تنخفض قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، فترتفع الأسعار في طرفة عين بشكل متسارع ودراماتيكي، والعذر جاهز والمبرر تجده على طرف لسان كل مسؤول وتاجر، وتجده كذلك على لسان صاحب البقالة والبسطة الصغيرة، فضلا عن سماسرة تأجير الشقق والمنازل والمحلات التجارية، وموردي المشتقات النفطية وبائعيها، وسائقي سيارات وباصات ومركبات الأجرة، ومالكي الفنادق والاستراحات والمطاعم وغيرهم الكثير والكثير، حينما تستفسر منهم عن سبب هذه الزيادة المفاجأة غالبا والكبيرة دائما.
وحينما يحدث العكس، كما هو الحال في هذه الأيام حيث يشهد الريال اليمني تحسنا ملحوظا، تبقى الأسعار على ماهي عليه ويمتنع كل تاجر وبائع وطالب لله من خفض أسعار بضاعته وتخفيض سعر الخدمات التي يقدمها، وتأكل القطة السنتهم فتنعقد ولاتنبس ببنت شفه، رغم زوال وتلاشي العلة التي رفع من أجلها اسعار سلعته، اسياسة كانت أم كمالية أم أي بضاعة أو خدمة يقدمها.
عبث مروع، وجشع مخزي، وذنب لايغتفر، وجريمة تجويع واستغلال مكتملة الأركان، حينما يتم التلاعب في أقوات الناس وضروريات حياتهم اليومية، دون مراعاة لمعاناتهم المستمرة منذ سنوات خلت، ولاوجود لذرة من احساس بحجم الوجع والحزن الذي يخيم على ملايين الأسر المتعففة من أبناء هذا البلد الذي انهكته الحرب الاقتصادية واخواتها، رغم أن العملة الصعبة تعطي لمستوردي المواد الأساسية من قبل البنك المركزي بالصرف القديم، ويتم اعفاؤهم من الجمارك والضرائب وغيرها، لكن لا انعكاس حقيقي وملموس لتلك التسهيلات الحكومية المقدمة لهم على حياة المواطن المغلوب على أمره.
لن نخوض في التفاصيل الاقتصادية فالمقام لايتسع لها وملفها كبير ومتشعب وعميق ولها أهلها من ذوي الاختصاص، فقط نريد من خلال هذا المقال مخاطبة الضمائر الميتة والحية ولفت نظر الغارقين في اللامبالاة إلى الخوف من الله والرفق بأبناء جلدتهم، وعلى الحكومة الجديدة وقيادة التحالف والمسؤولين في كافة المستويات العمل بجدية من أجل تثبيت سعر الصرف وضبط السوق المالي وتخليصه من أمراء المتاجرة بالعملة والمضاربين بها، فهو التحدي الأكبر خلال هذه المرحلة ومن خلاله سيتنفس ثلاثة أرباع هذا الشعب الصعداء.
بقي أن نقول، متى سنرى الشفقة على الناس البسيطة وهي تعلوا وجوه تجارنا، ومتى سنشعر بآثار الرقابة الحقيقة على الأسعار من قبل السلطات المسؤولة في محافظتنا وبقية المحافظات ومكاتب وغرف الصناعة والتجارة والأجهزة الأمنية وغيرها، ومتى سنلمس اجبارا جادا وردعا كافيا لكل متاجر جشع لايفكر سوى في مكسب مالي مضاعف حتى لو زالت أسباب الإرتفاع.
#مطيع_بامزاحم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق