تقرير - مطيع_بامزاحم
أثار قرار نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن ردود فعل كثيرة بين مؤيدة ومعارضة وناقدة وساخرة ومتوجسة, من أعلى هرم سلطة الشرعية والانقلابين وصولاً إلى شخصيات من كافة ألوان الطيف السياسي والثقافي من اليمينين وغيرهم في داخل البلاد وخارجها..
في هذا التقرير سنحاول رصد أبرز ماكتب عن هذا الموضوع, فإليكم الحصيلة..
مؤتمر الأرقام المجنونة
بعد يوم من صدور قرار تعينه محافظاً للبنك المركزي في عدن, اطل منصر القعيطي في مؤتمر صحفي ليتحدث عن خطوة النقل الجديدة وعن ملفات النهب التي قام بها الإنقلابيون خلال الفترة الماضية, ليقول للرأي العام بأن الإنقلابين قضوا على كامل احتياطيات البنك من النقد الأجنبي، والبالغ قيمته 5.2 مليار دولار قبل سيطرة الميليشيات على صنعاء, وأنه لا توجد به حاليا إلا 700 مليار دولار وهي المتبقية من قيمة الوديعة السعودية البالغ قيمتها مليار دولار.
وأضاف القعيطي أيضاً أن السحوبات النقدية للحوثيين من البنك المركزي بلغت 450 مليار ريالاً يمنياً، بما يعادل 1.8 مليار دولار خلال الـ18 شهرا الماضية، وأن الحكومة منعت محاولة الميليشيات من طبع عملة دون غطاء بلغت 400 مليار ريال, مشيراً إلى أن البنك كان يحتفظ بنحو 400 مليار يمني كنقد غير مصدر في صنعاء والحديدة، وأن تلك الأموال غير معروف مصيرها ولا أين ذهبت!.
وأختتم حديث الأرقام المجنونة بصرف المليشيات لـ25 مليار ريالاً لما يسمى باللجنة الثورية، مفصحاً بأن السيطرة على المنظومة المالية أسهمت بشكل مباشر في إطالة أمد الحرب".
المجلس يدين والحوثي يشحت
أدان مايسمى بالمجلس السياسي الأعلى التابع للانقلابين قرار النقل معتبراً أن ذلك التصرف الأرعن يأتي في سياق ضرب الوحدة الوطنية بحسب بيان نشرته صحيفة الثورة الرسمية, بينما طلب زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في خطاب متلفز من الشعب التبرع للبنك المركزي بـ50 أو 100 ريالاً حتى لاينهار!.
إعادة وعودة
الدكتور سعيد الجريري اعتبر نقل البنك إعادة للاحتلال لكن بصورة ناعمة ويوفر فرصة لعودة الانقلابين كشركاء في أي تسوية, وأضاف في منشور له على فيسبوك أرفقه بصورة سيارة طارت إثر حادث مروري واستقرت فوق مترس رملي قرب إحدى نقاط التفتيش في منطقة العيون بحضرموت: "نقل البنك المركزي "اليمني" إلى عدن، بقرار من رئيس جنوبي، ورئيس وزراء جنوبي ووزير مالية جنوبي ومحافظ بنك جنوبي، يعني في ما يعنيه - بعيدا عن تكتيك الحرب القائمة - أن "الشرعية" عندما عجزت عن دخول صنعاء، تواطأت مع "الانقلابين" بدخول عدن التي حررها الشهداء والأبطال، وبذلك يرمي الجنوبيون مرة أخرى حبل النجاة لصنعاء الانقلابية وهي توشك على الإفلاس الاقتصادي والسياسي. والنتيجة أن "الانقلا-عيين" يعيدون الاحتلال ناعما هذه المرة، وسيعود "الانقلابيون" شركاء سياسيين "للشرعيين" في أي تسوية يمنية قادمة"!.
وأضاف الجريري كاتباً "إن لم يقلع الجنوبيون الشرعيون وأشياعهم عن ادعاء قدراتهم الخارقة على حل مشاكل صنعاء، فلن يحلوا مشاكل صنعاء ولا عدن، لكنهم يستطيعون فقط وضع أحجار مختلفة الأحجام في طريقين: طريق صنعاء وبحثها عن ذاتها وحل مشاكلها الخاصة. وطريق عدن وحلمها بالخلاص من كابوس طال أمده".
