الأربعاء، أبريل 18، 2012

تكفير فتفجير!!




نحتاج إلى وعي جمعي متزن جديد, إلى إعادة تأهيلٍ وإصلاحٍ واسعة لأفكار مجنونة علقت برؤوس الشباب, إلى مراجعات عميقة وواعية لآلية الخطاب الديني الذي يلقى من على منابر رسول الله وفي قاعات المدارس والثانويات والجامعات وعلى صفحات المواقع الإلكترونية والصحف والفضائيات والمطويات والأشرطة والسيديهات, نحتاج وبشكل سريع وعاجل إلى إبراز وتشجيع ودعم الخطاب الواعي الوسطي المتزن ومصادرة الثقة ونزع القناع وفضح من نصبوا أنفسهم حراساً لبوابة هذا الدين وناطقين باسمه ومدافعين عن حماه من أجل تحقيق أهدافهم السياسية وأجنداتهم الخارجية وأمراضهم النفسية!.

كـل تفجير لمنشأة أو لمصلحة أو لمواقع أو اغتيال لشخصية حدثت في حضرموت حقق ذلكم التفجيرهدفه أم لم يحققه وذهب ضحيته أبرياء كما حدث في جريمة (القطن) أو جريمة (نقطة القصر الجمهوري) وغيرها من الجرائم السابقة واللاحقة كان سببه أن هناك خطاباً دينياً متشدداً عقيماً إقصائياً جاهلاً متحجرالعقل قليل المعرفة والاطلاع يُستغل من قبل جنرالات الموت والحرب وشيوخ النهب والسلب والعمالة, يصدر ذلكم الخطاب من قبل بعض المنتسبين إلى الدين والمدعين له والعابثين به, ويبدأ بعد أن يستقطب الشباب إلى أوكاره العفنة بدروس التكفير والتبديع والتفسيق المكثفة والمنفرة من كل مخالف لهم ولمنهجهم وينتهي بالتعبئة النفسية ضد المخالف أو الهدف, تلكم التعبئة التي يكون التفجير والموت آخر فصولها بعد أن يكون ذلكم الخطاب الأرعن قد توغل في الوجدان ونزع حرمة الدماء من قلوب شبابنا المغرر بهم وقلل من عظم ازهاق النفس التي حرم الله قتلها في أعينهم!.

راقبوا بأنفسكم مساجدكم ونوع الدروس والحلقات التي تعقد بها! راقبوا منابر رسول الله وخطب الجمعة واسمعوا ما يتفوه به خطباء الحشد الفوضوي والتعبئة اللاواعية! راقبوا قاعات المدارس والجامعات والمواقع والفضائيات! راقبوا الدورات والمخيمات والرحلات ذات الصبغة الدعوية والدينية! راقبوا المطويات والملصقات والأشرطة والسيديهات السمعية والمرئية التي تباع وتوزع بالمجان! راقبوا ولو من بعيد لتسمعوا وتشاهدوا من يغتصب صلاحيات الإله الواحد ومن يصدر الأحكام جزافاً ومن يعمق الفوارق الطائفية والمذهبية بين المسلمين ومن يزيّف وعي الجماهير الشابه ويصر على أن يصدّر لهم خطاباً دينياً عاطفياً فارغ المضمون يسكب خلاله دموع التماسيح ليغري به البسطاء من الناس والشباب المتحمس لنصرة دينه ونبيه وأمته!.

بماذا يحلل أحدنا بعض الوقائع البسيطة جداً التي حدثت ولازلت تحدث في حضرموت وغيرها من المناطق وبعض الأفكار والألفاظ والأفعال التي تصبغ بصبغة دينية إقصائية تطهيرية كانت مضمرة لفترة طويلة وعندما سنحت الفرصة لها طفت على السطح وأصبحت معلنة تتردد على الأسماع وتلهج بها الألسن وتصرخ بها الحناجر, شبّان منتمون إلى أحزاب تسمى مجازاً "سياسية" وآخرون منتمون إلى جماعات هي في الحقيقة "إرهابية" بعضها حمل السلاح ويبسط على الأرض ويقاتل المواطنين المسلمين المعصومي الدم, كيف صرخت تلكم الحناجر ضد إخوة لهم في الدين والأرض أثناء اشتباك ورمي بالأحجار قائلة "قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار"!  كيف تتجرأ جماعات منتسبة إلى الدين لتصنف الناس بأنهم "مشركون" أو "مبتدعون" أو "ضالون"! كيف يطلق من حمل السلاح ضد أهلنا في أبين ولودر وغيرها من المناطق عليهم بأنهم "مرتدون" أو "عملاء" أو "صحوات"! ماسر هذه القاذورات التي تتشدق بها الأفواه في مجتمعاتنا ومن المسؤول عن هذه التعبئة التي أوصلت الشباب إلى هذا الفهم المنزلق وهذه الإنفعالات الخطيرة ومن هي الجهة التي حشت هؤلاء الشباب بهذه المعلومات المهيّجة وتلك العقائد الفاسدة ولقنتهم إياها ثم جعلتهم يبصقونها في وجوه إخوانهم وبني جلديتهم ودينهم؟!.
                                                          
لو بحثتم عن أسبابها في مدنكم وأحيائكم ومساجدكم ومدارسكم وجامعاتكم وفضائياتكم ومواقعكم الإلكترونية وصفحات تواصلكم الاجتماعي وفي أرشيفكم من الأشرطة والسيديهات التي يكتب عليها "الدالّ على الخير كفاعله"! ربما ستجدون خيطاً سميكاً سيوصلكم حتماً إلى مستنقعات ذلكم الفكر المتعصب والمجنون والمنفلت والمحفز على العنف والداعي إلى التطهير والاستصال والكراهية, وستعلمون من هي الجهة والفئة التي بسبب أفكارها احترقت قلوب أمهاتنا حزناً وألماً على فلذات اكبادهن وهي تمزق إلى أشلاء وقطع في تفجيرات عبثية وسط مدنهم ومحافظاتهم وفي صراعات محلية لاناقة لهم فيها ولاجمل تدور رحاها في أبين وشبوة وصعدة والجوف ودماج تحت شعارات واهية ومخادعة من قبيل إقامة "الشريعة" ومحاربة "الروافض"! أو يعتقلون ويودعون السجون وهم في طريقهم إلى مايوهموهم بأنه جهاد في سبيل الله وضد الطاغوت والقوات الأمريكية!, فإذا استطعتم الوصول إلي هذا الفكر فجففوا منابعه وعالجوا أسبابه في عجل وابنوا في طريقه سداً منيعاً من الفهم الواعي والعلم الزاكي والتسامح السامي وإلا فطوفان الجهلة والمدعين والموزعين الحصريين لصكوك الغفران في "فرع اليمن" سيجرفون كل جميل نبت على ظهر هذه الأرض الطيبة وسيتركونها لنا قاعاً صفصفاً وبيداء مقفرة وغابة من دمار وخراب يسرح فيها ويمرح كل عابث بالدين وبنصوصه وأحكامه يصدّرها على هواه ويغرس في الشباب مفاهيم العنف والقتل والعبث ويجعلهم ضحايا لجرائم وكوارث وتفجيرات، المتضررالأول والأخير منها أهلهم ومدنهم ودينهم والمستفيد الأول والأخير منها جنرالات الحرب والقتل وشيوخ السلب والنهب والعمالة وشرذمة شاذة من العابثين!.

الجمعة، مارس 30، 2012

المرجفون في المواقع!!




هل تتفقون معي أننا في عصر الغثائية! .. تلك الغثائية التي طالت كل شيء ابتداءً من السلع بتعدد أنواعها مروراً بالأفكار بتنوع مستوياتها ووصولاً إلى البشر باختلاف أعراقهم ومنابتهم! .. أشعر أن هناك تضخماً غثائياً شمل كل تفاصيل الحياة وجميع مناحيها يصعب معه الفرز والغربلة إلا لمن كان قارئاً واعياً وفاهماً يعمل العقل ويحكّمه ولايعطي مجالاً للعاطفه عند الحكم الأولي أو النهائي على المضمون أياً كان نوعه, وربما يكون ذلك امتداداً طبيعياً لطفرات القرن العشرين الذي فجر ثورة الاتصالات وفتح الباب على مصراعيه للدخول إلى عصر السماوات المفتوحة والأراضي المنهوبة! والإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي التى أنتجت في كثير من حالاتها تقاطعاً اجتماعياً وأنتجت أيضاً في كثير من حالاتها تواصلاً اجتماعياً موازياً وأنتجت في قليل من حالاتها للأسف الشديد تلاقحاً اجتماعياً!.

بين التقاطع والتواصل والتلاقح "خيط أرهف من الشعرة" تتداخل فيه خيوط كثيرة بعضها وعر وبعضها ممهد! بعضها سهل وبعضها شاق! وبين الوعر والممهد والسهل والشاق تبرز الأذواق وتحضر المرجعيات والأطر التي يتحصن بداخلها ذلك المستقبل لتلك الرسائل فبعض المستقبلين شعاره "الحكمة ضالة المؤمن آنى وجدها أخذها"! وبعضهم يمشي على قاعدة  "مالك ومال الناس ياعامر"! وبعضهم يعتنق منهاج "لن تمروا"! ولن تمروا هذه في أحيان كثيرة تخرج من الصدر ومعها كم هائل من الانفعال والرغبة الجامحة في التشفي ورد الصاع صاعين.!

وفي مثل حالة "لن تمروا" ربما يجب على أصحابها سواء كانوا كتاباً أم معقلين أم معقبين أم أيَا كانوا ألا يُفقدوا أنفسهم متعة المناقشة ولذة الحوار وجمالية تبادل الأفكار والرؤى بشكل نقدي بناء يبني ولايهدم ويضيف ولايلغي إلا ماكان خطأً وزيفاً ويفضل أن يكون الرد بشكل مهذب وموضوعي يحمل في طياته معاني الود والمحبة والرغبة في المناقشة الجادة والتفاعل الجاد وعلى أصحابها الحفاظ على سلامة جسور التواصل وعدم إحراقها بنيران التشهير والهمز واللمز و"اللكع"! والمصيبة العظمى إن جاء كل ذلك تحت اسم مستعار، وجهة غير معلومة المسمى لاتحمل لارقماً وطنياً ولاحتى بطاقة شخصية أو انتخابية!.

بالعودة إلى الفقرة الأولى في المقال والحديث عن الغثائية التى قلنا عنها بأنها طالت كل شيء ولم يسلم منها شيء! نجد أنفسنا مرغمين على محاولة التعايش معها وتقبلها في معظم حالاتها كما هي إلا إذا وجد البديل المناسب والمتناسب مع مرجعياتنا وخلفياتنا ومبادئنا والأسس التي زرعت فينا وكبرت معنا أو تلك التي اكتسبناها من خلال تقلبنا في مراحل عمرية وزمنية معينة, وربما أخطرها على الإطلاق تلك الغثائيات الفكرية التي تخاطب العاطفة ولاشيء سواها تحت عدة مسميات تنطلق من خلالها لتحشد وتؤلب الرأي العام ضد أو مع قضية ربما هي ثانوية إذا نظرنا إليها من نافذة فقة الأولويات في حديث الساعة وموضوع المرحلة وأزمة العصر ففي تلك الغثائيات الطيب والخبيث "ورب كلمة حق تقال يراد بها باطل"! وخصوصاً في عصرنا الغثائي هذا والذي توفرت فيه بشكل غثائيِ مهول وسائل التواصل وأصبحت هناك سهولة في الوصول إلى المعلومة وسهولة في نشرها وبثها في دقائق وساعات قليلة!.

قيل إن المرجفين هم المشيعون للأخبار الكاذبة وقيل أيضاً - كما في لسان العرب - إنهم قوم ينقلون الأحداث بصورة مزيفة ملؤها الإثارة والتخويف, والإرجاف هو الخوض في الأخبار السيئة وذكر الفتن!.

الاثنين، فبراير 20، 2012

الإنتخابات والإصلاح وكارثة الزبيري!!




قبل أن أشرع في كتابة هذا المقال عدت إلى بنود وثيقة مطالب ثورة الشباب الصادرة عن المجلس التنسيقي لشباب ثورة التغيير"تنوع" بتاريخ 7/ابريل/2011م وللأسف بحث في تلك الوثيقة المكونة من 13 بنداً فلم أجد بنداً قد تحقق ولو حتى تلك البنود التي تحمل صفة الفورية مثل إسقاط النظام الحالي بكل رموزه سلمياً.....إلخ وتشكيل مجلس رئاسة انتقالي.....إلخ إلى غيرها من البنود الحالمة والطامحة بمستقبل مشرق سطره الشباب حروفاً على الورق وفعلاً في الساحات والشوارع وتم التآمر عليها ووأدها عبر مسرحيات الإنظمام الداخلية ومهازل التدخلات الخارجية لتنتج لنا ثورة مشوه الملامح مبتورة الأطراف أقل مايقال عنها أن عبارة عن إعادة تدوير لمخلفات حقبة أحمرية مهترئة وعفنة وترتيب أوراق ذوي النفوذ التاريخيين في اليمن من عبثوا بشمال اليمن وجنوبه منذ ثورة 26 سبتمبر وحرب صيف 94 الظالمة!.

شيخ الرئيس ورئيس الشيخ!

لانستطيع أن ننكر أن النظام في اليمن كان ولايزال محكوماً بقبضة عائلية وطبقية ترتكز أساساً على رجال القبيلة وولآئهم الخالص للشيخ ويضفي ذلك النظام على نفسه صبغة دينية يستمدها من فتاوى شيوخ الدين عند أي أزمة يمر بها وشواهد إخلاص رجال القبيلة ونجدة شيوخ الدين جلية وواضحة في مسيرة هذا النظام ستلاحظها في كل المفاصل والمنعطفات الخطيرة في تاريخه يتبع ذلك مرونه في التعامل مع الجوار العربي والعالم الغربي والإمعان في استخدام فزاعة القاعدة والأرهاب والقدرة على فرض الأمن وضمان سلامة الحدود بما يضمن إستمرار النظام ولو على حساب السيادة والكرامة كل ذلك كان يتم بتعاون وتنسيق بين طرفي النفوذ والسلطة في اليمن ونتج عن ذلك مابات يعرف في الدولة اليمنية الحديثة "بشيخ الرئيس ورئيس الشيخ" بمعنى مبسط نتقاسم كل شي انت في السلطة وانا في المعارضة أنت تحميني وأنا أنجيك ووو..إلخ ولعب دور "الشيخ" في هذه المسرحية عبدالله بن حسين الأحمر ودور "الرئيس" علي عبدالله صالح الأحمر وسارت المعادلة على تلك الحالة حتي كبر الأبناء وبرزت بوادر الشقاق والنزاع والطمع والجشع والرغبة في الإستحواذ على القدر الأكبر من السلطة والنفوذ خصوصاً بعد موت "الشيخ" لتبرز فجوة عميقة بين الأبناء تتسع وتتشعب لتأتي الثورة وتوصلها إلى مرحلة الإنفجار والتمترس خلف جدار المصالح ومحاولة إعاده ترتيب أوراقها والخوف عليها من الزوال الكامل والإجتثات الجذري بعد أن هزت ثورة الشباب ومطالبها الصريحة الأرض الصلبة التي يقفوا النظام وأركانه عليها وهو ماتم تجاوزه بعبقرية مذهلة بعد إنضمام علي محسن الأحمر وأبناء عبدالله الأحمر ومعهم شلة الجنرالات والشيوخ إلى ثورة الشباب وعندما أحس كل طرف أنه لايستطيع القضاء على الطرف الآخر وتم تجاوز الخلاف عبر تدخل الدول الخليجية بمبادرتها التي لم تراعي المصالح الداخلية ومطالب الشباب بل ركزت على مصالح ذوي النفوذ التقليديين طرفي الحكم في اليمن والمصالح الأقليمية والدولية وتسويتها بشكل لايحمل الضرر لمصالحهم ولايحمل الضِرار لمصالح القوى الإقليمية والدولية لتظل معادلة "شيخ الرئيس ورئيس الشيخ" هي المعادلة التي لاتستطيع الثورات والمبادرات تجاوزها ولتعود إلينا بثوب جديد ونكهة مميزة وكلاً في موقعه القديم الجديد زعماءاً في السلطة وزعماءاً في المعارضة!.

الإصلاح .. المنشأ والهدف!.

ذكر الشيخ عبدالله الأحمر في مذكراته صـ256 مانصه وبدون تصرف "وطلب الرئيس منا بالذات مجموعة الاتجاه الإسلامي وأنا معهم أن نكون حزبًا في الوقت الذي كنا لا نزال في المؤتمر. قال لنا: كونوا حزبًا يكون رديفاً للمؤتمر ونحن وإياكم لن نفترق وسنكون كتلة واحدة، ولن نختلف عليكم وسندعمكم مثلما المؤتمر، إضافة إلى أنه قال: إن الاتفاقية تمت بيني وبين الحزب الاشتراكي وهم يمثلون الحزب الاشتراكي والدولة التي كانت في الجنوب، وأنا أمثل المؤتمر الشعبي والدولة التي في الشمال، وبيننا اتفاقيات لاأستطيع أتململ منها، وفي ظل وجودكم كتنظيم قوي سوف ننسق معكم بحيث تتبنون مواقف معارضة ضد بعض النقاط أو الأمور التي اتفقنا عليها مع الحزب الاشتراكي وهي غير صائبة ونعرقل تنفيذها، وعلى هذا الأساس أنشأنا التجمع اليمني للإصلاح في حين كان هناك فعلاً تنظيم وهو تنظيم الإخوان المسلمين الذي جعلناه كنواة داخلية في التجمع لديه التنظيم الدقيق والنظرة السياسية والأيديولوجية والتربية الفكرية." اهـ.
بهذه النوايا وهذه الأفكار أنشئ حزب التجمع اليمني للإصلاح وصبغ بصبغة إسلامية إخوانية جعلت منه ضيفاً مرحباً به أينما حل مما أعطاه شعبية كبيرة خلقت منه قوة ضاربة يضرب بها صالح وعبدالله الأحمر خصومهم وبالذات الحزب الإشتراكي والقوى اليسارية والناصرية في الجنوب والشمال في فترة مابعد الوحدة عبر سلاح الحشد لأبناء القبائل وسلاح الفتوى وتصريحات شيوخ الدين واليوم يعيدون الكرة وبنفس الأسلوب ويضرب به علي محسن وحميد الأحمر مخالفيهم ومن لم يسيروا حسب رغبتهم مثل الحراك الجنوبي وشباب الثورة الرافضين للمبادرة والإنتخابات وغيرهم من المكونات الأخرى دون عناية ومرعاة للنسبة الإسلامية والإخوانية التي نسبوها إليهم وجعلوها صفة ملازمة لتعريف حزبهم في الداخل والخارج!.

هل حزب الإصلاح حزباً إخوانياً؟!.

لطالما وصف حزب التجمع اليمني للإصلاح نفسه بأنه فرع عن جماعة الإخوان المسلمين ويؤمن بما تؤمن به ويمشي على خُطاها لكن للأسف أعتقد أن هذا الكلام فيه قدر كبير من المغالطة والتزييف للحقائق ولاننكر أن هناك من يقتفي آثر الآخوان ويلتزم بمنهجهم لكنهم قليل ولاسيطرة حقيقية لديهم على مراكز صنع القرار دآخل الحزب بل الأمر متروك لفئة قليلة من قيادته التقليديين ولانبالغ إن قلنا أن هناك فجوة كبيرة وفرق شاسع بين عقلية الأحزاب الإخوانية المنتشرة في عدد من الدول العربية وبين عقلية حزب الإصلاح في اليمن ربما أهم تلك الفوارق المرجعية والعقلية القبيلية والدينية المتشددة التي أدير بها هذا الحزب ولايزال يدار بها حتى الساعة وهي عقلية شيخ القبيلة وشيخ الدين في أدنى مستوياتها والذي لايفكر سوى بالفيد والغنيمة ومزيداً من الثراء والإنحياز إلى قانون القبيلة وتجهيل أبنائها وجعلهم أتباعاً يقولون سمعنا وأطعنا في المنشط والمكره عكس بقية الأحزاب الإخوانية الأخرى والتي تحمل سجلاً محترماً في العمل الحزبي البعيد عن سيطرة العقلية القبيلة والدينية المتشددة وأصحابها ولم يكونوا في يوم من الأيام جزءاً من أنظمة إمتصت ثروات الشعب وكانت سبباً في ثورته ونقمته بل كانوا على الدوام مناهضين لسياسات الظلم لدرجة أنهم يصبحون مشردين دآخل أوطانهم أو ينفون إلى خارجها والأمثلة على ذلك كثيرة وجمة وأخطر ما في الأمر أن قانون القبيلة هذا يطبق عند من يعدون قادة في هذا الحزب ومنظريين له وهذا مايتناقض مع عمل المتحزبين ومن رضوا بأن يكونوا قادة في حزب يحمل فكر دولة القانون والعدل ويحترم الدولة ومؤسساتها القضائية ولعل خير مثال على ذلك تحكيم العرف القبلي في الخلاف الذي نشأ بين حميد الأحمر ونعمان دويد محافظ صنعاء وكيف أنه تم الإعتذار عن طريق سوق 11 ثوراً من قبل أبناء قبيلة خولان "قبيلة دويد" إلى بيت عبدالله الأحمر واعتذورا لحميد ولأخيه صادق الأحمر وقُبل منهم الاعتذار! مايهمنا في هذه المثال هو إبراز العقلية التي يفكر ويتعامل بها من يقودون الأحزاب ويتقلدون مناصب رفيعة في السلطة والمعارضة وهم لايلتزمون بالعمل في إطار الحزب والدولة والفكر الذي يدّعون الإنتماء إليه بل ينحازون إلى القبيلة وأعرافها في اتفه الأمور وربما أكبرها وهذه وغيرها من الأحداث والشبهات والإنتقادات التي تحوم حول عدد كبير من قادته وأصحاب الصف الأول فيه تجعلنا نضع ألف خط تحت سلامة منهج حزب الإصلاح وحقيقة كونه حزباً ذا صفة إسلامية إخوانية ملتزمة بمنهج الإخوان!.

ما المطلوب من كوارد حزب الإصلاح؟!.

تكمن معظلة وأزمة حزب الإصلاح في أنهم ينسبون كل شي إلى صالح وأولاده وأبناء إخوته ولايعترفون بغيرهم فسدة ومفسدين ويرون أن برحيلهم إنتهى كل شي وتم إستصال شأفة الفساد ويصرون على ذلك ويتجاهلون ويغضون الطرف عن منظمومة الفساد الكبيرة والمعقدة والتي كانت ساعد صالح الأيمن أو كان صالح ساعدهم الأيمن طوال 33 سنة ويستميتون في الدفاع عنها بحجة أن أصحابها ناصروا الثورة تلك الثورة التي لم تحقق بنداً من بنود شبابها الذين سآلت دماؤهم في الشوارع والساحات وهذا مايجعلنا نتيقن أن هناك توظيف للحزب وتعبئة لشبابه ضد من يخالف قياداته ويخرج عن طاعتها ويحد من صلاحياتها ومراكز نفوذها وليس ضد كل فاسد وظالم وهذا أمر يطعن في مصداقية الحزب ويشكك في توجهاته المختلفة,وشخصياً لهذه الأسباب وغيرها الكثير كنت أتمنى على الدوام أن تفك قيادات وقواعد حزب الإصلاح وبالذات تلك القيادات والقواعد الجنوبية ارتباطها عن المركز في صنعاء وتأسس حزباً جنوبياً خالصاً ليس للضباط والمشايخ ورجال الأعمال أي تدخل فيه أوتحديداً لخيارته تحت عناوين جذابة ظاهرها فيها الرحمة والخير وباطنها يأتي من قبلها العذاب والنهب والحماية لمصالحهم ولشركاتهم وللمصادر التي تدر عليهم بالملايين في طول الجنوب وعرضه, لكن للأسف كثير من الأخوة في حزب الإصلاح وبالذات أبناء المحافظات الجنوبية لايريدون أن يفهموا أن المؤتمر والإصلاح منذ العام 90م وحتى الآن يتبادل الأدوار واحداً في السلطة وواحداً في المعارضة وزعيم السلطة "أحمر" وزعيم المعارضة "أحمر" وكل الوقائع والأحداث تؤكد ذلك والهدف مزيداً من النهب لخيرات الجنوب والشمال أو بجملة أوضح إستمرار إستعمار الجنوب وإستبداد الشمال لكن بطريقة عبقرية وإحترافية هذه المرة تثبت للواعي وللمراقب الحصيف أن ملة آل الأحمر واحدة وأنه هدفهم السيطرة على الجنوب والشمال وأن صالحاً ليس سوى موظفاً صغيراً في تركيبة النظام الأحمري المكون من الثلاثي الأحمر وأتباعهم (صالح وأقاربه وأولاده _ عبدالله الأحمر وأولاده وشلة المشايخ بشقيهم في الدين والقبيلة _ علي محسن الأحمر وجنرالاته وضباطه) وهم الآن يعدون من قادة الثورة ومن حماتها وتستمر الحكاية وتستمر سيطرة آل الأحمر على مقاليد الحكم في اليمن لكن في نسخه أحمرية معدلة ومزيدة وسيتكفل هذه المرة بإصالهم إلى السلطة حزب الإصلاح وقاعدته العريضة المنخدعة بالشعارات ذات الطابع الديني والتي أثبتت الوقائع أن حزب الإصلاح يوضفها لصالح قياداته ومصالحهم ومن أجل حمايتها وديموميتها فقط وهو مايثبت أن عقلية الشيخ لازالت مسيطرة على القاعدة الجماهيرية له فلو نظرنا إلى معظم مراحل الصراع والأزمات الحقيقية التي حدثت في اليمن سنجد أن حزب الإصلاح بكبار قادته وبالذات القادة القبليين والدنين كانوا على الدوام إلى جانب السلطة الحاكمة "حزب المؤتمر" جرى ذلك في كل الحروب التي خاضها النظام منذ عام 90م وفي كل الإنتخابات الرئاسة كذلك وآخرها انتخابات 2006م التي أعلن فيها الشيخ الأحمر بأنه مع مرشح الحزب الحاكم وقال قولته الشهيرة "جني تعرفه ولا إنسي ماتعرفه" والذي يعرف قوة تأثير العقلية القبلية في الشمال سيفهم تأثير شيخ القبيلة على نطاق واسع من "رعيه" عندما يتفوه بهذه الكلمات ولكن رغم هذا الإنحياز الواضح من قبل مؤسس حزب الإصلاح إلا أن قاعدة عريضة من أنصاره صوتوا لمشرح المعارضة وربما تقع ثله كبيرة منهم في المحافظات الجنوبية كونهم بعيدين عن السيطرة القبيلية والدينية التي تمارس بالشمال عكس إنتخابات عام 1999م والذي كان مرشح حزب الإصلاح هو مرشح حزب المؤتمر الحاكم وهذه الثلة هي من نتعشم فيها إحداث تغيير جذري في الحزب وفي العقلية التي تفكر بها قياداته العتيقة!.

لماذا ترفض الإنتخابات؟!

وهناك عدة أطراف في الشمال ترفض الانتخابات وتعتبرها خيانة لدماء الشهداء ولمبادئ الثورة وحتى للدستور فضلاً عن بنود اتفاقية مطالب ثورة الشباب والتي لم يتحقق منها شيء اطلاقاً ويظهر جلياً هذا الرفض عند ثورار مدينة تعز اللذين يرفعون شعارات جدية تصب في هذا الاتجاه رغم التعميم الإعلامي على مواقفهم وسيطرة حزب الإصلاح على الساحات ووسائل الإعلام المحلية والخارجية ورفضهم هذا ينبع من إيمانهم القاطع الذي يرفض المبادرة الخليجية وانضمام شخصيات إلى الثورة تعد من أعمدة نظام صالح, أما في الجنوب فيقود هذا الرفض الحركة الوطنية الجنوبية "الحراك" وله في ذلك اسبابه الكثيرة فهو يرى بالإضافة لما ذكر آنفاً أن هذه الإنتخابات ستكون بمثابة السيف الذي سيسلط على أي رأي جنوبي سيطالب بفك الارتباط وأنها ستكرس سياسية النهب لمقدرات الجنوب وثرواته وانها ستكون محور إرتكاز لأي حوار أو نقاش يتناول القضية الجنوبية والذي سيكون مفصلاً على مقاس ورغبة حزب الإصلاح وقياداته المرتبطة مصالحها الشخصية بالجنوب خصوصاً وأن هناك تعتيماً إعلامياً وتزيفاً للرفض الجنوبي للإنتخابات بل وإظهار أن الجنوب بمجموعه مع الإنتخابات ويتبني هذا التزييف قناة سهيل الممولة من قبل حميد الأحمر وقناة اليمن والأمين العام للحراك الجنوبي السابق عبدالله الناخبي وحتى القنوات الفضائية الكبرى كالجزيرة والعربية والبي بي سي والتي تتبع سياسية دولها التي لاتريد أن تضع القضية الجنوبية على طاولة البحث الجاد حتى اللحظة وتعول على حلول أخرى يرفضها الحراك الجنوبي وسيكون لهذا التعتيم ضريبة مستقبلية قريبة المدى لايعي الجوار العربي والعالم الغربي خطورتها ومضاعفاتها القادمة لامحالة!.

كذبة أن الرئيس القادم جنوبياً!.

هناك أصوات ترتفع حالياً من كتّاب وسياسيين ضد أي صوت جنوبي يطالب بفك الإرتباط أو الفيدرالية أو غيرها من المشاريع التي يطالب بها أبناء الجنوب وتدعوهم إلى ضرورة المشاركة في انتخابات 21 فبراير وخلاصة تلك الأصوات أنها تقول أن الرئيس القادم جنوبي "هادي" ورئيس الوزراء جنوبي "باسندوة" ووزير الدفاع جنوبي "محمد ناصر" وهم وبذلك يعتبون إن تحدثنا عن فك الإرتباط أو عن قضايا الجنوب الأخرى ويطالبوننا بالسكوت والدخول في هذه العملية الإنتخابية والتخلي عن الرؤى الجنوبية المقترحة لحلها ويأتي على رأسها فك الإرتباط ويزعمون أنه أخيراً قد حصل نوع من التوازن وأنه قد صار مآل الحكم إلينا, وهذا كلام أعتقد أنه في قمة السذاجة والاستغباء فهم ونحن نعرف من هو هادي الذي يسمونه بكل سخريه "عبده مقص" ونسمية نحن بسخرية أكبر من سخريتهم "عبدربه مركوز عالفاضي" أو كما يسميه أهل الشحر " كبش ربه مرصون هادي" ونعرف نحن وهم من هو باسندوة الذي يعيش في شمال اليمن منذ عام 1965م وإلى الآن يعتبر جنوبيا!, ومن هو محمد ناصر الذي لايستطيع تحريك جندي واحد في وزارة الدفاع دون إذن القائد الأعلى وصغار الضباط فعلاً عن كبارهم ونعرف ماهي صلاحياتهم ومن هي الأيدي التي تحركهم ذات اليمين وذات الشمال ونعرف أنهم طول فترة تقلدهم للمناصب لم يكونوا سوى دمى وديكورات وخداماً مطيعيين لعصابة ال الأحمر واتباعهم بكل مكوناتهم في السلطة والمعارضة الشكلية ونعرف جيداً لوبي الحكم في اليمن وكل زوائده الدودية والتي تحكم الآن وستحكم بعد يوم 21 فبراير!.

كارثة الزبيري!.

لا أحد سيفسر لنا الحال الذي وصل إليه اليمن اليوم كشعر الشهيد محمد محمود الزبيري الذي مرت عليه مواقف وأحداث وتقلبات كهذه التي تمر علينا الآن ولازالت بعض الشخصيات التي عاشت مع الزبيري وغدرت به وبالدولة الوليدة آن ذاك تعيش بين ظهرنينا اليوم وتعيد إخراج نفس السيناريوا ونحن في غفلة ساهون لأننا لانقرأ التاريخ ولانتمعن وقائعه واحداثه بشكل جيد وواعي ويقال أن هذه القصيدة التي أسماها الكارثة هي آخر ماكتبه الزبيري عندما رأى الوضع الذي آلت إليه الثورة السبتمبرية وكيف تحول القانون (الدستور) إلى جسر لفرض الحكم بالقوة أنقلها لكم كاملة فلربما تفك بعض شفرات هذا الواقع المزيف والمنحرف عن كل قيم العدالة والنزاهه!.

ما أشبه الليلة الشنعاء ببارحةٍ .. مرت وأشنع ممن يهوى وينتكس

كأن وجه الدجى مرآة كارثة ..  يرتد فيها لنا الماضي و ينعكس

و كل من رام قهر الشعب متجه .. لها يريد الهدى منها و يقتبس
يقلدون أفاعيل (الإمام) فلو .. رأوه يرفسُ من صرع ٍ به رفسوا
هذه (القوانين) رؤياه تعاودهم .. قد ألبسوها نفاق العصر والتبسوا

____________________

روح الإمامة تسري في مشاعرهم .. و إن تغيرت الأشكال والأسس

متى حكمتم بقانون ٍ وقد قُتل .. الآلاف أو سُحقوا كالدود أو كُنسوا
عار على صانع القانون يكتبه .. وحكمه في بحار الدم منغمس
كفى خداعاً فعين الشعب صاحية .. و الناس قد سئموا الرؤيا وقد يئسوا
لِمَ القوانين؟ فن الموت في يدكم .. و الحقد رائدكم و الحق مُرتكس
و أنتم عودة للأمس قد قُبر الطغاة فيكم .. وعادوا بعدما أندرسوا
و أنتم (طبعة) للظلم ثانية .. تداركت كل ما قد أهملوا ونسوا

___________________

إن شئتم فاقتلوا من ليس يعجبكم .. أو من ترون لهم في قٌربكم دنسُ

و أحرقونا (بغاز) كلما اجتمع الأحرار .. أو إن فكروا في الرشد أو حدسوا
و حاسِبوهم متى شئتم حساب الطاغي .. إذا سعلوا في النوم أو عطسوا
من حظكم أن هول الأمر مستتر .. عنكم و إن شعاع الشمس منطمس
و إن صوت الخراب الفظ أغنية .. ترتاح أنفسكم منها و تأتنس
هنيئا لكم الحكم أن أطغاكم بله ٌ.. من الكوارث أو إستقواكم حرس
أوراقكم لشراء الشعب تذكرنا .. ما باعه قسسٌ بالصك وأختلسوا
أتنكرون عليهم بيع جنتهم ؟ .. يا قوم لا تخدعونا كلكم قسسُ

_________________

قانونكم لإغتصاب الحكم مهزلة ٌ.. كترهات إمام ٍ مسه الهوس

والحكم بالغصب رجعيٌ نقاومه .. حتى ولو لبس الحكام ما لبسوا 
والظلم يعلنه القانون نفهمه .. ظلماً وإن زينوا الألفاظ واحترسوا
والموت من مدفع ٍ (حر) نقول له .. موتا ً وإن أوهمونا أنه عرس
والمستشارون في القانون لو حضروا .. حربا لما كتبوا حرفا ولانبسوا
يلفقون يلقنون قوانين العبيد لنا .. و نحن شعبٌ أبي مارد شرس
ليت التواريخ أعطتهم تجاربهم .. فإنها درست أضعاف مادرسوا


الخميس، يناير 19، 2012

حتى لاتذهب الريح!





لكم كنا مستبشرين ومازلنا بإحتجاجية الثامن عشر من يناير يوم الحق الحضرمي يوم النزول إلى الميدان يوم الدوس على السلبية والعويل والبكاء والتخفي خلف أمجاد الماضي لنسافر مرة أخرى إلى أيامنا الخُضر عندما اتفقنا على الخطوط العريضة وعلى القواسم المشتركة بيننا كحضارم, وخرجنا بكآفة تكويناتنا واستطعنا أن نحْسن التنسيق ونحْسن الحشد والترويج على الصعيدين المحلي والخارجي ونلفت الأنظار إلينا وإلى قضايانا العادلة والمحقة دون إلغاء لأحد ودون تهميش لمشروع على حساب آخر سوى مشروع حق حضرموت وحق آبنائها فيها وانتهى كل شيء بسلام ودون تكسير او تخريب او حرق او إصابات وكانت وقفة حضارية بامتياز أظهرت مدنية وجمالية الإنسان الحضرمي في أبهى معانيها رغم ماشابها من تجاوزات في آخر اللحظات والتي سأحاول أن اوضح أسبابها من وجهِ نظرٍ شخصية بحتة لعلنا نُسهم في الوصول إلى رؤية واضحة المعالم متزنة الحلول نحاول من خلالها حفظ حقوق حضرموت وحقوق أبنائها بلا ضرر ولا ضرار ولا انتقاص من أي مشروع سياسي اتفقنا معه ام اختلفنا فحضرموت لها خصوصيتها وكل منصف يقر بذلك.

انشروا الوعي ورسخوه

هل يعلم أخوتنا وأهلنا الذين اعترضوا على احتجاجية كفاية ومن رفضوها جملة وتفصيلاً ومن اتهموها بشتى التهم حجم النهب والاستنزاف الذي يحصل في مناطق الامتياز؟! هل يعلمون حجم الأضرار البيئية التي طالت حضارمة تلك المناطق بسبب مخلفات -على سبيل المثال- شركة كنيديان نكسن على مدى 20 عاماً وتمثلت بانتشار أنواع من السرطانات بين قاطني مناطق الامتياز والفشل الكلوي ولاسيما لدى الأطفال، ولوثت المياة والتربة والهواء فيها؟! هل يعلمون حجم الظلم والغبن والإقصاء والتهميش الذي تعرضت له كوادر أبناء حضرموت حيث لاتتجاوز العمالة الحضرمية في شركات النفظ العاملة في حضرموت سوى 7% وباقي الحضارمة يذهبون إلى جحيم الغربة او يتذمرون في ويلات الفراغ والبطالة بينما في مأرب وشبوة عدد العمالة70% من مجموع العاملين في شركات النفط؟! إذا علموا ذلك او بالأصح إذا أُعلموا بذلك أعتقد أنهم لن يحيدوا قيد أنملة عن أهداف احتجاجية كفاية لأنها وبكل بساطة تعنيهم وتعني مستقبلهم ومستقبل أجيالهم ومستقبل البيئة التي يعيشون بها, فما حصل هو نتيجة طبيعية لشحة المعلومات التي من المفترض أن تصل إليهم ونقص التوعية بتلك المخاطر المحدقة بهم وبالذات في صفوف الشباب المتحمس.

لا تناقض بين المطلب الحقوقي والسياسي

بعض من اخوتنا وأهلنا ممن عارضوا احتجاجية كفاية تحججوا بأن مطالبها وشعاراتها المرفوعة كانت حقوقية خالصة وتمحورت بدرجة رئيسية حول الملف النفطي والأمني بحضرموت وهو بذلك حسب رأيهم يخالف مايدعون إليه وهي المطالب السياسية المتمثلة بفك الارتباط وإستعادة الدولة الجنوبية التي قُدّم في سبيلها مئات الشهداء من أبناء الجنوب, لكن لونظرنا لكلا المطلبين لوجدنا أنهما شرعيان وأنه لايوجد تناقض بينهما إطلاقاً بل على العكس يلتقيان في كآفة منعطفاتهما ويتعاضدان معاً ليصلا بالقضية الكبرى إلى شواطئ الخلاص وهو الهدف الذي من أجله دفع الشهداء دماؤهم رخيصة وليست تلك المطالب الحقوقية التفافاً او إلغاء للحركة الوطنية الجنوبية "الحراك" بل هي تصب في نفس الاتجاه ونفس المسار وتؤدي إلى تجفيف منابع تزويد الناهبين والفاسدين بأسباب البقاء والنفوذ إن أديرت تلك التحركات بعقليات واعية وضمائر مسؤولة.

التجفيف أولاً

تخيلوا أن حضرموت لاتوجد بها ثروات ولاخيرات بتعدد أنواعها وأشكالها فهل سوف يصر المنتفعون والناهبون لخيراتها وثرواتها على استمرار السيطرة عليها بقوة السلاح والترهيب والترغيب والأساليب الأخرى التي تأتي تحت مسميات عدة وتبريرات متعددة لاتضمن لنا حقاً في خير ولاثروة موجودة على ظهر أرضنا أو في بطنها سوى أنها تحافظ على مصالحهم وتحفظ لهم مصادر الثراء الفاحش الذي تدره عليهم آبار الامتياز, و(كفاية) أتت لتجفف مستنقعات الفساد والثراء وتلك خطوة أولية للوصول إلى الهدف الأكبر لأنه إذا فقدت مصالح المنتفعين والمتنفدين وقطعت إيديهم الممتدة بكل عنجهية إلى تلك المصادر سيتركون كل شيء خلف ظهورهم وسيبحثون عن مصادر أخرى فالذهب الأسود عصب الحياة ومن أجله تقام الحروب وتحاك المؤامرات والكل يعلم أن نفط حضرموت يزود ميزانية الدولة بحوالي 80% من إجمالي الميزانية, فهل فهمنا الآن خطورة هذا الملف وحساسيته المفرطة, وإذا كانت ثورة الملح في الهند أسهمت في إخضاع الامبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس فكيف بثورة النفط!.

ثورة الملح وثورة النفط

هل سمعتم عن ثورة أو مسيرة الملح التي قادها غاندي وكان هدفها القضاء على سيطرة واحتكار الإنجليز على إنتاج الملح ورفعهم لضريبته بعد أن حرّموا على الهنود استخراجه وبيعه ونجحت تلك المسيرة التي استمرت أربعة وعشرين يوماً قطعوا خلالها مسافة قدرت بـ300 كم عندما وصل غاندي إلى ساحل البحر واستخرج الملح بيده من مياههِ فطار الخبر إلى أنحاء الهند واقتدى به الهنود فاستعادوا السيطرة على إنتاج هذا المنتج الذي يستهلكونه بشكل كبير من أيدي الإنجليز وتبعته بعد ذلك خطوات أخرى حتى تمت استعادة السيطرة على جميع الصناعات الوطنية التي احتكرتها بريطانيا وبعد ذلك استقلت الهند كلياً ورحل المستعمر عنها وكذلك البترول بإمكاننا كسر احتكار المسيطرين عليه والناهبين له عبر عدة خطوات واعية وأساليب جديدة فنحن في عصر السماوات المفتوحة على مصراعيها وكل صاحب قضية يستطيع الولوج, فقط نحتاج لجهود مخلصة ولوعي حقيقي في أوساط الشباب والشيبة بخطورة مايجري حولنا على المدى القريب والبعيد قبل أن نتنازع فنفشل وتذهب ريحنا!.

الاثنين، يناير 16، 2012

اتفق الحضارم على أن يتفقوا!!



"واتفق الحضارم على أن لا يتفقوا" ربما هذا ماستردده الأجيال القادمة - لاسمح الله – إن بقينا على هذا المستوى وعلى هذه العقلية غير المسوؤلة وغير المتزنة إطلاقاً والتي لايشد بعضها بعضاً ولاتريد أن تلتقي على قواسم مشتركة وخطوط عريضة لاتنتمي إلا لهذه الأرض التي تستحق الحياة هي و من عليها ويكون فيها الربح والفوز لها ولأهلها وللأجيال القادمة والتي تليها!.

نقولها بأعلى صوت - قبل أن نقول في يوم الثامن عشر من يناير "كفاية" - يكفي سلبية، يكفي نواحاً، يكفي تبادلاً للاتهامات، يكفي تشكيكاً، يكفي عويلاً وبكاءاً على أطلال ماضي أضعناه من بين أيدينا عندما أضعنا بوصلة الاتجاه الصحيح التي مشى على إتجاه عقربها أجدادنا الحضارم وملأت العالم أمانةً وخُلقاً ورحمةً ونهضةً وعمارةً للأرض والإنسان على مدى تاريخهم الممتد قروناً وأحقاباً والمتمدد في كل الجهات دون استثناءات ودون مظاهر زائفة ودون فواصل تثير الشفقة وتزيد الملل!.

لايهم إن كنت حراكياً أو إصلاحياً أو مؤتمرياً أو أو أو...إلخ المهم أنك حضرمي، المهم أن هذه الأرض التي تعيش عليها وهذه المياه التي تشرب منها وهذه الخير الذي يوجد على ظهرها وفي باطنها كله قد تعرض للخطر المميت قد تعرضه للنهب المنظم قد تعرض للاستنزاف الممنهج وذلك الخطر المميت سيصل إلى بيتك وإلى فلدات أكبادك كما وصل إلى بيوت وفلدات أكباد أهلنا في مناطق ساه وغيل بن يمين والضليعة والخسعة وسونة وماجاورها، ومن لم يتناهَ إلى أذنيه سماع خبر هذا الوصول فليقم بزيارة إلى تلك المناطق ليرى هول الفواجع والآلآم التي يعانيها أهلنا هناك!.

صدقونا لن نكون أنانيين ولن نكون مندسين ولن نكون مخربين ولن نكون حجر عثرة في طريق أي مشروع سياسي لهذا الطرف أو ذاك إن نحن توحدنا وتفاعلنا مع كل مكوناتنا السياسية والاجتماعية والثقافية والشبابية وخرجنا في يوم الثامن عشر من يناير لنقول كفاية لكل ناهب وفاسد وعابث بخير الأرض الحضرمية في كل رقعة من هذه الأرض المعطاءة وإنسانية هذا الإنسان الحضرمي في كل ذرة من جسد ذلك الإنسان المعطاء ونؤسس من خلالها في الشارع الحضرمي بكل شرائحه وعياً ممتداً يعيد إلى الروح الحضرمية وهج الانتماء الى هذه الأرض ويبعث في ذواتهم حماسة الاستماتة في الدفاع عنها فزمن الخنوع والضعف والخوف والسلبية والنواح والعويل والبكاء على الأطلال وأمجاد الماضي قد انتهى إلى غير رجعة وجاء عصر إعادة وهج الروح وانتزاع الحقوق بكل الطرق والسبل وعبر التخطيط السليم والتنفيذ الواعي.

لنكن يداً واحدة ولنكن جسداً واحداً في وقفتنا عصر الثامن عشر من يناير لخير هذه الأرض وخير إنسانها وخير الأجيال التي ستأتي من بعدنا والتي ستفخر بنا جميعا إن علمت أن حضارم اليوم "أتفقوا على أن يتفقوا".

السبت، أكتوبر 15، 2011

في الثورة الشبابية .. أربع منغصات وإعتراف واحد!!.


يتعثر هذا الوطن عند أول خطوة يخطوها نحو الخلاص والإنعتاق والتحرر من تراكمات الظلم والتهميش والإقصاء وتتبعثر آماله وطموحاته في غمضة عين وعلى حين غرة وتتفتت تلك الأمال الجسام على صخرة أرباب المصالح وراكبي موجات التغيير المتورطين في كل نكبة ومصيبة وبلاء وأزمة حلّت بهذا البلد قبل أن تصل إلى صخرة النظام الصلبة!.

يبدو أن الحيتان الكبيرة والقطط السمينة وأمراء الحرب وبائعي الفتاوى وناهبي الأرض لايكلون ولايملون ولايخجلون حتى من ماضيهم المشبوه والعفن والمتورطين في صراعاته ونكباته من مفرق رأسهم إلى أخمص أقدامهم يحاولون وبكل جهد وإجتهاد الصعود عبر دماء الآبرياء وتضحيات الشرفاء إلى مواقع السلطة من أجل أن يلعبوا نفس اللعبة ويكرروا نفس المشاهد ولكن ربما بسيناريوا مختلفاً نوعاً ما عن سيناريو المرحلة العفاشية!.

أربع منغصات نغصت على كل صادح بالحق وقائل به وبالذات من شباب الثورة الآوائل من اشعلوا شرارتها وواجهوا عنجهية القوة المفرطة التي صبها عليهم بلاطجة النظام وجلادوه دون رحمة ولاشفقة ليعلنوها ثورة على كل منظومة الفساد في كل مواقعهم وليقولوا لجميع الفسدة وأصحاب السوابق أرحلوا جميعا لنبني دولتنا المدنية! ليتفاجئوا بعد ذلك بانضمام من كانوا شركاء أساسين في تركيبة النظام المستبد من معارضين وعسكريين وشيوخ قبائل وعلماء ليظهروا بعد ذلك بأنهم هم قادة الثورة وأن من في الساحات لايتحركون إلا بأمرهم ومن يريد التفاوض فليأت إليهم وهكذا سحب البساط من بين يدي الشباب ومن تحت أرجلهم ليمسك به من اختلفوا مع علي صالح في العشر السنوات الأخيرة فقط على مصالحهم وأدوراهم المستقبلية في تركيبة النظام والحكم!.

هذه المنغصات الأربع ( المعارضون – العسكريون – شيوخ القبائل – العلماء ) لكم ساندوا النظام الذي يطالبون بإسقاطه فالمعارضة أو أحزاب اللقاء المشترك لكم برّر زعماؤها وقادتها كثيراً من سياسات النظام الخاطئة وسكتوا عنها حتى في خضم الثورة ومع بلغوها لذروتها راحوا يفاضون ويتنازلون عبر المبادرة الخليجية وياريتهم توصلوا لشي ولكن كل الذي فعلوه كان نفخ في الهواء وإهدار لدماء مئات الشهداء اللذين كانوا يسقطون كل صباح ومساء بدم بارد , أما العسكرون أو فلنقل قادتهم فقد كانوا كذلك شركاء في سياسات النظام وقادوا حروباً مجنونة ليس أولها حرب 94 وليس آخرها حروب صعدة الستة ولكن اختلفوا على توزيع الأدوار وتقسيم المناصب فأعلن كلن منهم العِداء للآخر , وعن شيوخ القبائل فحدث ولاحرج فهم نسخة مصغرة من الشيخ طفاح ولايزال الهاجس الطفاحي يعشش في رؤوسهم وهم وإن تحزبوا وصاروا قادة في أحزاب الحكم أو المعارضة إلا أن مايحكمهم في الأول والأخير هي المصلحة الشخصية والمحافظة على المكانة والمنصب والإمتيازات ولاشي سواه , وعن العلماء وبالذات اللذين انضموا لثورة الشباب وصاروا يعتلون منابرها في كل جمعة ليتكلموا عن حرمة الدم وعواقب القتل وبعضهم متورط في فتاوى أستخدمها النظام في حرب 94 ضد أبناء الجنوب وكانوا يطوفون على المعسكرات ليحفزوا الجنود على القتل والسلب في حرب ثبت في الأخير أن نارها أشعلت من منصة ولي أمرهم وأنهم كانوا هم الفئة الباغية فيها!.

لن نتحدث عن المنغصات الإقليمية والدولية متمثلة بالدور السعودي والأمريكي والتغاضي الفاضح عن سياسات صالح وعن طريقة تعامله مع الثورة لأن هذه المنغصات الخارجية ماكانت لتجد طريقها لولاء أنها وجدت هشاشة في الجبهة الداخلية لشباب الثورة عبر من انضموا إليها وصاروا يفاوضون ويقايضون باسمها وباسم شهدائها غير أن مايهمنا في انضمام هولاء إلى الثورة هي الاعترافات التي صارت تنطلق بها حناجرهم والتي تأتي في إطار المكايدات السياسية والتراشق بالألفاظ وتبادل التهم ونشر غسيلهم النتن على حبال الفضائيات والمؤتمرات الصحفية فهم أعترفوا على الأقل في يوميات هذه الثورة بالقضية الجنوبية واعترفوا باستخدام الدين في حرب 94 واعترفوا بأن من كان في النظام أو المعارضة كانوا هم ضمن القائمة الطويلة من نهابي الأرض والثروة والمقدرات في الجنوب وبنوا تجارتهم وأموالهم بطريقة غير مشروعة تمّ من خلالها البسط والسطو على مواقع عديدة في البر والبحر والجبل والسهل وإذا ما أضفنا إلى هذه الاعترافات اعتراف علي محسن بفوز بن شملان في انتخابات 2006 وربما الأيام القادمة كفيلة بأبراز كم هائل من الحقائق والمعلومات والفضائح التي ربما لم تستطع وثائق ويكيلكس الوصول إليها ونشرها على الملأ!.

الخميس، أكتوبر 06، 2011

لعنة الإستبداد!!



لعل أكثر مايحز في نفوس الدكتاتوريات العربية المستبدة والمخلوعة أنها لم تحكم سيطرتها على الجيش والأجهزة الأمنية ولم تسلم قيادتها لأحد انجالها أو أحد أبناء العمومة وإنما تركتها في أيدِ آخرى وإن كانت تلك الأيدي الأخرى هي من عظام رقبة تلك الأنظمة إلا أن الدم والقرابة تلعب دوراً كبيراً في إطالة أعمارها حتى وإن كانت تلك الإطالة تُستمد من تهشيم جماجم الأبرياء وتمزيق صدور الأنقياء والتقاط الصور على بقايا جثثهم!.

كان بإمكان ثورة ليبيا واليمن وسوريا الانتصار والحسم خلال أقل من شهر كما حصل في تونس ومصر بانضمام الجيش إلى الثورة ونزوله إلى المدن وإمساكه بزمام الأمور إلى أن يتم ترتيب الأوضاع وإجراء انتخابات حرة نزيهة وعادلة بإشراف دولي تفضي إلى اعتلاء حكومة جديدة لرأس السلطة في البلاد ونتجنب بذلك دفع فاتورة الدماء التي من المحتم علينا تقديمها قرباناً على عتبة التغيير ومذبح الحرية لولا أن القبضة الأمنية في تلك الدول بيد العوائل الحاكمة وموزعة بشكل عادل بين أفرادها وذوي القربى منهم، والأقربون أولى بالمناصب من غيرهم!.

غابت هذه الفكرة عن بن علي ومبارك وتنبه لها القذافي وصالح والأسد وكلهم كما نعلم يؤمنون بفكرة التوريث ويرون أن جمهورياتهم قد صارت ممالك وأن لاحد يستطيع إدراة شؤونها غير من خرج من أصلابهم وسعوا من أجل ذلك وحشدوا وروجوا كما هو ديدن كل الأنظمة المستبدة التي تتصرف في العباد والبلاد وفق أهوائها وفق مايخدم مصالحها لذلك رأينا مقاومة عنيفة من كتائب القذافي لثوار ليبيا لأن تلك الكتائب يمسك بزمامها أبناؤه ورأينا مراوغة واستبسالاً من جحافل الحرس الجمهوري والأمن المركزي والأمن القومي في اليمن لأن من يمسك بتلك الأجهزة أفراد من عائلة صالح ورأينا أيضاً قتلاً وترويعاً من عناصر الجيش السوري وشبيحة النظام لأن الممسك بزمام تلك العناصر أخوه وعدد من أرباب الحرس القديم ولو أن الجيش والأجهزة الأمنية في تونس ومصر بيدِ أفراد من أسرة بن علي وأبناء مبارك لكان على الشعبين التونسي والمصري دفع ضريبة دماء أكبر وأعلى وأعظم من تلك التي دفعاها في أقل من شهر فهؤلاء المستبدون يعبدون الكراسي والمناصب ولديهم الاستعداد لذبح نصف الشعب من أجل البقاء على قمة هرم السلطة مهما كان الثمن!.

عندما نصل إلى هذه المرحلة المتقدمة جداً في سلّم الاستبداد الأرعن تبرز بشكل واضح وجلي خطورة الاستبداد في كل شيء ومحاولة السيطرة على المؤسسات ذات النفوذ القوي في الدولة ولاسيما المؤسسة العسكرية والأمنية والتي غالباً ماتكون لها السيطرة والغلبة في كثير من الدول المستبدة وقد نطق الكواكبي بالصدق والحق عندما قال ( إن أشد مراتب الاستبداد التي يُتعوَّذ بها من الشيطان هي حكومة الفرد المطلق , الوارث للعرش , القائد للجيش , الحائز على السلطة الدينية ) لذلك على الشعوب المتحررة من استبداد ملوك الجمهوريات أن يحولوا دون تمكين من سيأتي إلى السلطة من السيطرة على المؤسسة العسكرية والأمنية بحيث تكون مستقلة تنصاع لإرادة الشعوب متى ما أرادت خلع المستبدين بأمرها ومصائرها وإلا فإن لعنة الاستبداد ستهلك كل من حاول الاقتراب من هرم النظام كما أهلكت لعنة الفراعنة كل من اقتحم أهرامها!.

السبت، يوليو 16، 2011

الأستاذ منير باتيس ذلكم الوفي .. ينتظر بعض الوفاء




أتذكر أياماً خلت كلما مر بخاطري طيف من عرفت لاسيما من كانوا أساتذة لنا أو زملاء أو أصدقاء وبالذات في المرحلة الثانوية والأساسية من الدراسة وها نحن الآن على أعتاب الإنتهاء من المرحلة الجامعية وقد أخذتنا الدنيا ذات اليمين وذات الشمال ولم تبقَ معنا إلا الذكريات التى لاتزال منطبعة في الذاكرة بحلوها ومرها.


وعلى مقاعد الدراسة تلك وبين جدان الصفوف وحيطان ثانويتنا العتيقة ثانوية ابن سيناء النموذجية كانت لنا ذكريات جميلة كنت أتذكر جيداً حجم اللطف الذي يغمرنا به أساتذتنا تارة وحجم الشدة التي يعاملوننا بها في تارة أخرى وكنت أذكر جيداً أستاذي القدير منير أحمد باتيس مدير الثانوية في تلك الفترة عندما كان يصول ويجول ويصرخ ويبتسم ويبكي ويضحك ويفاخر ويعتز عندما تحقق الثانوية تميزاً أو يحقق أحد طلابها تفوقاً كنا نرى نهراً متدفقاً أمامناً من الحب والجهد والعطاء والعمل وشعلة من النشاط والحركة لانتطفي ولايهدى لها بال حتى تنال ماتريد وترقى إلى المرتقى الذي تعشق مؤمنا وموقنا في قرارة نفسه بأن العزيمة القوية تجعل للأرجل أجنة.

أثمرت تلك العزيمة القوية والجهود الجبارة تميزاً لمسه كل تعرف عليه عن قرب فالنجاحات التى حققتها ثانوية إبن سيناء في عهده كانت عظيمة وبسببها وسبب الكاريزما القيادية التي يتميز بها تم إختياره كأول مدير لثانوية المتفوقين الحديثة النشئ آن ذاك عند أعلن عن إفتتاحها في 2007 م أما إذا أردنا الحديث عن ثمار هذه الثانوية وفي عمرها القصير فإن الحديث سيطول بنا يكفي أن طلابها أحتلوا المركز الأول على مستوى العشرة الأوائل للجمهورية لمرتين متتاليتين وزاحم عدد من طلابها على المراكز العشرة للآوائل على مستوى المحافظة والجمهورية وأبتعثوا بحمد لله إلى عدد من الدول وهم الآن يوصلون نجاحاتهم بجدارة وإقتدار.

ذلك التميز الذي حققته هذه الثانوية الناشئة ليس وليد الصدفة ولكن مثلما قالوا في المقولة الشهيرة (خلف كل رجل عظيم إمراءة) فإننا نقول في مثل موضوعنا هذا خلف كل مؤسسة تربوية وتعليمية عظيمة رجل عظيم هو من يقودها مع كادرها التدريسي إلى شواطئ النجاح ويشق بها غباب التحديات لتثمر في نهاية المطاف جيلاً من الطراز الأولِ يحمل أمانة الأمة ويسعى لرقيها واضعاً نصب عينيه قول أحدهم عندما قال (إذا أردت أن تخطط لشهر فأزرع بذرة وإن أردت أن تخطط لسنة فاغرس شجرة وإن أردت أن تخطط لمائة سنة فعلم الناس).

أتذكر كل شي جميل وكل شي بهي وأتوقف للحظات طويلة عندما يصل إلى مسمعي أن أحدهم قد تعرض لوعكة صحية ولم يعنه أحد ولم يرفع السماعة عالأقل ليطمن عليه وليس هذا (الأحد) نكره من الناس مع أن الله كرم بني آدام بشكل عام ولكنه كرم أيضاً حملة العلم والنور وزادهم تكريماً فوق تكريمهم ولاخير كما قال أحدهم في أمة لاترفع من قدر عظمائها ولاتعينهم وقت أزماتهم وقد بلغني قبل أيام أن أستاذنا القدير منير باتيس قد تعرض لوعكة صحية مفاجئة تمثلت بحصوه أدت الى إنسداد حالب الكلى اليمنى مما أدى الى حدوث تضخم بالكلى اليمني وعلاج مثل هذه الحالة اما يكون بالتفتيت باليزر أو القسطرة (التوسيع) واعتقد أن الأول غير متوفر باليمن والثاني غير مضون الجانب في اليمن أيضاً ولايوجد إلا بالعاصمة والأحداث الحالية لاتساعد على السفر إليها وليس هناك من حل إلا المغادرة إلى أحد الدولة المتقدمة طبياً من أجل علاج هذه الحالة ونحن كطلاب أوفياء لهذا الرجل الذي بدل الغالي والنفيس من أجلنا ومن أجل النهضة التعليمية في حضرموت نرفع ببرقية سريعة وعاجلة لكل محب للعلم والتعليم وأهله ونرجوهم أن يمدوا يد العون لهذه الهامة التربوية الشابة ويساندوا أستاذنا في تكاليف العلاج بابتعاثه الى احد المستشفيات لعلاجة خصوصا وأننا على أعتاب شهر فضيل كريم ونهمس في آذانهم قائلين لهم أيها الأحبة ذلكم الوفي ينتظر منكم بعض الوفاء (فهل من مجيب .(


تفاعل أكثر مع المقال تجدونه على هذا الرابط http://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=133343226751158&id=1030626544&ref=notif&notif_t=like

الجمعة، يوليو 01، 2011

التركة الثقيلة!!



على قلق وأمل نتابع ماجرى ويجرى على رقعة الوطن العربي الكبير والذي تشابهت فيه الأنظمة وتوحدت على مبدأ نهبه وتجهيله والدوس عليه وأختلفت في ماعدا ذلك ولاعزاء لنا سواء أن تنجلى هذه الغمة بأقل الخسائر ويبدل الله الحال إلى أحسن منه فالتركة الثقلية التي خلفتها هذه الأنظمة القمعية في معظم المجالات وكل الإتجاهات تعجز عن حملها الجبال الراسيات!.

أنّى وجهت وجهك في رقعة الوطن العربي الكبير ترى ظلماً وإنتهاكاً وفساداً وتسلطاً وعبثاً بكل شيء بالمقدرات بالمال العام بالبحر بالبر بالنفظ حتى بالإنسان الذي كرمه خالقه ونفخ فيه من روحه نشاهد كيف تعبث الأنظمة القمعية به في هذه الأيام عندما ترسل قناصيها لاصطيادهم واحداً واحداً وترسل دباباتها لسحقهم فرداً فراداً في سابقة خطيرة في التعامل مع المواطن العربي لم يجرؤ على فعلها حتى جيش الكيان الصهيوني والذي لطالما صمت آذاننا ونحن نسمع مواعظ ساسة أنظمتنا وهم يسمعوننا بصوت عالٍ خطابات الشجب والإدانة والإستنكار والتي لايحسنون سواها ضد همجية الجيش الصهيوني وممارساته ضد أهلنا في الأراضي العربية المحتلة ثم هم بعد ذلك يمارسون أساليبه القذرة على أبناء شعوبهم ويتفوقون في تطبيقها أيضاً!.

ماجرى في بعض الدول العربية وماخلفته أنظمتها من تركات ثقيلة شيء ومايجري في اليمن وماسيتركه النظام من تركة شيء آخر تماماً فالنظام المتهالك في اليمن عبارة عن تكتل قائم على المصالح وإمتصاص ثروات الوطن لصالح جيوب بعينها وليس نظاما وطنيا حريصا على مصلحة الوطن ورفاهية المواطن يكفي أنه تسبب في سبعة حروب في أقل من عشرين سنة زج بالجيش اليمني فيها حتى دفع أفراده دماءهم من أجل قضايا لايعلمون مايدور خلف كواليسها وأولها حرب 94 وماسبقتها من مؤامرات وآخرها حروب صعدة وماخلفتها من أزمات أما الحروب الجانية وثارات القبائل فحدث عنها ولاحرج!.

والعجيب الغريب أن آثار هذه الحروب ومخلفاتها لم تعالج إلى الساعة وإنما تركت لتزرع إحتقاناً وبغضاً ينفجر من أدنى شرارة تصدر من هنا أو من هناك أضف إلى ذلك تركة الفساد الكبيرة التي التهمت كل شيء من أعلى السلم إلى أسفله والعبث بثروات الوطن وتوقيع الإتفاقيات المشبوهة وأشهرها إتفاقية بيع الغاز لكوريا واللعب على وتر التناقضات والإختلافات بين مكونات المجتمع اليمني فيُضرب الجنوبي بالشمالي والشافعي بالزيدي والإصلاحي بالاشتراكي والحوثي بالسلفي وهكذا دواليك ليضعف كل طرف منهم الآخر ويأمن هو وحاشيته من خطرهم وتهديدهم المصطنع ولعل أخطر ماخلفه لنا هذا النظام هو فقدان الثقة بين الحاكم والمحكوم بين المواطن والمسؤول وغياب الدولة المدنية التى يتساوى أبناؤها أمام قانونها ويلجؤون إليها إذا أختلفوا بدلاً من تهجير البقر والثيران وحكم العرف القبلي.

وإذا بحثنا في كتاب التنمية العتيق فسنجد أن التنمية في اليمن كذبة كبرى إذا ماقورنت بثروات الوطن الكثيرة وخيراته الجمّة فأين التنمية خلال ثلاث وثلاثين سنة أو قل خلال عشرين سنة فقط وهي فترة الوحدة بين جنوب اليمن وشماله ونسبة البطالة والفقر والأمية قد بلغت أرقاماً قياسية وسوء الخدمات الصحية والعامة يزاد سوءًا في كل دقيقة ورقعة الفساد والتسلط والنهب تتسع في كل ثانية حتى انضممنا في آخير المطاف إلى قائمة الدول الفاشلة!.

أما الوحدة والتي نسبها رأس النظام إلى شخصة ظلماً وزوراً وادعى أنه صانعها وساقي شجرتها وهو يعلم أنه مجرد ممثل لطرف في إتفاقية قضت بتوحيد دولتين لكل واحدة منهما كيانها المستقل والمعترف به دولياً وهو يعلم جيداً أنه السبب الرئيس والمباشر في نزع قداستها ومحبتها من قلوب الملايين من أبناء الشعب اليمني في جنوبه وشماله سبب سياساته وسياسات حاشيته الجشعة والتى أطلق يدها لتنهش في جسد الشعب اليمني وتمتص ثرواته وتستأثر بكل شيء على حساب عامة مواطنيه ليتضح بعد ذلك أن الوحدة من وجهة نظره وحاشيته كانت وحدة جيوب ولم تكن وحدة قلوب!.

لانريد من خلال هذا المقال أن نحطم الروح المعنوية ونجلد ذواتنا ونغلق كل أبواب الرجاء والأمل ولكن يجب أن نعي حجم هذه التركة الثقيلة الذي خلفها هذا النظام المتهالك ونحسب ألف حساب وحساباً للمرحلة القادمة والتي يجب أن تكون مرحلة جديدة تبعث في الجسم اليمني المنهك روح الإصرار والعزيمة القوية ويتفق من خلالها اليمنيون على صيغة مناسبة ومرضية لكل الأطراف من أجل النهوض بهذا الوطن وذلك المواطن وإنتشاله من المهانة التي أسقطه فيها هذا النظام الهلامي الذي لايحسن سوى النهب والتسول لنرى وطناً يفخر أبناؤه بالإنتماء إليه وتصان فيه حرمة المواطن وحرمة بره وبحره وجبله وسهله وثرواته.

الجمعة، مايو 13، 2011

أبطال الديجيتال!!



لاشيء يمنع الأنظمة العربية الغارقة في وحل الفساد والإستبداد من الإستبسال في الدفاع عن بقائها وكأن الذي يحصل هو غزو خارجي جاء من كوكب المشتري آتى ليبشر بقيامتهم وإنتهاء حكمهم يدافعون بكل وقاحة بالحديد والنار وكأنهم قد حققوا لشعوبهم ما تصبو إليه وكأنهم أدخلونا إلى قائمة الدول الصناعية أو حققوا لنا الإكتفاء الذاتي والأمن الغذائي وجعلونا رقماً صعباً يحسب له ألف حساب!.

ماذا نسمي هذه الأنظمة التى لم تستطع أن ترسم طوال فترة حكمها الذي أستمر لعشرات السنين خطاً مستقيماً ثابثاً تبنى على أسسه المتينة نظاماً نفاخر به ونعتز نظاماً يسعى لتحقيق العدالة وصون الحقوق وحفظ الكرامة ويمهد لنهضة شاملة في كل ميادين الحياة لكنها للأسف اختارت أن  تكون شكلاً هُلامياً غير متضح المعالم وغير واضح الرؤى تضيع في دهاليزه المظلمة كل جهود المخلصين ومن يريدون صُلحاً وإصلاحاً وقربت إليها أصحاب العيون الحمر والبطون الكبيرة والجيوب المثقوبة والنفوس الضعيفة رويبضات القرن الحادي والعشرين لنظل ندور في حلقات هذه الشكل الحلزوني المفرغ من كل طهارة والمتخم بكل فساد إلى أن يتعفن كل شيء ويتلاشى كل حلم جميل كان يتنبئ بمستقبل مشرق وواعد!.

ماذا ستقول الأنظمة البائدة والتى اقتربت ساعة زوالها بعد أن بعثرت كل جميل وأحرقت كل أخضر كان بإمكانه أن يصبح نخلةً باسقةً تؤتي ثمراً أحمراً وأصفراً وأسود يجسد سنة الإختلاف ويبني أسس الائتلاف ويترك لكل ثمار المجتمع فرصة لتعيش الحياة الكريمة التى لاسلطان لأحد عليها سوى سلطان القانون والعدل ولكنها تبعثرت وفي وقت قياسي جداً لأنها كالكلمة الخبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار ومالها من أنصار سوى من اعتادوا على لقط الفتات الذي يتناثر من موائد الطغاة ومن تعودوا على لعق أقدام فراعنة القرن الحادي والعشرين الذين بنوا لشعوبهم أهرامات الفساد والبطالة والنهب والتخلف في كل شيء ماعدا أساليب التعذيب وفنون القمع التي لايحسنون سواها!.

ماذا سنسمي زعماءها الأبطال الأسطوريين أصحاب العاهات المزمنة من بلغوا من الكبِر عتياً ومن الدموية مبلغاً عظيماً وهم يعلمون جيداً أن هناك تركة ثقيلة وديناً معلقاً في رقابهم سيطالبهم به الشعب إذا سلموا له الأمر وهم للعلم أبطال بلا معارك أتت بهم الإنقلابات الدموية والصناديق المزوره وفوق هذا كله يدارون بالريموت كنترول من قبل أسيادهم في الشرق والغرب وماوراء بحر الظلمات! نعتقد أنهم يشبهون إلى حد كبير أبطال الديجيتال ولاشيء سواه!!.

الجمعة، أبريل 08، 2011

عندما ينهاك الضمير !!


الزمان البربري لم ينته بعد نيرون الذي أحرق روما مازال يتنفس بيننا بل ويتلبس بعضنا ولازالت نظرياته في تأديب الشعوب تطبق بالحرف والفاصلة والنقطة وتترجم إلى اللغة العربية السوقية لترى النور في نسخ منقحة ومزيدة تعكس حالة الإبداع المقطوع الظل عند من خفت وتلاشى ومات عندهم صوت الضمير!.

( أنا الدولة والدولة أنا ) مقولة قالها لويس الرابع عشر ليعلن للشعب الفرنسي أنه ظل الله في الأرض وأنه القاتل بأمر الله وأنه من يهب الحياة ويسلبها ليضفي على نفسه القداسة ويمارس التأله والطغيان والديكتاتورية بطريقة مبررة وليعتبر أي مساس به وبامتيازاته مساساً بالدولة التي حولها إلى دورة مياه يقضي فيها حاجته متى أراد وكيف أراد وفوق أرض ورأس من أراد! هو واللويسات اللذين أتوا من بعده فسكت عندها صوت الضمير لدى بطانته الفاسدة الممسكة بالسلطة المطلقة التى لا يُؤطرها عرف ولاقانون سوى قانون القوي وجشع البراجماتي النفعي ليظهر بعد ذلك الفساد العريض والتخلف البغيض لنصدق قول من قال (السلطة مفسدة والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة)!.

وما زال لويس الخامس والسادس والسابع والثامن عشر والثلاثين والأربعين والمائة وبطانته الفاسدة يتصرف بتلك العقلية وبذلك المنطق الأعوج والأهوج ليصلوا بعد ذلك إلى المراحل المتقدمة جداً في نزعة التأله والطغيان والديكتاتورية واحتقار كل شيء والنظر إلى ماعدا الذات بدونية حقيرة وادعاء امتلاك اليقين الكامل بأن كل شيء على مايرام وأن مايحدث ماهو إلا زوبعة في فنجان وسحابه صيف ستنقشع وأنك كنت وماتزال عادلاً في توزيع اللحم والنفظ والخبز لعبيدك الطيبين المساكين ثم ينتفض ضدك من ظننته وتظنه على الدوام عبداً مطيعاً في المنشط والمكره ثم لاتعبأ بانتفاضتهم وتأمر جلاوزتك بأن يطلقوا الرصاص الحي عليه فتلك آخر مراحل التأله والطغيان والديكتاتورية والاحتقار والامتهان لإنسانية الإنسان ومابعدها إلا السقوط المدوي في الوادي السحيق واللعن إلى يوم يبعثون ولتنتصر في النهاية ثورة الحرية والكرامة والجياع وتلوى رؤوس اللويسات العفنة وأعوانهم الخبثاء تحت مقصلة الجزاء العادل.

أن تكون!!

أن تكون جندياً أو ضابطاً فترى أبناء بلدك يقتلون بدم بارد فتنحاز إليهم وتنزع عنك نياشين الرتبة العسكرية فأنت لم تخن القسم , وأن تكون أستاذا جامعياً أو صاحب فكر وقلم وترى العبث والفساد يلتهم كل شيء فتقف في طريقه بالكلمة والحرف فأنت لم تخن الأمانة , وأن تكون عالماً وشيخاً ترى المتاجرة بالدين وتوظيفه لخدمة السياسية متى أراد وكيف أراد ربها وقلت كلمة الحق في وجه فأنت مجاهد , وأن تكون سياسياً ترى بعينك كيف تباع ثروات الوطن وتنتهك سيادته ويجهل أبناؤه ثم لاترضى أن ثلوث يدك بعفن الخيانة لله والوطن فأنت شريف , وأن تكون إعلامياً أو صحفياً ترى بأم عينيك الفجوة الواضحة والكذب الفاضح بين مايحدث في الشارع وبين مايطلب منك قوله على الهواء مباشرة أو على صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية ثم ترفض أن تفتح فاك أو تطلق العنان لقلمك فأنت مؤتمن , وأن تكون حاكماً لعقود طويلة أفنيت عمرك وجهدك في حماية الكرسي الذي تقعد عليه وأوصلت بلدك إلى أقصى درجات التخلف على كل الصعد ولم تعطهم من خيرات بلدهم غير الفتات ثم عندما ينتفضون ضدك ويطالبون باستقالتك تفكر وتفكر وتفكر في تركك للسلطة فينهاك ضميرك وتبكي عيناك كغمامة فتقرر أن تركب الشعب من الآن إلى يوم القيامة كما قال نزار قباني فتأكد أنك إما معمر القذافي أو علي عبدالله صالح!.