أوضح بأن الهدف من هذه التجربة هو كسر الحاجز لدى الطلاب اللذين قاموا بدور الإدارة والمعلمين واختبار قدراتهم في عملية ضبط الصف وكذلك الإبداع في شرح الدرس والتعود على الجرأة وتحمل المسؤولية, وأنا بالأمس لم أنم وكنت أفكر في كل التوقعات التي ستحدث وأحاول إيجاد الحلول المناسبة لها.

ووصف بصفر التجربة بأنها جميلة وممتعة وفريدة وتفاعل الطلاب معها وشجعوا فكرتها بشكل جيد واحترام متبادل.

كادر تدريسي من الطلاب

بعد الالتقاء بالإدارة توجهنا لعدد من الصفوف والقاعات للاستماع إلى الطلاب الذين قاموا بوظيفة المعلمين وحملوا على عواتقهم مهمة تقديم حصص في كل المواد الدراسية.

الطالب حسين خالد الضبي من طلاب مستوى ثاني ثانوي درّس مادة الرياضيات وصف التجربة بأنها جيدة وشعر بأن المدرس يبدل جهد كبير جداً في التحضير للمادة.

بينما قال الطالب فوزي البكري من طلاب الصف ثالث ثانوي ورئيس شعبة الإنجليزي ومدرسا للغة الانجليزية في يوم "الإداري الصغير": عمل المدرس مرهق لكنه يحمل أهداف سامية ونبيلة وبالأمس استغرق مني تحضير المادة مايقارب خمس ساعات ووجدت صعوبة في اختيار المادة التي سأقدمها وكذلك الأسئلة التي سأضعها وكيفية الاسترسال فيها وتبسيطها ووصلت إلى قناعة بأن التدريس مسؤولية كبيرة ويحتم عليك أن تكون قدوة وأن تكون مسؤول.

بينما يضيف الطالب صالح خالد الصيعري من طلاب الصف الثالث ثانوي ودرّس مادة الغة العربية: التجربة أضافت لي الإحساس بمايعانيه المدرس وكنت متوقع بأن المدرس لايبذل جهد كبيراً, وتقيمي للفعالية بأنها كانت رائعة وأتمنى أن تعمم في جميع المدارس والثانويات.

واختتمنا لقاءاتنا بالإدارة الجديدة بالحديث مع الطالب سعيد عمر بن فريجان من طلاب الصف الثالث ثانوي علمي وكان مسؤولاً عن المكتبة وساعد في تنسيق النظام وإعطاء محاضرة لطلاب الصف الأول ثانوي الذي وصف الفكرة بأنها جميلة وهدفها تحفيز الشعور بالمسؤولية لدى الطلاب الذين كانوا متفاعلين ومنتظمين ومستمعين لكلام الإدارة الجديدة وكأنهم الإدارة الحقيقية والمدرسين الحقيقيين.

تفاعل مع التجربة وارتياح عام

أخذنا بعد ذلك أراء عدد من الطلاب فحدثنا الطالب محمد عبدالله باصالح من طلاب المستوى ثالث ثانوي الذي وصف تفاعله مع زميله الطالب الذي شرح الدرس بأنه تفاعل معه كأنه مدرّس المادة الأساسي وكان هناك احترام متبادل.

وعن الفكرة قال باصالح: الفكرة جيدة تبرز معاناة المعلم وتحضيره للدروس وتعامله مع الطلبة وتكسبنا الخبرة وطرق التعامل مع الآخرين.

أما الطالب محسن احمد باوزير من طلاب المستوى ثالث ثانوي فقد وصف المبادرة بأنها طيبة وتأتي في سياق الحرص على تفعيل الأنشطة اللاصفية وتعطي الطلبة مساحة واسعة من أجل التعرف على المهام الكبيرة التي تقوم بها الإدارة وكذلك المعلمين.

تشجيع من قبل إدارة الثانوية

بعد أن أكملنا جولتنا وتعرفنا على نشاط ووجهات نظر الإدارة الجديدة سمح لنا بالحديث إلى إدارة الثانوية فتحدثنا مع الأستاذ منير أحمد باتيس مدير الثانوية الذي قال: فكرة اليوم ليست جديدة على أحد وهي تأتي ضمن الأفكار والأنشطة النوعية التي كان للنموذجية قصب السبق فيها كتجربة الامتحانات التجريبية واليوم المفتوح وغيرها ومن خلال فكرة "الإداري الصغير" أحببنا أن تكون ثانوية المكلا النموذجية أحد المدارس التي تبدع في خلق قادة صغار حتى يكونوا قادرين على استلام زمام الأمور مستقبلاً في كل المجالات الحيوية..

