بقلم: مطيع بامزاحم
لايوضع هذا العنوان
في خانة شعارات حملات "حضرموت بلا قات أو باصي بلا تدخين أو مدينتي بلا قمامة
أو وطني بلا أميّة" التي ينظمها نشطاء في مجال الصحة أو التعليم أو البيئة أو
غيرها من الجهات المختلفة, "بروم بلا نت" لايأتي ضمن هذا السياق بل يأتي
في السياق المعاكس والمخالف له تماماً!.
كيف يتصور ونحن في
الزمن الذي أصبح فيه الإنترنت مصدراً أساسياً لتلقي العلم والمعرفة والاطلاع
والبحث والاتصال والتواصل, كيف يتصور أن تحرم منه مديرية كاملة خصوصاً إذا علمنا أن
مركزها يبعد عن مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت بحوالي 30 كيلومتراً فقط وتقع
على الخط الدولي الذي يربط بين المكلا وعدن ويوجد بها المركز الرئيسي للسلطة
المحلية ومكاتب الوزارات المختلفة التي تدار من داخل مكاتبها وغرفها المغلقة شؤون
المديرية!.
بروم وجميع بلدات
وقرى مديرياتها لاتعاني فقط من حرمان وانعدام لخدمة الإنترنت بل يمتد الأمر ويتعدى
لفظة حرمان وانعدام ليستعاض عنها بكلمتي إهمال وفساد يمتد تقريباً إلى كل المرافق
الحكومية وعلى رأسها المجلس المحلي ومكتب البلدية وسائر مكاتب الوزارات التي يُعبث
من خلالها وعبرها بكل شي ولا يتقن المسؤولون فيها سوى سياسة الترقيعات والحلول
التخديرية المؤقتة والمنطق التبريري والتعجيزي والمستهتر واللامبالي والنفعي
والسمساري الذي نسمعه عند انفجار بالوعة مجاري في أحد الأحياء أو الشوارع الرئيسة
أو تكدس أكياس من القمامة بجانب البيوت والمساكن أو عند توزيع خانات التوظيف
الخاصة بأبناء المديرية أو عند كل سؤال عن مشروع أٌقرت ميزانيته ولم ينفذ أو بُدأ
به وتعثر أو لايزال في علم الغيب ولم يحركوا ساكناً من أجل البحث عنه والمطالبة به
كحق مشروع لا منة لأحد علينا فيه!.
ربما تكمن الأسباب
الحقيقية خلف إهمال المسؤولين وعدم جديتهم في موضوع ربط المديرية بخدمة الإنترنت إلى
أسباب متعددة من بينها أنهم على يقين تام بأن خدمة الإنترنت إذا دخلت إلى كل بيت
فإنها ستتيح الفرصة لكل مواطن ليقول ما يشاء وقت ما يشاء وليرفع صورة ويكتب خبر
ومقال ومشاركة وتعليق على مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر المواقع الإخبارية
الكثيرة يفضح من خلالها زيف الحلول الترقيعية وحجم الاستهتار واللامبالاة ووجه
الفساد القبيح الذي ينخر في جسد كل شي, وستنفذ حينها الحملات التي ينادي بها بعض
النشطاء من أبناء المديرية في هذه الأيام كالدعوة لتنظيم اعتصامات مستمرة أمام مقر
المجلس المحلي وتنفيذ حملة نظف بيتك وضع قمامتك في كيس وضع الكيس أمام مقر البلدية,
وحملة المطالبة بمبيت قيادات وأعضاء المجلس المحلي والبلدية في أحد الشوارع بجانب
مستنقع مجاري تجاوز عمره السنتين ولا سُلطة لأحد عليه سوى سُلطة السيد "البعوض"!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق