السبت، ديسمبر 28، 2013

الهبة الشعبية والإنفلات الأمني



بقلم: مطيع بامزاحم

لشعوب الأرض قاطبة الحق وكل الحق في الدفاع عن نفسها والتعبير عن مطالبها بشتى الطرق وكل السبل مها تنوعت واختلفت, وكل تلك الطرق والسبل مكفولة تأيدها وتدعمها وتناصرها وتقف إلي جانبها كآفة المبادئ والقيم وكل الشعوب الحرة المؤمنة بحتمية التصدي للظلم بكافة أنواعه إذا زاد عن حده وبلغ حداً لايطاق وكذلك التصدي للظلمة بكل أشكالهم وألوانهم في كل الأوقات والظروف والأحوال.

وانطلاقا من هذه الكفالة وتلك الحتمية بررت لدينا في حضرموت ماباتت تعرف بالهبة الشعبية تلك التي دعا إليها حلف قبائل حضرموت بعد اغتيال رئيس الحلف المقدم سعد بن حبريش الحمومي بطريقة مهينة مع سبق الإصرار والترصد والتتبع الذي ازداد بعد اجتماع حلف قبائل حضرموت في الـ4 من شهر يوليو 2013م والذي خرج بمواقف صلبة وثابتة ومزلزلة ضد العابثين بثروات ومقدرات حضرموت والمستهترين بأرواح وكرامة أبنائها وخصوصا أولئك الذين يعيشون بالقرب من مناطق امتياز الشركات المستخرجة للنفط وخيرات وثروات ظاهر وباطن أرضهم وأرض أجدادهم في طول حضرموت وعرضها لتشعل تلك الجريمة القذرة جذوة اليقظة الواسعة في عقول ونفوس وضمائر أطياف المجتمع الحضرمي بكافة مكوناته وتضامن معهم الأحرار في مناطق عدة وبالذات في مناطق الجنوب وأيدوا بيان حلف قبائل حضرموت الذي أنعقد في الـ10 من ديسمبر 2013م والذي حدد بشكل صريح وواضح المطالب وذيلها بالدعوة إلي هبة شعبية في الـ20 من ديسمبر الجاري لاتنتهي ولاتتوقف إلا بسيطرة أبناء حضرموت على كافة شؤون المحافظة في حال لم تستجب الحكومة للنقاط التي حددتها البيان.

مرت المهلة التي حددها حلف قبائل حضرموت دون تنفيذ المطالب من قبل الجهات الحكومية ليتم الانتقال إلي الاستعداد لتنفيذ الهبة التي نالت استحسان واهتمام ودعم وتأييد منقطع النظير في الداخل الحضرمي وخارجه الأمر الذي أنعكس وسينعكس إيجابا عليها وسيدفع دفعاً قوياً بظاهر القضية المتمثل في أخذ حق الشهيد بن حبريش ومرافقيه وباطنه المتمثل في الأهداف السامية التي دفع الشهيد بن حبريش حياته ثمنا لها.

غير أن التحدي الأكبر والأخطر على الإطلاق في هذه الهبة الشعبية هو الخوف من أن تؤدي  إلي إحداث فراغ أو تدهور أو انفلات أمني يعود بنتائج كارثية علي حضرموت خصوصا إذا وضعنا في عين الاعتبار أن القوى المعادية والمتضررة من قرارات وتحركات تحالف قبائل حضرموت وهبتها الشعبية ستعمل على العبث بهذا الملف والدفع بعناصر ربما من تشكيلات الجيش المختلفة أو من الجماعات المتطرفة على شاكلة من يسمون بعناصر أنصار الشريعة أو تنظيم القاعدة أو عناصر قبلية أو غيرها من أجل العبث المنظم والممنهج بالملف الأمني وترويع المواطنين ونهب الممتلكات العامة والخاصة من أجل إحداث ضغط شعبي يقف في وجه الهبة ويسحب بساط التأييد من تحت أقدام حلف القبائل ويسعى لقلب الطاولة والقضاء عليها وإيصال رسالة واضحة مفادها أما أن ترضخوا وترضوا بالوضع السابق أو أننا سنحرمكم نعمة الأمن والأمان في حدها الأدنى والمتبقي والذي كنتم تتمتعون به قبل حدوث هذه الأحداث.

إذا علمنا وفهمنا واستوعبنا كل هذه السيناريوهات المتوقعة وجب على حلف قبائل حضرموت وكافة شرائح المجتمع في المدن وحاراتها وشوارعها ومداخلها ومخارجها وكذلك القرى بكافة وديانها وسهولها وهضابها وسواحلها وصحاريها التي تقع بالقرب منها وكذلك رجال الجيش والأمن من أبناء حضرموت وجب عليهم جمعيا كل في موقعه وبالتنسيق مع حلف قبائل حضرموت إلي ضرورة وضع خطة بديلة وعاجلة ومحكمة لإحكام السيطرة على الملف الأمني وقطع الطريق على الراغبين بالعبث بهذا الملف ومحاولة إخضاعنا مرة أخري من خلاله وعبره.

بعد كل هذا ومع كل الذي حدث وسيحدث علينا أن نتذكر ونضع نصب أعيننا أن هبتنا هذه في أصلها هبة لدفع ورفع الظلم والتسلط والباطل الذي مورس علينا خلال سنوات طويلة وجلب العدالة والحرية والحق بالضوابط والقيم والمبادئ الحسنة التي هي جزء أصيل وفطري في ضمير الحضرمي تمنعه من الاعتداء والتعدي علي أي إنسان يعيش بينا وخصوصا من أخوانا البسطاء أبناء المناطق الشمالية والوسطي الهاربين من جحيم الفقر والتسلط والظلم والذين يعملون في مهن متنوعة وكذلك الأجانب والخبراء العاملين في الشركات النفطية ويجب اعتبار الاعتداء عليهم أو علي ممتلكاتهم خيانة للعهد والميثاق الحضرمي، وتذكروا جيداً أن المنزل المنقسم على نفسه لايمكنه الصمود مع وجود المندسين والمتهورين والمزايدين ووكلاء كبار لصوص النهب والقتل والإخضاع, وتذكروا كذلك أن القوة الواعية والمنضبطة والتلويح بها واستخدامها إذا لزم الأمر تحقق المطالب وتجلب الاحترام, وأن القوة التي سعت وتسعي جاهدة لإخضاعنا من أجل نهب ثرواتنا والاستهتار بأرواحنا والعبث بماضينا وحاضرنا ومستقبلنا هي آخر قوة يمكننا الاعتماد عليها من أجل حمايتنا والدفاع عنا وتحقيق مطالبنا المستحقة والمشروعة, وأن الملف الأمني والحفاظ عليه من التدهور والانفلات والفراغ هو التحدي الأكبر والأخطر والأعظم في هذه الهبة الشعبية وهو الحلقة الأضعف في سلسلة القضاء عليها والمعيار الحقيقي لنجاحها.

الثلاثاء، ديسمبر 03، 2013

وزارة اللجان والصناديق!!


بقلم: مطيع بامزاحم

كل معضلة ومشكلة في هذا الوطن الملئ بالكوارث والمعضلات والمشاكل يشكّل لها على الفور لجنة خاصة سواء كانت تلك المشكلة أو المعضلة اغتيال لعسكري أو لسياسي أو حرب قبيلة أو طائفية أو مذهبية أو كارثة أمطار ونحمد لله أنه لاتوجد في رقعتنا الجغرافية زلازل نشطة ولابراكين ولاأعاصير وإلا لكان الدمار أوسع وبالتالي ستكون اللجان أكثر ويبدوا أن كل تلك اللجان تحتاج إلى تشكيل لجنة لمتابعتها ومعرفة ماتوصلوا إليه في كل مشكلة ومعضلة وكارثة عصفت ولازالت تعصف بهذا الوطن المنهك!.

والملفت للنظر أنه يتم غالباً وعلى الفور ومباشرة تشكيل ما تسمى بـ"الصناديق" بعد تشكيل اللجان العاجلة والخاصة كإمتداد طبيعي لمعالجة آثار تلك الكارثة أو المشكلة أو المعضلة وهذا شي جميل ومبهج لكن المصيبة تكمن في تحول كل صندوق من تلك الصناديق إلى وكر ومستنقع من الفساد والإفساد يصعب مع مرور الزمن فتحتها ومعرفة مابداخلها من تجاوزات ومظالم ومفاسد!.

لن أسرد أسماء اللجان التي شُكلت ولازالت تُشكل لصعوبة حصرها ولا أسماء الصناديق التي ضخت لها مليارات الدولارات والريالات اليمنية والسعودية وعلى فترات مختلفة وعلى مدى سنوات عديدة دون أن تُحل مشكلة أو تنهي معضلة وفي أحيان كثيرة دون أن تُحل حتى معظم آثارها المختلفة, وليس أول تلك الصناديق صندوق الاعمار الخاص بكارثة سيول وفيضانات 2008م التي ضربت حضرموت والمهرة وليس آخرها الصندوق الائتماني الخاص بالتعويضات لأبناء المحافظات الجنوبية المفصولين من أعمالهم منذ حرب صيف 94م والذي دعمته قطر بـ350 مليون دولار, وتجدر الإشارة هنا إلى دور المركزية السلبي في عرقلة تنفيذ مهام تلك اللجان وإجراءات صرف مالتلكم الصناديق وحجم الفساد التي ينتج عن تلك المركزية المتوحشة!.

وإلى جانب تشكيل اللجان والصناديق هناك مصطلحات تتلفظ وتأمر بها الجهات العليا المعنية عند بداية حدوث الكثير من المعضلات التي تنشأ في ربوع هذا الوطن وبالذات في تلكم المعضلات البسيطة أو تلكم التي لازالت في طورها الأول ولم تتسع بعد ولم تتمدد كعبارة "وجه إلى سرعة معالجة الموقف" أو "دعا الجهات المعنية إلى سرعة لملمت المشكلة" أو "أكد على الحزم في تطبيق القانون في القضية" لتتحول بسبب الإهمال والتقصير والتراخي في أداء وتنفيذ الواجب بقدرة قادر ورغبة راغب وتخطيط مُخطط إلى لجنة يتبعها صندوق لنصل في النهاية إلى طريق مسدود ونتجه مخيبة للآمال والأحلام والطموحات!.


ومع زيادة أعداد اللجان والصناديق يبدوا أن الحاجة لم تعد ملحة لتشكيل لجنة خاصة تتابع ماتوصلت إليه تلك اللجان والصناديق, بل ربما نحن بحاجة ملحة جداً لتشكيل وزارة تسمى "وزارة اللجان والصناديق" من أجل متابعتها ومحاسبتها ووقف تجاوزاتها وشكرها إذا أنجزت مهامها على أكمل وجه وأبهى صورة!.

الاثنين، نوفمبر 25، 2013

زمن المحاصصة!!


بقلم: مطيع بامزاحم

قد يبلع ويتفهم ويتقبل ويستوعب المواطن المغلوب على أمره أن توزع الحقائب الوزارية وكذلك مناصب المحافظين ومدراء المكاتب الوزارية والوظائف العليا العسكرية منها والمدنية بطريقة المحاصصة بين حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفاوه وأحزاب اللقاء المشترك كون المرحلة الحالية تحتم ذلك وتفرضه القوى الإقليمية والدولية من أجل تجنيب البلاد ويلات الحروب وإرضاءاً لأطراف الصراع والقوى المؤثرة من أجل إيجاد مخرج آمن من الأزمة التي عصفت بالبلاد في السنوات الأخيرة!.

لكن مالايقبل على الإطلاق أن تصل هذه المحاصصة إلى الوظائف العامة ولاتمنح لك الوظيفة إلا إذا كنت حاملاً للبطاقة الحزبية كشرط أساسي وليس بالضرورة أن تكون متخصصاً أو مؤهلاً كل ذلك يحدث بعد ثورة رفعت شعارات القضاء على الفساد والمحسوبية والاعتماد على الكفاءات ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ودفع شهداؤها أرواحهم رخيصة في سبيل تحقيق هذه الشعارات العظيمة!.

هو زمن المحاصصة إذا تثبتها وتصدقها كل التعاينات التي تمت في مختلف المناصب ولم يعد خافياً على أي مواطن في طول الجمهورية اليمنية وعرضها ما آلت إليه الأوضاع بشكل عام بدأ بالانحرافات والتجاوزات والانحيازات في المؤسسات والدوائر الحكومية لحزب أو لفئة أو لجماعة حسب توجهات الإدارة وكذلك الإخفاقات الخطيرة والمتكررة لحكومة الوفاق الوطني ولمحافظي عدد من المحافظات التي طالتها المحاصصة وتدهور الوضع الاقتصادي والأمني على وجه الخصوص كل ذلك عاد وسيعود بنتائج كارثية على المدى القريب والبعيد لن يشعر بها ولن يدفع ضريبتها سوى المواطن البسيط الغير منتمي لطرفي المحاصصة!.

تكمن خطورة المحاصصة في أنها تؤدي بشكل مباشر إلى تهميش الكفاءات وإقصائها واعتماد مبدأ الثقة دون الكفاءة وتوسيع دائرة المحسوبيات والولاءات وتضيّق دائرة المفاضلة والتنافس خصوصاً عندما تصل إلى الوظيفة العامة فالوزير أو المدير أو مادون ذلك عندما يؤتى به على أساس حزبي يتحول بشكل مباشر إلى خادم ينفذ رغبات قيادات حزبه ويرغم على توظيف عناصر جديدة في هيكله الإداري من نفس اللون والشلة والجماعة مما يؤدي إلى حاله من العبث والفوضى والفساد ينعكس سلباً على أداء الموظفين ونتاجهم خصوصاً إذا كان فكرياً ويلغي تماماً مقولة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وكل المبادئ والأهداف التي قامت من اجلها الثورة وبذلت من أجلها الأرواح وحولت إلى أزمة بين شركاء أراد أحدهم إقصاء الآخر فلم يستطع فلجأوا إلى المحاصصة والتقاسم وإعادة التوزيع للمناصب بما يحقق مصالحهم ويضمن استمرارها!.


قد يشكر لحكومة المحاصصة الحزبية (حكومة الوفاق الوطني) ومن خلفها المبادرة الخليجية التي أتت بها في أنها جنبت البلاد ولو بشكل مؤقت حرباً كانت ستتسع بين القوى التقليدية وأطراف الصراع وخلقت نوعاً من الرضى عند تلك القوى ولكن ذلك الحال لن يطول لأن كل المؤشرات السابقة والحالية تشير إلى انتهاء ذلك الدور المؤقت لهذه الحكومة وأصبحت الحاجة ملحة لتشكيل حكومة كفاءات (تكنوقراط) وسينعكس ذلكم التشكيل إيجاباً ليطال كآفة التعينات الأخرى كالمكاتب الوزارية وغيرها لنحد على الأقل من شبح المحاصصة في نسختها الردية حتى لاتتسع وتتمدد وننقذ مايمكن إنقاذه ونصحح الأخطاء التي سبقت وصاحبت ونتجت عن الأزمة وتصرفات وزراء حكومة الوفاق وتعيناتهم إذا أردنا فعلاً تجنيب البلاد أخطاء وإخفاقات وتجاوزات جديدة تقود بالضرورة إلى فساد عريض تنتج عنه كوارث ومآسي ستلتهم كل جميل في هذا البلد المنهك!.


الاثنين، نوفمبر 18، 2013

هل حققت الحملة الأمنية أهدافها؟


بقلم: مطيع بامزاحم

لم تنتهِ بعد ماأطلق عليها بالحملة الأمنية في حضرموت ولم تنقضِ فأبصارنا ماتلبث أن تبصر نقطة تفتيش أقيمت هنا أوهناك في ساعات الصباح أو المساء تظهر هكذا فجأة كالمطبّات التي ينشئوها أبناء إحدى الحارات كردة فعل غاضبة على حادثة دهس تعرض لها أحد أبنائها لتنتج عنها حادثة أخرى لمركبة أو لدراجة نارية ماضية في سبيلها بكل طمأنينة ولايعلم صاحبها بتاريخ إنشاء ذلكم المطب الفريد من نوعه والغريب في موصفاته حد الاندهاش والوجع!.

أما أسماعنا فكم شنّفت في أول أيام الحملة بسرد نتائجها وإنجازاتها عبر تصريحات مدراء الأمن لتنحصر النتائج في ضبط كذا كذا من السيارات والدرجات النارية الغير مجمركة وأنواع من الأسلحة التي لايحمل أصحابها تراخيص تجيز لهم حيازتها ولم نعد نسمع منذ ذلكم الحين إحصائيات جديدة عبر وسائل الإعلام المختلفة لجديد الضبط ربما لأن الحملات الفجائية اكتفت في الفترة الأخيرة بالمطالبة الملحة بإزالة العواكس أو مايسمى "بالتضليل" فقط وأشياء أخرى لايعلمها إلا الله والراسخون في الفهم!.

ذلكم باختصار شديد حال هذه الحملة الأمنية التي لاتزال تنفذ ويشارك فيها جنود من مختلف التشكيلات الأمنية والعسكرية على اختلاف وخِلاف في تعاملهم ولبسهم ووعيهم ليبرز بعد ذلك التساؤل الطبيعي والبديهي, هل حققت هذه الحملة الأمنية أهدافها التي نفذت من أجلها؟ وهل تعتبر كل تلكم الأرقام والنتائج الواردة في تلكم التصريحات على قلتها معايير تدل دلالة واضحة على نجاحها وتحقق أهدافها والقضاء ولو بشكل جزئي على مشكلة عدم التزام المواطن بجمركة مركباته بأشكالها واستصدار تصاريح لأسلحته النارية بأنواعها وإزالة مايخالف قوانين سلامة المركبة أم أنها لاتعدوا بأن تدرج وتوضع في خانة الحلول المؤقتة والمخدرة التي تسكن مواضع الألم وماتلبث أن تزول حين ينتهي مفعول ذلكم المسكن!.

نكاد نجزم بأن معضلة تزايد نسبة السيارات والدرجات النارية الغير مجمركة والأسلحة الغير مرخصة وقبل كل ذلك التراجع الشديد في وعي المواطن بأهمية النظام والانضباط بكل القوانين والتعليمات المتعلقة بالمركبة والطريق وحتى السلاح لن تنتهي إلا إذا تدرجنا في تفكيك عقدها وبحثنا عن الأساليب الصحيحة التي تضمن القضاء عليها أو على الأقل الحد منها كالقيام بتنفيذ خطة مدروسة وواسعة قبل بدء الحملة الأمنية الميدانية تتضمن تقديم تسهيلات في إجراءات الجمركة والترخيص وتحديد مبالغ معقولة لذلكم الإجراء وترغيب المواطن في أهمية الانضباط بمثل هذه الإجراءات بعد حملة إعلامية واسعة تعيد إلى نفسيته وعقله ووجدانه ماانُتزع منها خلال سنوات الفوضى والعبث واحتقار كافة أشكال الانضباط والاحترام لقوانين القيادة والطريق واستخدام السلاح وإجراءات سلامة المركبة والحرص كل الحرص على الحصول على رخصة القيادة بكل جدارة وحساب ألف حساب لرجل المرور الذي من المفترض أنه يقف على ناصية الطريق بكل حزم وانضباط ورقي وأناقة!.


 بعد كل هذه التساؤلات والملاحظات تبرز ملاحظة أخيرة بقوة إلى السطح لتؤكد ضعف عنصر التنظيم والوعي والتسلسل المنطقي في معالجة هذه المعضلة المتفاقمة وعبثية هذه الحملات التي ستعزز حتماً الجانب السلبي والسيئ في وعي وإدراك ونظرة المواطن لرجل الأمن وأخلاقيات الطريق والمركبة وحمل السلاح وهو أن بإمكان أي مواطن تزوير لوحته أو أوراقه أو إخفاء سيارته ودراجته وسلاحه في أيام الحملة داخل بيته أو بجانبه طالما وأن الحملة ملتزمة بأساليب بدائية جداً وبنقاط تفتيش معينة ولاتتعداها وإخراجها مرة أخرى بعد انقضائها أو اللجوء إلى أساليب ملتوية يتم من خلالها الوصول إلى نقطة اتفاق وتفاهم بين سائق المركبة وفرد الأمن المغلوب على أمره أصلاً ومن ثمّ انطلاق المركبة وسائقها المخالف لكل الأنظمة والقوانين بكل غرور وتهكم وسخرية على حمله لاتساهم في حل المشكلة من جذورها بل تكتفي بحول تخديرية ومسكنات أقل ماتوصف به هي أنها تأتي في سياق رفع العتب وتسجيل الحضور ومآرب أخرى!

الثلاثاء، نوفمبر 05، 2013

مـش بالـدوشكـا!!




بقلم: مطيع بامزاحم

من أي ثكنة عسكرية أو قاعة دراسية أو دورة تدريبية نشأت وتولدت كل هذه القسوة وكل ذلكم العنف لدى قوات الأمن بمختلف تشكيلاتها وكافة تصنيفاتها في كيفية وطرق تعاملها مع مواطنيها أثناء العصيان أو المظاهرة أو الإضراب أو كافة أشكال التعبير السلمي وحتى غير السلمي!.

يختلف تعامل كل حكومات العالم وأجهزتها الأمنية المختلفة وأساليب تعاطيها مع كآفة أشكال التعبير السلمي وغير السلمي فمعظم الدول التي تحترم مواطنيها تهيئ أفراد أمنها وتجبرهم على ضبط النفس وتدربهم على الاحترافية في تنفيذ المهام وفق خطوات مدروسة تعطى وتشرح وتلقن لهم وهم لايزالون في قاعات الدراسة ومعسكرات التدريب قبل إرسالهم إلى الشوارع والميادين وتستخدم تلكم الخطوات الواحدة بعد الأخرى بدأ بالحوار اللفظي مع المحتجين ومحاولة إقناعهم بشتى السبل من أجل إنهاء مابدوا به والانتقال بعد ذلك إلى استخدام مسيل الدموع والأسلحة غير المميتة والتي لاتؤدي إلى إصابات بالغة الخطورة أو إلى إحداث عاهات مستديمة فضلاً عن أن تؤدي إلى الوفاة!!

لكن مانراه في تعامل قوات الأمن مع الأحداث المختلفة لايشبه أي تعامل أي قوى أمنية أخرى, مانراه هو وجود عدد من الأفراد ضعاف الجسم والبنية غالباً ومنهكين ومتذمرين وغير مهذبين في ملابسهم ومظهرهم وكل مايملكونه هو سلاح آلي ممتلئ بالرصاص وربما ببعض الأوامر الصارمة باستخدامه في أي لحظة ودون تردد أو تروي  يؤدي في الأخير إلى استخدام عنيف ومفرط للقوة في لحظة غياب تمام لضبط النفس مع الجهل الشديد جداً بمفاهيم وأساليب وتقنيات الاحترافية في التعامل مع الموقف وانعدام تام لأبسط المعايير التي تضمن سلامة فرد الأمن المنوط به تنفيذ تلك المهمة!

سيستمر هذا القتل المستمر أصلاً وسيتفاقم هذا العنف المتزايد وسيتضاعف معه عدد الضحايا وستنمو معه الكراهية الشديدة للمنظومة الأمنية والعسكرية بكافة تشكيلاتها وستتأجج الرغبة القوية في الانتقام من أفرادها في ظل عدم محاسبة الجناة وتقديم أي منهم للعدالة وفي ظل عدم وبروز مراجعات جادة تؤدي إلى إحداث تغيرات جذرية في عقل ووجدان وطرق وأساليب ومناهج تلك المنظومة وتخلق لنا قيادات وأفراد لديهم من الصحة والنظافة والتدريب والعلم والفهم والوعي والإدراك مايخلق قناعة راسخة عندهم بأن طرق التعامل مع المواطن في الاحتياجات هي الإقناع اللفظي والغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي مش بالدوشكا والأسلحة الصغيرة والمتوسطة التي تمزق الأجساد وتفجر الجماجم وتنتزع الأرواح بلا ذروة رحمة أو جزئ إنسانية!!

الثلاثاء، سبتمبر 24، 2013

على طريق الاجتثاث!!

 

 

بقلم: مطيع بامزاحم

عن ماتتعرض له أثارنا وشواهدنا التاريخية والحضارية في حضرموت بشكل عام والمكلا بشكل خاص, يتسأل قلب المتابع قبل عقله لعل العاطفة والحديث إليها وعبرها يجد منفذاً ومدخلاً للولوج إلى شريان الإحساس والمسؤولية, ومن خلاله وعبره إلى مراكز استنهاض الهمم وتحفيزها لوقف هذا العبث اللامتناهي ولا أظنه سينتهي إذا بقينا نهمس ونشجب وننتقد ونتناجى في غير هكذا معروف!.

قبل أشهر تم هدم بيت "المحاضير" في المكلا وقبله هدّمت أو تركت الكثير من المعالم الأثرية "سدة المكلا - حصن الغويزي - قصر المعين –  البنقلة – قصر الكثيري – حصون المكلا- وعشرات البيوت" في وسط معركة الزمان الفوضوي والعبثي لتناضل هذه المباني البيضاء منفردة في ساحة البقاء بعد أن اجتثت قبلها وستجتث بعدها عشرات المباني في المكلا القديمة وتحول إلى فنادق ومطاعم إسمنتية بعيدة كل البعد عن النمط المعماري القديم لهذه المدينة القديمة لتختفي مع ظهورها وانتشارها لوحة بيضاء جميلة كان البحر يغسل أقدامها ويداعب بياض أرجلها ولم يتسنى لجيلنا العشريني رؤية ذلك المنظر البهيج إلا على غلاف كتاب الدكتور عبدالله الجعيدي المسمى "أوراق مكلاوية" ليتساءل العقل والقلب حينها عن حجم الطمس والعبث والاجتثاث الذي تعرضت وتتعرض له مدينة "المكلا" كنموذج مصغر لما تتعرض له حضرموت وأثارها وشواهدها التاريخية الكثيرة.

أثار قرار اجتثاث مدرسة "جيل الثورة" سابقاً "سمية" حالياً موجة من ردود الفعل الرافضة لتمرير مثل هذه القرارات وتنفيذها لما يشكله من طمس وشطب وإخفاء قسري لكل مظاهر العراقة والتاريخ وشواهد وملامح الحقب المختلفة التي كانت هاهنا ومرت من هناك وبقيت شاهداً صامتاً يستنطق الشفاه حين تمتد إليها العيون وتقع على شموخها وجمالها وصلابتها ودقتها غير أننا لم نشاهد أي تحرك شعبي في هذا السياق سوى كتابات ومناشدات فردية هنا وهناك على النقيض مما حدث في مدينة تريم من التجهيز والإعداد المستمر لحملة أطلق عليها "أرفعوا أيديكم عن آثارنا" عبر مواقع التواصل الاجتماعي عندما تم تحويل قصر الرناد التاريخي إلى مجمعاً للدوائر الحكومية!.

هناك مبررات كثيرة يسوقها ورثة ومُلاك الكثير من البيوت الأثرية والتاريخية في المكلا وحضرموت عموماً لعل من أبرزها الأوضاع الصعبة التي يعانون منها والضائقة المالية التي يمرون بها في ظل عدم وجود اهتمام حكومي أو أهلي حقيقي يفرد مساحة واسعة جداً للاهتمام وشراء ورعاية ماتبقى من آثارنا ومعالمنا الصامدة ويحفظها من العبث والاندثار والاجتثاث ويدخل على الأقل المكلا القديمة في دائرة المواقع الأثرية التي لايجوز المساس بها ولاطمس وتغير طابعها المعماري القديم ويوفر الدعم الكافي واللازم لضمان تنفيذ ذلك.



الجمعة، أبريل 12، 2013

بو حضرم ستايل



بقلم: مطيع بامزاحم

كنت أنزعج كثيراً عندما يناديني أستاذي الأردني وأنا على مقعد القاعة في كلية الإعلام بجامعة اليرموك قائلاً لي عندما أرفع يدي طالباً السماح بالتحدث أو بالإجابة على سؤال أو مداخلة, تفضل يا "أبويمن" فكنت في كل مرة أذهب إليه بعد انتهاء المحاضرة لأخبره بأني "أبو حضرم" ولست "أبو يمن" وأسترسل في السرد ليصل بي الاسترسال إلى شرح الفوارق بين "أبو يمن" و" بو حضرم" ويجرني هذا السرد للحديث عن جمهورية الجنوب وجمهورية الشمال وأهم مايميزهما وعن خصوصية حضرموت ومدنيّة عدن ونجاحات وتجارة ودعوة "بو حضرم" وعن اتفاقية الوحدة وحرب 94م واختلاف الأكلات والملبوسات وحتى اللكنات واللهجات والمذاهب والعادات والتقاليد والطقس والمناخ والتضاريس وغيرها من الفوارق الكثيرة والجمة.

لايعني حديثي بهذه الطريقة أو انزعاجي من مناداة أستاذي لي بهذا اللقب بأني أتعالى أو أتكبر أو أني أرى أننا جنس متفوق على غيره فنحن بشر مما خلق الله لنا إيجابياتنا وسلبياتنا ولكن الذي حصل ويحصل في كل مرة وفي مثل هذه الحالات وغيرها هو ردة فعل مباشرة وفورية رافضة وبكل قوة لفرض سياسة الذوبان والطمس لهويتي الحضرمية كحضرمي ينتمي إلى هذه الأرض الطيبة والتي أصبحت ماركة عالمية في الشرق والغرب وكذلك الهوية الجنوبية ككيان سياسي ودولة مستقلة قدمت نموذج في إقامة الدولة وبناء مؤسساتها المختلفة وعاشت حضرموت في ظلها وساهمت مع بقية محافظات الجنوب في كل مراحل البناء والإخفاق, تلك الهوية والتي تميزت في الكثير من جوانبها وحولت بعد الدخول في مشروع إعلان اتفاقية الوحدة عام 1990م إلى شي من الماضي التليد في كل مجالات التعامل كأننا فرع ألحق بأصل كما قال قائلهم ويبدوا أن على ذلك الفرع أن يلغى كل مايمت لثقافته وتاريخه بصلة ويلتحق رغماً عنه بثقافة "الدحبشة" في أدنى مستوياتها وأرذل نماذجها وظهرت ملامح ذلك الذوبان القهري والإلحاق القسري بشكل جلي في تعامل حكومات وعقليات أمراء حرب 1994م وإلغائها لكل مايمت للجنوب بصلة من العملة إلى الجيش وصولاً إلى دبة الغاز الشمالية ومصادرة الدبة الجنوبية واستبدالها بتلك القادمة من باب اليمن!! وبرزت كذلك تلك الملامح في تعامل الدول الخليجية التي كان يعامل فيها الحضرمي والجنوبي مثلاً معاملة مختلفة لأسباب كثيرة يعرفها أكثرنا وأصبح بعد الوحدة يعامل معاملة قاسية جداً في كل مركز أمني وعند أي دورية شرطة أو شرفة منفذ ومطار فلا فرق في الغالب بين هذا وذاك فكلهم "أبو يمن" وكلهم على شاكلة واحدة, وأكثر من شعر ويشعر بهذه الحقيقة المرة جداً هو المغترب الحضرمي والجنوبي وبالذات أولئك اللذين عاشوا في دول الاغتراب قبل العام 1990م.

كل هذه التوطئة كانت فقط مدخلاً هاماً للبوح بشي لطالما كان يضيق به صدري وأردت بشدة أن يعمم وأن لانعرف إلا من خلاله نحن كحضارم على الأقل بأن لايطلق علينا في دول الاغتراب سوى لقب "بو حضرم", وعندما أعلن ثلة من أصدقائي المبدعين والمتميزين في أكثر من فن ومجال رغبتهم في إصدار نسخة حضرمية خالصة عن الأغنية الكورية الشهيرة "جانجام ستايل" أسوة بغيرهم من الشباب اللذين أصدروا نسخاً تعبر عن شعوبهم وعن ثقافاتهم في المنطقة العربية والغربية بأسلوب كوميدي وساخر, واختاروا لهذا العمل أسم "بو حضرم ستايل" تأكيداً منهم على أهمية تعميم هذا اللقب وعن تميزنا به دون غيرنا.

لا ننكر أن فيديو "بو حضرم ستايل"  حقق نسبة مشاهدات عالية جداً على موقع اليوتيوب بلغت خلال ثلاثة أيام فقط أكثر من نصف مليون مشاهدة والرقم في ازدياد وأنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي وعلى القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية والوكالات الإخبارية وهذا بحد ذاته يعتبر نجاح باهر في عرف الإعلام الجديد المعتمد على تقنيات الاتصال والإعلام الجديدة, وبغض النظر إن اتفقنا مع محتوى هذا الفيديو أو اختلفنا فإنه لايمكننا إلا أن نعبر عن شكرنا وتقديرنا لهؤلاء الشباب على جهودهم التي بذلت بإمكانياتهم المحدودة وبجهودهم الذاتية ورغبتهم الجامحة في تقديم شي ينتمي إلى هويتهم ويظهر شيئاً من ثقافة بلدهم وأثارها السياحية والتاريخية ويعبر عن بعض ملامح الاحتقان السياسي الذي يعانون منه والقضايا التي يناضلون من أجلها بكل عفوية وبساطة  الشباب الطموح والمتحمس, ومن ينتقد مثلا ذلك المشهد الذي عبر فيه الشباب عن سخطهم على ممارسات أبناء المحافظات الشمالية في الجنوب ورغبتهم في خروجهم منه فالأجدى به أن ينتقد همجية وعنجهية وغطرسة أولئك الجنود في عصابات القمع المركزي والتحرش الجمهوري والمنطقة العسكرية والمليشيات المسلحة التي تساندهم وتطلق الرصاص الخفيف والمتوسط على المنازل وعلى شباب الجنوب وتقتلهم بدم بارد من على وبجانب المدرعات التي ترفع علم دولة الوحدة المغدور بها وتقتحم الأحياء الآمنة والمدن الهادئة ويحرص جنودها على إخفاء وجوههم في الفترات الأخيرة كحرصهم على رفع علم دولة وحدتهم المزيفة دون أن نرى أو نسمع أن فرداً واحداً من أولئك القتلة قد قدم للمحاكمة بتهمة القتل العمد والاعتداء على المواطنين السلميين والآمنين وربما لو أستبدل ذلك الشخص المدني بشخص عسكري لكانت الرسالة أقوى وأبلغ وأعمق.

بالتأكيد شاب هذا الفيديو الكثير من الأخطاء الفنية والتقنية وحتى في طريقة التعبير عن فكرة ما وشابه كذلك نوع من العفوية والبساطة ومحاولة التعبير عن شي من واقع المجتمع وعن الغليان السياسي الذي تعاني منه حضرموت وبقية مدن الجنوب, لكن يكفي هذا الفيديو أنه استطاع خلال أربع دقائق فقط إرسال رسائل سياسية واجتماعية ذكية للغاية وسلط الضوء بشكل مكثف على عدد من المعالم التاريخية والسياحية بحضرموت فهناك مشهد أمام حصن الغويزي ومشهد أمام قصر المعين "القعيطي" ومشهد أمام "الشقين" ومشاهد أمام وبجانب ووسط  "خور المكلا" و"بحر المكلا", ويكفي هذا الفيديو أنه روج للهجة والشيدر والصارون والعمامة والكوفية والشاي ويكفيه كذلك أنه أبرز لنا شباباً لديهم القدرة بشكل بارع على تأليف الأغاني وأداء الرقصات والتمثيل وتصوير المشاهد واختيار الأماكن وبرامج المونتاج ويكفي أنه أنتج لنا عملاً بسيطاً وعميقاً فرض نفسه بقوة وجعلنا عند مشاهدته لانملك إلا أن نبتسم.

الأحد، فبراير 24، 2013

حزب الإصلاح .. عدو المرحلة



بقلم: مطيع بامزاحم


لكل قضية محقة أعداء تتعارض مصالحهم وتتقاطع مع تلك القضية ويرون أن انتصارها سيقضي على مصالحهم, وفي الحالة اليمنية ما إن أٌسقط المؤتمر حتى ظهر شقيقه الإصلاح في تبادل للأدوار يذكرنا  بتحالفهم الذي أسقط مشروع إعلان الوحدة وقضى عليها منذ بدياتها الأولى, ولافرق بين هذا وذاك سوى أن العدو الثاني يحاول استكمال ما انتهى إليه العدو الأول وأنهم على استعداد تام للاختلاف على كل شي إلا على مشروع تدعيم زيف الوحدة وطمس القضية الجنوبية وتفصليها على مقاسات مصالحهم ليستحق هذا العدو القديم الجديد لقب عدو المرحلة وليتفنن في معاداة الحراك الجنوبي وابتكار أساليب جديدة لم يتوصل إليها شقيقه الذي سلمه راية المرحلة الحالية!.

عدو المرحلة الجديد يريد إلصاق تهمة الحراك المسلح بنضالنا السلمي ويروج بكل قوة عبر إعلامه المرئي والإلكتروني لأكذوبة الدعم الإيراني والنفوذ الشيعي كفزاعة يسوقها للمجتمع المحلي والإقليمي حتى تتم تصفية القضية الجنوبية وإفراغها من مضمونها الحقيقي بعد أن عجزت كل الدمى الذي صنعتها آلة حزب الإصلاح الإعلامية كالناخبي وباتيس في تمثيل الجنوب في حوارهم المزعوم.

عدو المرحلة لايرى عدواً في الشمال سوى صالح وأولاده والحوثين وفي الجنوب لايرى عدواً سوى الحراك الجنوبي والرئيس البيض أما علي محسن وصادق الأحمر وإخوانه الفسدة وسلسلة المشايخ والضباط واللصوص فهؤلاء يحرم المساس بهم ويحيطهم على الدوام بهالة من القداسة والحصانة والعصمة وهذا نابع من رغبة أمراء حرب 94م الذين تعارضت مصالحهم في الشمال والجنوب مع مصالح صالح في آخر سنين حكمه ويخافون من تمدد الحوثين وسيطرتهم على مناطق شمال الشمال وزحفهم إلى صنعاء, وترعبهم نجاحات الحراك الجنوبي والالتفاف الشعبي حوله والمليونيات المتلاحقة والرفض المتصاعد لكل مسرحياتهم الهزلية وتحركات الرئيس البيض ومواقفه الصلبة وإعلام عدن لايف الذي عرى وكشف زيف نواياهم وأفعالهم الإجرامية في حق هذا الشعب الصامد.

 عدو المرحلة يحاول بشتى الطرق جرجرت الحركة الوطنية الجنوبية "الحراك الجنوبي" إلى سراديب الحصبة وثكنات الفرقة الأولى مدرع وقانونين وأعراف الهمجية والقبلية استكمالا لمشروع الحقبة الأحمرية الجديدة في نسختها المعدلة بعد أن استطاع الالتفاف على ثورة الشباب وتفصيلها على مقاسات أمراء حرب 94م وتسويقهم على أنهم حماة الثورة وشيوخ الثوار وقادة التغيير!.

عدو المرحلة استطاع بكل جدارة فرض المبادرة الخليجية على شباب الثورة واستطاع تمريرها رغم معارضاتهم وأراد بنفس الطريقة فرض شرعية هادي الذي أسقط الجنوب شرعيته في مهزلة انتخابات 21 فبراير 2012م عندما نظم فعالية تحميها المدرعات والأطقم وقتلة ملثمين توهم العالم بأن عدن والجنوب يحتفل بالذكرى الأولى لتنصيب هادي في سابقة خطيرة تتجاهل الإرادة الشعبية التي أفشلت تلك المهزلة وحجم التضحيات التي قدمت والدماء التي سالت في سبيل إسقاطها.

عدوا المرحلة يغرس في عقول المنخدعين به من الشباب أنه هو الممثل للإسلام وأنه حزب إسلامي وأن هدفه إعلاء كلمة الدين وينمي فيهم هذا الشعور حتى يظنون أنفسهم أنهم أصحاب رسول الله وأن من عداهم هم كفار قريش وأن المعركة معركة حق وباطل معركة كفر وإيمان وأن معارضيهم يقفون في طريق المشروع الإسلامي الوهمي الذي يغطون به ومن خلاله على جرائمهم ونفاقهم وسرقاتهم وجشعهم اللامنتهي وهذا فكر بالغ الخطورة وستكون له نتائج وخيمة على المدى القريب والبعيد إذا لم تتم التوعية وانتشال أولئك الشباب من وحل هذا الفكر الخبيث.

عدو المرحلة لايدري أن أكبر وأعظم مؤشر على أن وهم الوحدة المزعومة قد مات في النفوس والقلوب وشبع موتا هو تضامن كل مدن الجنوب واستجابتها للعصيان المدني الذي جاء رداً على إستشهاد أكثر من خمسة عشر مواطنناً جنوبياً بأيدي قوات القمع المركزي ومليشيات حزبه الإسلاموي الخبيث بينما لم نشاهد أي تعاطف أو تضامن من قبلهم سوى مع حرق أثاث مقر لم يكلفوا أنفسهم عناء التساؤل عن أسباب حرقه ووجدنا منهم تبريرات واهية وتهم جاهزة لاتقيم وزنناً لدماء جنوبية طاهرة أريقت تحت سمعهم وبصرهم وبأوامر مباشرة من أسيادهم.