وسرد الأستاذ باتيس الأسباب الخفية التي جعلت إدارة الثانوية تقيم هذه النشاط بقوله: المعلم ومهنته من أنبل المهن ولما طرأ على هذه المهنة من بعض السلوكيات وعدم ميول الطلاب لامتهان هذه المهنة وعزوفهم عن أن يكونوا معلمين وترغيبا منا بأن يكون المعلم هو نبراس وشعلة وأن الطالب باستطاعته أن يكون قائداً في كل المجالات وضعنا فكرة الإداري الصغير وحرصنا على أن يسير اليوم الدراسي بكامله من قبل الطلاب أنفسهم حتى يروا معاناة المعلمين والإدارة في إدارة الوقت وتسير البرنامج اليومي وفي مجال الأنشطة العامة, وكذلك لكي نأخذ من الطلاب أنفسهم الأفكار التي يمكن أن تكون موجودة في اليوم الدراسي.

وكذلك لكي نري للطلاب أن المعلم ليس بالرجل البسيط فهو يبدل جهداً في التحضير للدرس ويبدل جهداً في توصيله والمدير والإداري كلاهما يعملان من أجل أن يرتقي الطالب بنفسه ومجتمعه..

وعن الثانوية وثمار الست السنوات المنصرمة قال الأستاذ باتيس: كانت ثانويتنا نموذجية منذ تأسيسها في 2007م بقرار وزير التربية والتعليم من خلال استقطاب نخبة الطلاب اللذين يحصلون على نسبة 90% في التعليم الأساسي ثم يتم فرزهم عن عبر امتحان قبول ومفاضلة ويتم قبولهم بنسبة 85% ومنذ ست سنوات تم تخريج مايقارب الـ350 طالباً وهم منتشرون على بقاع المعمورة في كندا وماليزيا ومصر والأردن والسعودية وألمانيا وروسيا وغيرها وسيعودون إلى هذه الوطن ولحضرموت ليكونوا بناه وحماه لإقليمها المستقبلي بإذن الله.

بعد ذلك تحدثنا مع الأستاذ حسن صالح مسجدي مسؤول الأنشطة بثانوية المكلا النموذجية ومشرف الطلاب الذي قال: هذه الفكرة مميزة لأنها تجعل الطالب يشعر بما يعانيه المعلمين والإدارة في إدارة الثانوية كونهم يتقمصون نفس الأدوار ويقومون بنفس الجهود.

وعن فوائد مثل هذه الأنشطة على الطلاب قال الأستاذ مسجدي: سيكتسب الطلاب من خلال هذه البرنامج الثقة بالنفس وقد قمنا بإشعار أولياء الأمور بوظائف أبناؤهم في هذا اليوم لما له من انعكاسات نفسية واجتماعية جيدة على الأسرة, وأنا حضرت حصة للرياضيات واللغة العربية والإنجليزية وكان مستوى الطلاب المعلمين رائع وأدوا حصصهم على أكمل وجه ونرجوا أن تعمم هذه الفكرة على جميع المدارس والثانويات.


ووصف الأستاذ عبداللطيف بامقرم موجه الخدمة الاجتماعية المدرسية ورئيس المكتب الفني للخدمة الاجتماعية المدرسية بمكتب وزارة التربية والتعليم بساحل حضرموت تجربة الإداري الصغير بأنها تجربة فريدة تقوم بها الثانوية النموذجية وينفذها طلابها الشباب اللذين يمثلون العمود الفقري للمجتمع, وتقمص هذه الشخصيات ستخلق فيهم خصال حميدة تكون لهم دافع في المستقل في اتجاه نهضة مجتمعهم.

الأحد، أبريل 06، 2014

مركز ساه الخيري لغسيل الكلى .. مشروع طموح بدأ ولم يكتمل بعد

كتب: مطيع بامزاحم

تعاني مديرية ساه كغيرها من مديريات حضرموت من ضعف شديد ونقص حاد في البني التحتية وخصوصاً الصحية منها, إلى جانب ذلك النقص الحاد تعاني كذلك من قلة الكوادر الصحية المؤهلة, غير أن ذلك النقص تسد بعضه المشاريع الخيرية التي يقيمها ويتبانها رجال البر والإحسان وبالذات المغتربين من أهل حضرموت والأمثلة على تلك النماذج كثيرة ومعروفة في طول حضرموت وعرضها سواءا عبر بناء المراكز والمستشفيات أو عبر استقدام البعثات الطبية.

واحد من أولئك المغتربين اللذين شعروا بالمعاناة التي تعانيها مناطقهم هو العم عبود سالم الجابري أماراتي من أصول حضرمية ومعرّف قبيلة الجابري في دولة الأمارات العربية المتحدة وهو من مواليد مديرية ساه في العام 1948م ومتبني فكرة إنشاء مشروع مركز ساه الخيري لغسيل الكلى بمديرية ساه .. المشروع الطموح الذي بدأ العمل به ولم يكتمل بعد..

شعور بالمعاناة

يرجع متبني المشروع العم عبود الجابري بداية فكرة إنشاء مركزاً لغسيل الكلى بمنطقة ساه إلى مايقارب الخمس سنوات عندما اشتكى عدد من أبناء المنطقة والمناطق المحيطة بهم من الظروف الصعبة التي يعاني منها المصابين بالفشل الكلوي ومشقة الطريق من ساه إلى مدينة القطن التي تقدر بـ120 كليومتر ويضطر كل مريض بالفشل الكلوي إلى الذهاب مرتين في الأسبوع على الأقل إلى هناك حيث يوجد أقرب مركز لغسيل الكلى بالنسبة لمديرية ساه وماحولها.

قطعة أرض ودراسة متكاملة

بعد تلك المأساة والإحساس بها عقد العم عبود العزم على إنشاء مركزاً لغسيل الكلى يكون الغسيل به مجاناً لأبناء المديرية ولكل مريض بالفشل الكلوي من أي منطقة, ليبدأ حينها البحث عن المكان المناسب للبناء وتراخيصه وعمل دراسة شاملة للمشروع والتواصل مع الجهات المعنية بالأمر.

سافر العم عبود الجابري من دولة الأمارات إلى مسقط رأسه في منطقة ساه وألتقى بالمسؤولين والأعيان والمشايخ فاستحسنوا بناء المشروع وعلى رأسهم مدير عام مديرية ساه ورئيس المجلس المحلي بها محمد عمر الجابري, وتبرعت عائلته الكريمة بقطعة أرض تعود ملكيتها لوالدهم سالم مبارك الجابري من أجل بناء المركز, وتم بعد ذلك عمل دراسة متكاملة للمركز ولمشاريع تضمن استمراره وعدم توقفه.

مكونات المركز ومراحل متعددة

مشروع المركز الخيري لغسيل الكلى مكوّن في مرحلته الأولى من بدروم والطابق الأرضي والذي سيتم تخصيصه لغسيل الكلى بقيمة إجمالية قدرت بـ30 مليون ريال يمني, بينما المعدات الطبية ومستلزمات غسيل الكلى التي سيتم توفيرها من أجل العمل فقدرت بحوالي 259,200 يورو.

أما المرحلة الثانية والثالثة فسيتم فيها بناء الطابق الأول الذي سيضم عيادة وصيدلية مجانية تصرف أدوية الأمراض المزمنة للمحتاجين من أبناء المنطقة خصوصاً الأرامل والأيتام, والطابق الثاني سيخصص لإنشاء مكتبة علمية حديثة لأبناء وبنات المديرية والطابق الثالث سيخصص لسكن الأطباء والموظفين وإدارة المركز.

وتنفيذ المرحلة الثانية والثالثة سيتم النظر فيهما بعد الانتهاء من المرحلة الأولى وتشغيلها خصوصاً وأن أساسات المبنى قد راعت ذلك ووضعته بعين الاعتبار حسب ما أفاد العم عبود الجابري.

عراقيل على الطريق

ضمن مساعيه لجعل حلم بناء المركز واقعاً ملموساً يشعر به ويستفيد منه كل مصاب بالفشل الكلوي التقى العم عبود الجابري بوزير الصحة العامة والسكان الدكتور أحمد قاسم العنسي بمكتبة في صنعاء وعرض عليه المشروع وتكاليف بنائه والتكفل بتوفير المعدات والالتزام بتشغيله وطلب منه أن يكون المركز تحت إدارته أو من يتق به من أجل الاستمرار والنأي بالمركز عن أي أيادي عابثة, ووجه الوزير باستكمال الإجراءات وتوقيع الاتفاقية بين الوزارة العم عبود الرفع بها إلى الجهات ذات العلاقة, لتصل رسالة بعد شهرين من الوزارة تعطي ترخيص بالتأثيث فقط وعند المراجعة مع الجهة التي أرسلت الرسالة من الوزارة قيل للعم عبود بأن هذا هو نظام العمل, وقد كان من المقرر أن يعطى ترخيص بإنشاء المركز حسب الاتفاق مع الوزير وتوجهيه باستكمال التوجيهات الخاصة بتوقيع الاتفاقية ويأتي من بعده التأثيث لكن هنا حصل العكس ولم يرد مكتب الوزير على آخر رسالة من العم عبود حتى الآن.

أما مكتب الصحة بوادي حضرموت فقد تواصل العم عبود مع الدكتور هاني العمودي مدير المكتب وتمت زيارته وتقديم شرح للمشروع له إلا أنه أقترح أن يستخدم المبلغ المقرر لإنشاء مركز ساه لاستكمال إنشاء مركز غسيل الكلى بسيئون ورفض العم عبود ذلك معللا رفضه بأن مركز سيئون قد رصدت له مبالغ كبيرة للغاية وساه وسكانها بأمس الحاجة إليه.

وعود الشركات النفطية

بما أن مديرية ساه تقع بها عدداً من الشركات النفطية فقد تم التواصل مع شركة توتال وشركة بترومسيلة من أجل المساهمة في إنجاز هذا المشروع فحضر حفل وضع حجر الأساس سهل بن سهل مندوبا عن شركة بترومسيلة وطلب تقديم تصور عن المشروع وجاري الإعداد له وتسليمه للشركة, أما فيما يخص شركة توتال فقد تمت زيارة مكتبهم في صنعاء والالتقاء بالأخ زياد علواني ووعد بتقديم مساعدة ولم تصل حتى الآن حسب ما فاد العم عبود.

تأثر بالشيخ زائد ودعوة لأهل الخير

يكرر العم عبود أثناء لقائي به إخلاصه لهذا العمل ورجاء وجه الله به ومساعدة كل مريض ابتلي بالفشل الكلوي ودائما ما يستشهد بنصائح وتوجيهات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان ويبدي تأثره البالغ به وبسعيه في عمل الخير وتقديم المساعدة.


ودعا الشيخ عبود في ختام لقائنا معه كل فاعلي الخير من أبناء المنطقة وحضرموت وكذلك الشركات النفطية العاملة في مديرية ساه إلى ضرورة التفاعل وتقديم الدعم لهذا المشروع حتى يرى النور في أسرع وقت وأقصر مدة زمنية.

الحضرمي عبدالرحمن الجابري .. فنان تشكيلي بالـ"ماوس" والريشة

كتب: مطيع بامزاحم..

لم يكن عبدالرحمن الجابري الفنان التشكيلي، (22 عاما)، الذي يعيش في منطقة ساه الريفية بمحافظة حضرموت - جنوب اليمن - دارساً لفنون الرسم أو من أسرة لها باع طويل في هذا المجال. على العكس، ينحدر الجابري من أسرة بسيطة تحطم منزلها أثناء كارثة أمطار وسيول 2008، التي ضربت حضرموت لتبقيهم بلا مأوى لفترة طويلة.

موهبة وشغف..

منذ طفولته، يرسم عبدالرحمن كل ما يراه بكل الوسائل المتاحة أمامه سواء على الأرض أو الجدران أو الأحجار أو الأوراق بكل شغف، لدرجة أنه كان يبحث، بعد انتهاء العام الدراسي، عنما تبقى من أوراق بيضاء في دفاتر الدراسة ليملأها برسومات من وحي الخيال والواقع الذي يعيش فيه، قبل أن ينقطع عن الدراسة لمدة خمس سنوات، بسبب ظروف صحية أجبرته حينها على ذلك.

الماوس وبرنامج الرسام..

تطورت مسيرة عبدالرحمن في الرسم عندما اشترى له شقيقه الأكبر جهاز كومبيوتر منزلي، وأخبره بأنه يحتوي على برنامج للرسم، وأن بإمكانه ممارسة هوايته من خلاله، لتبدأ حينها مرحلة جديدة ونقلة نوعية فتحت أمامه آفاق واسعة في التعامل مع تقنيات جديدة استطاع من خلالها رسم لوحات لم يصدق كل من شاهدها أنها تمت بواسطة برنامج الرسام، وبلمسات أصابعه الصغيرة على ماوس الكمبيوتر.

ريشة وألوان..

شهد الأسبوع الماضي افتتاح المعرض الثالث لعبدالرحمن في صالة المكلا مول بمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت جنوب اليمن. كان عنوان المعرض "ألوان حضرمية بريشة فنان"، واحتوى على 25 لوحة مائية وزيتية لمعالم ووجوه وعادات ومناظر طبيعية تفننت ريشته في تصويرها وإبرازها بصورة جعلت زوار المعرض يفاوضونه على شرائها، غير أنه رفض بيعها رغبة منه في عرضها في معارض محلية ودولية، إذا أتيحت له فرصة المشاركة فيها. ولم يعرض الجابري في المعرض أيا من أعماله التي رسمها ببرنامج الرسام، أو لرسوماته الكاريكاتيرية، أو تلك المرسومة بطريقة ال3D، رغبة منه في تعريف متابعيه بالنقلة الجديدة في مسيرته وتطور أسلوبه.

تأثر وخيال..

يبدي عبدالرحمن إعجابه الشديد وتأثره بلوحات الرسام التشكيلي الإيراني أيمن المالكي، ويصفها بأنها مبهرة وملهمة، ويقول إنه حين يشاهدها تزاد رغبته في الرسم. وفي معرضه الأخير يحاكي الجابري، في بعض لوحاته، أسلوب المالكي وطريقته في توزيع الألوان المائية والزيتية، إلى جانب محاولاته في رسم الكاريكاتير التي يحاول من خلالها التعبير عن هموم المواطن اليمني، وما يجري على الساحة اليمنية ومشاكل الحياة اليومية. ونشر عبدالرحمن معظم تلك الرسومات، بالإضافة إلى تلك المرسومة عبر برنامج الرسام على مدونته على الإنترنت http://painter99.blogspot.com/ وكذلك على صفحته على الفيس بوك ليتسنى لمتابعيه مشاهدة نتاجه بأسهل الطرق، ولم ينشر لوحات معرضه الأخير على المدونة حتى اللحظة.

طموح..

على الرغم من سنة الصغير، وعدم تعلمه فنون الرسم في مدرسة متخصصة أو على يد رسام متخصص، فإن عبدالرحمن لديه من الموهبة والشغف بالرسم وفنونه ما لا يمكن وصفه. ولا يخطئ متابعو فنه التطور المستمر في أسلوبه والدقة المتناهية التي تتميز بها رسوماته. ويطمح عبدالرحمن في أن ينال قسطاً وافياً من التعليم في فنون وأساليب وطرق الرسم، حتى تتسع معارفه وتتفتح مداركه وتتطور موهبته رغبة في تحقيق طموحه بالوصول إلى العالمية والمشاركة والمنافسة في المعارض الدولية.


http://hunasotak.com/article/5606

حضرموت .. ضحايا الاحتجاجات والاغتيالات يعودون إلى الحياة



كتب: مطيع بامزاحم..

لم يكن غريبا على مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت - جنوب اليمن، تسمية أحد أحيائها أو شوارعها أو ساحاتها بأسماء ضحايا سقطوا في مرحلة صراع ما. فقط يكفيك أن تعرف أن واحداً من أقدم أحيائها العتيقة سمي باسم الشاب الشهيد خالد بن هامل الذي سقط أثناء مسيرة طلابية قبل أكثر من نصف قرن.

ضحايا..

منذ عام 2007، ومع انطلاق ما عُرف بالحراك الجنوبي السلمي، المطالب بفك الارتباط عن دولة الوحدة، الذي بدأ في 1990، بين شمال اليمن وجنوبه، كان لمحافظة حضرموت نصيب أوفر من الضحايا، وخصوصاً الشباب اللذين سقطوا برصاص قوات الجيش والأمن في الاحتجاجات السلمية المستمرة منذ ذلك الحين، غير أنه لا توجد إحصائيات رسمية تقدر عدد أولئك الضحايا، وبالذات الشباب منهم.

ومع وصول رياح ما سمي بالربيع العربي إلى اليمن، وحدوث انشقاقات كبيرة في الجيش اليمني، انتشرت ظاهرة الاغتيالات، وكان لحضرموت كذلك النصيب الأوفر. ووفقا لإحصائيات غير رسمية وصلت عمليات الاغتيال العامين 2012 و2013 فقط إلى ما يقارب 90 جريمة اغتيال أودت بحياة كوادر أمنية وعسكرية وشخصيات أكاديمية واجتماعية وقبلية ودينية.

ضد مجهول..

تتنوع الطرق والأساليب التي لقي بها ضحايا الاحتجاجات والاغتيالات مصرعهم، فالشاب عمر علي بازنبور استقرت رصاصة في رأسه، بعد أن أطلقت من سلاح أحد بائعي شجرة القات أثناء مظاهرة شعبية مطالبة بإخراج سوق القات من المدينة. والشاب محمد أحمد المشجري أصابته طلقه من سلاح "دوشكا" تابع لقوات الأمن المركزي، واستقرت في رأسه أيضاً، بينما الشاب أحمد سلمان الهجري دهسه طقم عسكري وهو على متن دراجته النارية، برفقه زميلين له، وفارق الحياة.

أما شهداء الاغتيالات من الكوادر فمعظمهم لقي حتفه عن طريق إطلاق الرصاص الحي مع استخدام كاتم الصوت في أغلب الأحيان وسط شوارع المدينة من قبل شخصين ملثمين يستقلان دراجة نارية، كما حدث مع الضابط في جهاز الأمن السياسي العقيد عبدالله سالمين الرباكي، أو عن طريق استخدام عبوات ناسفة، كما هو الحال في الطريقة التي اغتيل بها اللواء الركن عمر سالم بارشيد مدير كلية القيادة والأركان بالأكاديمية العسكرية العليا.

ويبقى اللغز المحيّر في كل هذه الجرائم التي ترتكب على أيدي قوات الأمن والجيش بحق ضحايا الاحتجاجات أو تلك التي ترتكب على أيدي ملثمين ومجهولين بحق ضحايا الاغتيالات بأنها جرائم سجّلت ضد مجهول!

رسمي وغير رسمي..

لم تصدر أية قرارات من السلطات الرسمية في حضرموت بإطلاق اسم أي شارع أو ساحة أو منشاة على أسماء ضحايا الاغتيالات والاحتجاجات، ماعدا الشارع الذي سمي باسم اللواء بارشيد، وكذلك الحي الذي سمي باسم الشاب بازنبور، بعد جهود شعبية وضغط على السلطات المسؤولة.

أما بقية الأسماء التي أطلقت وتم تعليق لافتات تعرّف بها، فتمت بمبادرة من الأهالي والمتضامنين مع الضحايا. ولاتزال ساحات وشوارع وجسور في المدينة تسمى بأسماء ضحايا دون أن تصدر بها السلطات المسؤولة قراراً، كساحة الشاب محمد بارعيدة، وشارع الشاب عبدالله الحامدي، وشارع الطفل رامي بارميل، وجولة الطفل عيسى بافلح، وجسر الشهيدين بارجاش وبن همام.

تذكير ووفاء..

يقول أحمد باجبع أحد النشطاء في الحراك الجنوبي السلمي: "إطلاق أسماء الشهداء على الساحات والشوارع والأحياء هو أقل ما يمكن أن يقدم لهم في هذه المرحلة، خصوصاً أن مرتكبي تلك الجرائم لم يسلموا بعد إلى القضاء ولم تتم محاسبتهم". ويقول أشرف باحمران أحد أصدقاء الشاب عمر بازنبور، وهو من أبناء الحي الذي سمي باسمه: "طالما أن شوارعنا وساحاتنا مسماة بأسمائهم، فهذا يعني أنهم لايزالون يعيشون بيننا، وأنهم سيعمرون أكثر من عمر قاتليهم".

http://hunasotak.com/article/5051

اليمن.. "سلامتك" أول إذاعة صحية

كتب: مطيع بامزاحم

لم يمر على إذاعة سلامتك إف.إم الصحية إلا أقل من تسعة أشهر منذ افتتاحها من قبل مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان، حتى شقت طريقها على التردد 94 ميجا هيرتز، لتصل إلى أسماع متابعيها في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت جنوب اليمن، ولتمتعهم بباقة أثيرية من البرامج المنوعة، تبث خلال أربع ساعات يومياً، من الساعة الرابعة عصراً حتى الثامنة مساءاً.

"وجاءت فكرة إنشائها من منطلق التوعية التي تقوم بها مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان. ومن مضامين الرسالة الصحية التي تقدمها المؤسسة، إلى جانب تدريب الشباب الدارسين بكلية الإعلام وحديثي التخرج وإشراكهم في تقديم مواد إعلامية لصالح مرضى السرطان، والصحة بشكل عام وجوانب أخرى اجتماعية وثقافية وترفيهية. قال ذلك الدكتور وليد البطاطي المدير التنفيذي للمؤسسة.

برامج منوعة

يقول صلاح العماري مدير الإذاعة "على الرغم من أن الإذاعة تابعة لمؤسسة صحية وترفع شعار "بصحتك نهتم" إلا أن خارطتها البرامجية ممتلئة بالبرامج المنوعة فهناك إلى جانب البرامج الصحية برامج ثقافية وعلمية ودينية ورياضية وبرنامج مسابقات ونشرة أخبار يومية ومسلسلات من إنتاج الإذاعة".

"وقبل أشهر شاركت الإذاعة لأول مرة في مونديال القاهرة الدولي للإذاعة والتلفزيون وحصدت درع التميز في المهرجان عن تمثليه "ما زلت صغيرة" المنتجة من قبل الإذاعة وفريقها الشاب".

فرص للشباب

شكلت الإذاعة منذ افتتاحها مصدر جذب لكثير من طلبة قسم الصحافة والإعلام بجامعة حضرموت، وهواة العمل الإذاعي، ومثلت فرصة ثمينة لصقل مهاراتهم وإيجاد عمل لهم، خصوصاً وأنه لا توجد بمدينة المكلا سوى إذاعة حكومية واحدة.

وبلغ عدد العاملين في إذاعة سلامتك FM ثمانية عشر شاباً وشابة، تتوزع مهامهم على الإعداد والتقديم وهندسة الصوت إلى جانب الإداريين والمشرفين على العمل والمساهمين، وجلهم من الشباب حديثي التخرج من كليات الإعلام أو لايزالون على مقاعد الدرس بكلياتهم وبعضهم من تخصصات مختلفة جمعتهم الرغبة في ممارسة العمل الإذاعي.

يعتبر أيمن باحميد خريج كلية الإعلام ومعد ومقدم برنامج "حديث البلد" الأسبوعي وبرامج أخرى بالإذاعة أن " إذاعة سلامتك مثلت له فرصة ومناخ جيد لصقل موهبته وتعزيز وضعه المالي، في ظل شح وسائل الإعلام الحكومية المسموعة وقلة فرص الحصول على عمل بها".

بينما اعتبرت أروى باضاوي معدة ومقدمة برنامج "الصحة تاج" "أن الإذاعة أعطتها فرصة لممارسة هوايتها في العمل الإذاعي وإثبات ذاتها".

ويرى مهندس الصوت بالإذاعة عمر بامثقال بأن "تجربته في سلامتك منحته فرصة عمل ومجالاً واسعاً لممارسة هوايته في الهندسة الصوتية والمونتاج والإخراج".

أول إذاعة صحية في اليمن

"وزارة الصحة العامة والسكان كانت تسعى لإطلاق إذاعة صحية في صنعاء إلا أن مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان كانت السبّاقة بإطلاق إذاعة سلامتك الصحية في مدينة المكلا" إشادة نطق بها وزير الصحة العامة والسكان اليمني، الدكتور أحمد العنسي أثناء مشاركته في مؤتمر أمراض القلب الذي عقد بمدينة المكلا في شهر ديسمبر من العام المنصرم.

_________________________________
رابط الإستماع للإذاعة.. http://salamatk.5gbfree.com/
__________________________

http://hunasotak.com/article/4701

فن الشارع توعية ومتنفس للمبدعين الشباب

كتب: مطيع بامزاحم..

"نحن رسامون نرسم على الورق في بيوتنا، ففكرنا: لم لا نُطلع الناس على أعمالنا ونساهم في نشر التوعية عن طريق فن الشارع (الجرافيتي)"؟

بهذه الكلمات أوضح لنا ماجد باحشوان أحد الرسامين الأساسين في الفريق الذي نفذ مبادرة "فن الشارع" بمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت جنوب اليمن بعض الأسباب التي دفعت به وبزملائه المشاركين في هذه المبادرة وجلّهم شباب في نهاية العقد الثاني وبداية العقد الثالث من العمر.

وأضاف ماجد باحشوان: "استخدمنا الجدران في رسم لوحات توعوية مختلفة كونها أسرع طريقة لإيصال الفكرة وإرسال الرسائل إلى أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع، وكان الهدف الأساسي من تنفيذ المبادرة محاولة إيصال رسائل إيجابية للشباب وحثهم على الطموح والتفكير في المستقبل".

ويشرح محفوظ بامسعود، وهو رسام أساسي شارك في المبادرة، أهمية فكرة مبادرة فن الشارع تكمن في أنها "تزيّن الشوارع برسومات تعبيرية، وتؤدي دوراً توعوياً هاما، وتعطي فرصة لإبراز الموهوبين وتعرّف الناس عليهم وعلى أعمالهم من خلال عرض رسوماتهم ومشاهدتها من قبل المارين بالشارع".

تعريفات متنوعة..

جمعان علي رسام أساسي مشارك في المبادرة يعرّف فن الشارع بأنه "عبارة عن لوحات تعبيرية بطرق وأساليب مختلفة في الرسم وبسيطة جدا، يعبر الرسام من خلالها عن أفكار هادفة وعن قضايا موجودة في المجتمع".

بينما يرى ماجد باحشوان أن "فن الشارع يعتبر فناً عالمياً مفتوحاً لا توجد له أي قوانين، فقط ترسم لتوصل رسالة إلى الناس، تتحدث من خلالها عن قضايا في المجتمع وتحاول معالجتها من خلال الرسم على الجدران".

ويعرّف الرسام محفوظ بامسعود، وهو أكثر من تثير لوحاته التساؤلات وتتهم بأنها غامضة وغير مباشرة، فن الشارع بتعريف مبسّط وسهل للغاية: "كيف تحول جداراً مشوّهاً إلى لوحة جميلة وإبداعية وفنية".

34 لوحة خلال شهرين..

استطاع فريق عمل مبادرة "فن الشارع" رسم 34 لوحة جداريه موزعة على خمسة أحياء في مدينة المكلا، معظم تلك اللوحات رسمت على مباني عامة وحكومية تقع على الشوارع الرئيسية مباشرة، وبعضها رسم على جدران منشآت خاصة بعد طلب الإذن من أصحابها، حسب ما أكد لنا الرسام ماجد باحشوان.

واستغرق العمل على اللوحات الجدارية ما يقارب الشهرين، وتكون فريق العمل من ستة رسامين أساسين وأكثر من ثلاثين مساعداً ومشاركاً وداعماً بصورة فردية أو عبر مؤسسات وفرق شبابية كمؤسسة متطوعون التي مولت المبادرة، وفريق زاد التطوعي، وفريق مواهب حضرموت الذي ينتمي إليه معظم الرسامين الأساسيين المشاركين في المبادرة.

غموض..

كون هذا العمل الفني ينفذ لأول مرة في مدينة المكلا، ونفذت من قبله أعمال مشابه لرسامين معروفين بالمدينة، إلا أن تلك الأعمال السابقة لم تتعد كونها رسومات تراثية لبعض المعالم الشهيرة في المدينة بشكل خاص وفي حضرموت بشكل عام. وجاءت هذه التجربة لتضيف لوناً جديداً إلى شوارع المدينة وتفتح مجالاً تجديدياً وعصرياً آخر بعيداً عن الرتابة والنمطية والتقليد. أدى ذلك إلى وصف بعض اللوحات من قبل بعض المشاهدين بأنها لوحات غامضة ولا تفهم بصورة مباشرة!

يرى ماجد باحشوان بخصوص هذه النقطة "أن الرسام عندما يرسم الفكرة التي تدور برأسه قد يعني شيئاً، ويفهم من يشاهدها شيئاً آخر مختلفاً تماماً عما يعنيه الرسام، وهذا يحدث دوما ويعدّ أمراً طبيعياً جداً، وأحياناً قد يكون الرسم لغرض التزيين فقط دون إرسال رسالة أو فكرة معينه".

أما محفوظ بامسعود فيعتقد بأن "العمق والبساطة في فن الشارع "الجرافيتي" يأتي من الرسام نفسه، فالرسام المبدع ليس ملزماً بتوضيح اللوحة التي يرسمها ويكفي أن تكون واضحة بالنسبة له، فهو يرسم اللوحة بحسب الفكرة التي تجول في رأسه وعلى من يشاهدها أن يحاول فهم الفن الذي تقدمه".

ويضيف محفوظ بامسعود أن "أهم جزئية في اللوحات التي أرسمها بالنسبة لي هو إثارة الفضول لدي المشاهد حتى يسأل وبالتالي يركز ويدقق".

"شارع الفن"..

"المبادرة القادمة التي نعتزم تنفيذها أطلقنا عليها "شارع الفن" وسوف نختار شارع محدد في مدينة المكلا ونمليه بالرسومات التوعوية والمعبرة والمزينة له، لكننا حتى اللحظة تواجهنا بعض المشكلات كانتظار فراغ بعض الزملاء من الامتحانات وكذلك الحصول على تمويل كافي يضمن تنفيذ المبادرة"، يقول أحد المشاركين في مبادرة "فن الشارع" متحدثا عن ومبادراتهم القادمة.


http://hunasotak.com/article/4301