"أما غير ذلك فهو كما تقفز سيارة - كالتي بالصورة أدناه - في الهواء ثم تستقر معلقة في الهواء أيضا"!
صراع مستمر
"وصل .. والا ... عاده؟؟ الان يأخذ الصراع منحى آخر" هكذا علق البحباح ابو الطيب على قرار نقل البنك, أما الناشطة هدى العطاس فقد قدمت قراءتين لقرار نقل البنك, أولاها تصب في إطار ما اسمته بـ"القيام السلس للدولة الجنوبية" متفائلة بوصول هادي لنتيجة اقتنع معها بضرورة اتخاذ خطوات قوية وشجاعة باتجاه الجنوب للتهيئة للاستقلال أو فك الارتباط أو الانفصال, أما الثانية فكتبت بأن ابعادها ستكون سلبية بل كارثية لو صدقت فيما يخص الجنوب, وتسألت "هل نقل البنك المركزي لعدن وما سيتتبعه من نقل لمئات الكوادر الشمالية وتطبيع المؤسسة الادارية ... الخ"؟, "وهل يعني إن هذه بداية لفرض وترتيب أمر واقع؟ يتمثل في إن عدن تصبح عاصمة دولة الوحدة التليدة "الجمهورية اليمنية"؟.
إنقاذ من الانهيار
رئيس مجلس وزراء الحكومة الشرعية أحمد عبيد بن دغر اعتبر نقل البنك إلى عدن ضرورياً لإنقاذ الاقتصاد الوطني من الانهيار, فيما مسامح الجيلاني قدم نصيحة للحكومة في صفحته على تويتر قال فيها: "هناك نقطة مهمة لإكمال نقل البنك المركزي إلى عدن, وهو إكمال النقل أو عمل شبكة معلوماتية موازية في حال قطع الطرف الآخر هذه الخدمة, لأهميتها".
هدنة اقتصادية ونقل آخر
وفي إطار الحديث عن النقل كتب الدكتور حسين لقور في تويتر "القرار الذي ننتظره أكثر من نقل البنك قرار بإلزام الشركات العاملة في المجال النفط للعودة إلى عدن أو حضرموت أو شبوة قرب مقر عمل شركاتها", بينما كتب المحلل السياسي هاني مسهور عن ما اسماه بالهدنة الاقتصادية التي أعتبر أنها سقطت مع قرار النقل: "سقوط الهدنة الاقتصادية في اليمن بقرار نقل البنك المركزي الي عدن يؤكد مضيء الأطراف اليمنية في خيار الحرب بمحاولة ضرب خطة كيري السياسية".
المال يجمهم
الإعلامي عادل اليافعي يبدوا أنه فاقد للأمل تماماً في تعاون الأطراف الشمالية مع قرار النقل فقد كتب على تويتر: "قرار نقل البنك المركزي إلى عدن سيرفضونه كلهم دون استثناء ولن يحولوا ريال واحد ولن يلتزموا به بل ستبدأ الآن حملة شعواء ضده, المال يجمهم"!, بينما المغرد على باسلطان يرى أن الصحيح استعمال كلمة إعادة البنك إلى عدن وليس نقله, في تعليق له لي صفحته على تويتر على تقرير لقناة العربية حمل عنوان "ماهو مستقبل البنك المركزي اليمني بعد نقل مقره إلى عدن؟"
ساخرون
لقى قرار النقل سخرية من قبل الكثير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فمحمد سعيد الشرعبي ربط مابين عمل رئيس اللجنة الثورية العليا السابق كبائع للقات واستفادتهم من ربالات ربط العملة الورقية المطاطية المستخدمة كذلك في ربط أغصان القات مع بعضها ليكتب " المقوت محمد الحوثي يقتحم البنك المركزي ويسيطر على مخزن الربالات", وكتب ساخراً أيضاً بأن المجلس السياسي للانقلاب أصدر قراراً بنقل ميناء عدن إلى المحويت, رداً على نقل البنك المركزي إلى عدن, أما أوراس الأرياني فعلق ساخراً "البنك المركزي بطل الشمة ورجع يأكل تنبل"!.
وإلى حجم النهب الذي تعرض له البنك من قبل المليشيات الحوثية والصالحية فعلق إسماعيل الشعيبي في فيسبوك ساخراً "الاحتياط الموجود في البنك حاليا خمسة مليار ربل"!
http://www.golden.news/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق