أتذكر أياماً خلت كلما مر بخاطري طيف من عرفت لاسيما من كانوا أساتذة لنا أو زملاء أو أصدقاء وبالذات في المرحلة الثانوية والأساسية من الدراسة وها نحن الآن على أعتاب الإنتهاء من المرحلة الجامعية وقد أخذتنا الدنيا ذات اليمين وذات الشمال ولم تبقَ معنا إلا الذكريات التى لاتزال منطبعة في الذاكرة بحلوها ومرها.
وعلى مقاعد الدراسة تلك وبين جدان الصفوف وحيطان ثانويتنا العتيقة ثانوية ابن سيناء النموذجية كانت لنا ذكريات جميلة كنت أتذكر جيداً حجم اللطف الذي يغمرنا به أساتذتنا تارة وحجم الشدة التي يعاملوننا بها في تارة أخرى وكنت أذكر جيداً أستاذي القدير منير أحمد باتيس مدير الثانوية في تلك الفترة عندما كان يصول ويجول ويصرخ ويبتسم ويبكي ويضحك ويفاخر ويعتز عندما تحقق الثانوية تميزاً أو يحقق أحد طلابها تفوقاً كنا نرى نهراً متدفقاً أمامناً من الحب والجهد والعطاء والعمل وشعلة من النشاط والحركة لانتطفي ولايهدى لها بال حتى تنال ماتريد وترقى إلى المرتقى الذي تعشق مؤمنا وموقنا في قرارة نفسه بأن العزيمة القوية تجعل للأرجل أجنة.
أثمرت تلك العزيمة القوية والجهود الجبارة تميزاً لمسه كل تعرف عليه عن قرب فالنجاحات التى حققتها ثانوية إبن سيناء في عهده كانت عظيمة وبسببها وسبب الكاريزما القيادية التي يتميز بها تم إختياره كأول مدير لثانوية المتفوقين الحديثة النشئ آن ذاك عند أعلن عن إفتتاحها في 2007 م أما إذا أردنا الحديث عن ثمار هذه الثانوية وفي عمرها القصير فإن الحديث سيطول بنا يكفي أن طلابها أحتلوا المركز الأول على مستوى العشرة الأوائل للجمهورية لمرتين متتاليتين وزاحم عدد من طلابها على المراكز العشرة للآوائل على مستوى المحافظة والجمهورية وأبتعثوا بحمد لله إلى عدد من الدول وهم الآن يوصلون نجاحاتهم بجدارة وإقتدار.
ذلك التميز الذي حققته هذه الثانوية الناشئة ليس وليد الصدفة ولكن مثلما قالوا في المقولة الشهيرة (خلف كل رجل عظيم إمراءة) فإننا نقول في مثل موضوعنا هذا خلف كل مؤسسة تربوية وتعليمية عظيمة رجل عظيم هو من يقودها مع كادرها التدريسي إلى شواطئ النجاح ويشق بها غباب التحديات لتثمر في نهاية المطاف جيلاً من الطراز الأولِ يحمل أمانة الأمة ويسعى لرقيها واضعاً نصب عينيه قول أحدهم عندما قال (إذا أردت أن تخطط لشهر فأزرع بذرة وإن أردت أن تخطط لسنة فاغرس شجرة وإن أردت أن تخطط لمائة سنة فعلم الناس).
أتذكر كل شي جميل وكل شي بهي وأتوقف للحظات طويلة عندما يصل إلى مسمعي أن أحدهم قد تعرض لوعكة صحية ولم يعنه أحد ولم يرفع السماعة عالأقل ليطمن عليه وليس هذا (الأحد) نكره من الناس مع أن الله كرم بني آدام بشكل عام ولكنه كرم أيضاً حملة العلم والنور وزادهم تكريماً فوق تكريمهم ولاخير كما قال أحدهم في أمة لاترفع من قدر عظمائها ولاتعينهم وقت أزماتهم وقد بلغني قبل أيام أن أستاذنا القدير منير باتيس قد تعرض لوعكة صحية مفاجئة تمثلت بحصوه أدت الى إنسداد حالب الكلى اليمنى مما أدى الى حدوث تضخم بالكلى اليمني وعلاج مثل هذه الحالة اما يكون بالتفتيت باليزر أو القسطرة (التوسيع) واعتقد أن الأول غير متوفر باليمن والثاني غير مضون الجانب في اليمن أيضاً ولايوجد إلا بالعاصمة والأحداث الحالية لاتساعد على السفر إليها وليس هناك من حل إلا المغادرة إلى أحد الدولة المتقدمة طبياً من أجل علاج هذه الحالة ونحن كطلاب أوفياء لهذا الرجل الذي بدل الغالي والنفيس من أجلنا ومن أجل النهضة التعليمية في حضرموت نرفع ببرقية سريعة وعاجلة لكل محب للعلم والتعليم وأهله ونرجوهم أن يمدوا يد العون لهذه الهامة التربوية الشابة ويساندوا أستاذنا في تكاليف العلاج بابتعاثه الى احد المستشفيات لعلاجة خصوصا وأننا على أعتاب شهر فضيل كريم ونهمس في آذانهم قائلين لهم أيها الأحبة ذلكم الوفي ينتظر منكم بعض الوفاء (فهل من مجيب .(
تفاعل أكثر مع المقال تجدونه على هذا الرابط http://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=133343226751158&id=1030626544&ref=notif¬if_t=like
تفاعل أكثر مع المقال تجدونه على هذا الرابط http://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=133343226751158&id=1030626544&ref=notif¬if_t=like