وداعاً .. فارس الأغنية الوطنية وعملاق الفن اليمني
الأصيل
المكلا ـ سبأنت : صلاح مبارك ـ مطيع بامزاحم
المكلا ـ سبأنت : صلاح مبارك ـ مطيع بامزاحم
ترجل فارس الفن اليمني الأصيل الفنان الكبير كرامه مرسال عن صهوة الفن عن عمر ناهز الـ68 تاركا فراغاً كبيرا في الساحة الفنية اليمنية .
ترجل ملك الطرب الاصيل بعد ان عاش طيلة حياته الفنية طائراً مغرداً يشدوا بأعذب الألحان مجسداً القيمة الفنية الأصيلة للأغنية اليمنية ومساهماً أساسياً في نشرها على المستويين الخليجي والعربي ..
وتميز
مرسال بتعامله مع الأغنية والأنشودة من منطلق وطني وبعقلانية كبيره تجسد في حرصه
على اختيار الكلمات ووضع اللحن المناسب لها، ايمانا منه بأنه يؤدي رسالة فنية
خالدة للأجيال الفنية من بعده.
تغنى
للوطن بأروع الأناشيد صب فيها كل أحاسيسه، فكانت تترك أبلغ الأثر في نفوس مستمعيها
لأنها تأتي من فنان مرهف الحس صادق في فنه.
وحينما
يغني للجمال والحب يتحول إلى كتلة من المشاعر والأحاسيس المرهفة تتفاعل معه قلوب
وأحاسيس المحبين لأن في أداءه الفني شجن يلامس أكثر أعصاب المحبين حساسية.
حقاً لقد كان الفنان كرامة مرسال ملك الطرب الأصيل، وبفقدانه خسرت الساحة الفنية اليمنية أحدى عمالقتها الكبار.. لكن عزاؤنا في فقدانه أنه قد خلف لنا وللأجيال اليمنية القادمة نفائس وكنوز فنيه ستظل نبراساً تهدي الأجيال اليمنية المتعاقبة إلى نوعية الطرب الأصيل والأداء الجميل والمؤثر.
وكالة
الأنباء اليمنية (سبأ) حرصت في هذا الاستطلاع على تسليط الأضواء على محطات من حياة
هذا الفنان واستجلاء بعض جوانب إبداعاته الفنية :
نجل الفقيد الأكبر صبري كرامة سعيد مرسال أبان جانبا من شخصية والده ,قائلا :"الحمد لله على كل حال , فقد خسرنا أبا حنونا لنا وللجميع , عرفه الناس بتواضعه ونقاء سريرته واستقامته واتزانه وإخلاصه للفن وأهل الفن.. كما عرف عنه احترامه للصغير وللكبير ,لا يحمل الكبر أو الضغينة والكراهية لأحد بل كان رجلاً اجتماعياً بامتياز يحب الناس أجمعين".
وأضاف
:" لقد تنقل والدي في أرجاء الوطن وفي بلدان مختلفة قدم للأغنية كل ما يملك من جهد وعطاء من خلال مشاركته في أحياء الكثير من المناسبات
ومهرجانات الأغنية على الصعيدين الوطني والعربي وبالذات دول الخليج العربي الذي
تربطه العديد من الصداقات مع الفنانين ومحبي الفن"..مشيرا الى حرص والده خلال
رحلته الفنية على أن يقدم الأجمل وأن يرفع شأن الأغنية الحضرمية على وجه الخصوص ,
فضلا عن إيلائه اهتمام خاص بالاغان الوطنية التي افرد لها مساحة كبيرة في سفره
الفني وقدمها بصورة بديعة.
وأثنى
نجل الفقيد على كل من وقف إلى جانب والده أثناء مرضه الأخير ورحلتيه العلاجية إلى
الخارج وفي المقدمة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية ووزير الثقافة
و الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومحافظ حضرموت ومدير عام مديرية مدينة المكلا
,كما عبر عن تقديره لكل من واساهم في مصابهم الجلل سواء بالحضور أو الإتصال أو
النشر.
فيما وصف
الأديب صالح سعيد باعامر مدير عام مكتب الثقافة بحضرموت الساحل الفنان
مرسال بمدرسة فنيه مستقلة اعتمد على خصوصيته العابقة بروح الماضي والحاضر والمستقل
وانغماسه في اجواء المحضار وتفرده بالغناء الوطني الذي لا يشابهه أحد في أدائه
وفنه.
واشار
الأديب باعامر إلى انه بعد رحيل محمد جمعة خان شهدت الساحة الفنية فراغاً في سنوات
رغم وجود بعض كبار الفنانين أمثال أدريس وبن شامخ إلى أن ظهر كرامة سعيد مرسال في
أوائل عقد الستينيات كمطرب بدأ للذائقة وكأنه يحاكي أستاذه محمد جمعة بالرغم من
وجود الفنان بن شامخ والاثنان كانا في فرقة محمد جمعة ... كورس ... .وإيقاع .
وكانا يقلدا استاذهما لكن مرسال يقلد استاده من أجل تأسيس نفسه فنيا اداء وصوتا
وعزفاً .. لافتا الى انه في أوائل السبعينيات ظهر مرسال بشخصية فنية مختلفة في
أداءه وان كان فيه من اداء محمد جمعة تجسد في أغنيته الرائعة (يشهد الله) التي
كانت بالنسبة لمشروعه الفني فتحا غنائياً.
وأضاف
:"شيئا فشيئا سيطر الفنان مرسال على الساحة الفنية حتى أغاني محمد جمعة صار
يؤديها بطريقته وأسلوبه ".
الكاتب
والصحفي علي عمر الصيعري مستشار محافظ حضرموت للشئون الإعلامية
قال:" برحيل الفنان الشهير / كرامة مرسال ( أبو صبري ) ــ تكون اليمن فقدت
علماً فنياً سامقاً رفرف في سمائها منذ أن أطلق باكورة أعماله الفنية في العام
1969 بمساعدة الفنان الراحل الكبير / حسين أبوبكر المحضار.
وأشار
إلى أن الراحل مرسال بدأ تلمس طريقه نحو الفن في وقت مبكر وساعدته حنجرته الغنائية
على الصعود بثقة في سُلّم الفن الغنائي ناهيك عن البيئة الفنية التي كانت تحيط به
في مدينة المكلا ومجالسته للفنان الكبير الراحل محمد جمعة خان و الشاعر الغنائي الراحل / صالح عبدالرحمن المفلحي والشاعر الكبير الراحل /
حسين البار وغيرهم فضلا عن دور ( الندوة الموسيقية) بالمكلا والتي كانت في أوج
عطاءاتها.
واضاف
الصيعري:" وأشتهر بادئ الأمر بأغنيته الرائعة المسماة " متيّم ".
بعدها عُرف في الأوساط الفنية خارج حضرموت أي في الخليج والجزيرة العربية .. كما
تميز الفنان الراحل بأغنياته الوطنية المعروفة مثل أغنية ( لبيك ياوطني ) وغيرها ،
ويعتبر أول من غنى للوحدة اليمنية في حضرموت وفي المحافل الداخلية والخارجية ومن
كبار الفنانين الذين أثروا المكتبة الموسيقية الغنائية بحضرموت واليمن عامة ".
فيما
يرى المحرر الفني بصحيفة المسيلة عزيز الثعالي ان
الفنان مرسال أعطى الأغنية ولم يستبق شيئا, وسيترك رحيله فراغا كبيرا في الساحة
الفنية سيظل شاغرا إلى حين.
وقال
:"برحيل الفنان القدير كرامة مرسال سقط أحد الغضون الأساسية من شجرة الأغنية
اليمنية , فقد كان صوته الذائع الصيت على الصعيد الوطني والخارجي , وهو فارس في
هذا المجال لا ينافسه ولا ينازعه أي مطرب في حضرموت ".
وتابع:"
عرفته متواضعاً وحريصاً على انتقاء أجمل النصوص الغنائية وفي تقديري أن مكانه يظل
شاغراً إلى حين , وسوف يتذكره طويلاً أهل المغنى في الوطن والاغتراب".
من
جهته ابرز الفنان والموسيقي طارق محمد باحشوان
جانبا آخر من خصوصيته الفنية التي تميز بها الراحل, مبينا أن لدى الفنان مرسال
مخيلة تمتلك مخزوناّ لحنياّ متنوعاّ أفرزت ألحاناّ مميزة تحمل بصماته منها رائعته
اللحنية (أقبل العيد، متيم في الهوى ، هنيئاّ أرض بلقيس).
وقال
:" افتقدنا علماّ من أعلام حضرموت عامة والمكلا خاصة و ترعرنا ذوقياّ على
صوتاّ يخاطب العقل بتوصيل الكلمة إليه من خلال الوضوح في مخارج ألفاظه ، ويخاطب
الأحاسيس بمحاكاتها بألحانه الشجية ، افتقدناه لأنه ليس فنان فحسب بل لأنه الإنسان
والمواقف كثيرة تحكى عنه ".
وأشار
الموسيقي باحشوان إلى أن الراحل لعب دوراّ بارزاّ مع فقيدنا الشاعر حسين المحضار
في تلخيص الواقع وانتقاده بلغة الشعر الرمزية التي تتميز بها الأغنية الحضرمية عن
غيرها ليوصل رسالة الأغنية وهدفها بسهولة ،لافتا إلى أن الساحة الفنية فقدت فارساّ
أستطاع أن يدخل بصوتة إلى القلوب قبل البيوت والمسارح، وسيظل فارسا يجول بأعماله
ومخزونه في ميادين القلوب والأحاسيس والمشاعر والذكريات .
الفنان
عوض بن ساحب أعتبر من جانبه الفقيد من رواد الأغنية الحضرمية
واليمنية بشكل عام, واصفا إياه بأنه فنان مميز وفريد وله طريقة غناء خاصة به ويتقن
الغناء باللهجة المكلاوية وبرع فيها, وفرض نفسه على الساحة المحلية والخليجية بقوة
وصنع له جمهورا واسعا خلال مسيرته الفنية الطويلة التي أبدع خلالها بالغناء إلى
جانب صناعة الألحان والتأليف الموسيقي والمقامات التي مزج فيها بين الأكاديمي
والشعبي.
ويستذكر
الفنان بن ساحب الذكريات التي جمعت بينه وبين الفقيد الراحل فيقول
:" بيننا ذكريات كثيرة منذ ثمانينات القرن الماضي في عدن وكذلك في المكلا وتعاملت معه في كثير من الألحان ولعل من أبرزها أغنية "يشهد الله" التي لحنها إلى جانب عدداً أخر من الأغاني التي لحنها كذلك وغناها له عدد من الفنانين كأغنية "متيم في الهوى" و"بشكي لقاضي الهوى" والتي ستصدر قريباً بصورة جديدة في ألبوم جديد للفنان أصيل أبوبكر وفيه أيضاً أغنية دويتو مع فقيدنا الكبير.
:" بيننا ذكريات كثيرة منذ ثمانينات القرن الماضي في عدن وكذلك في المكلا وتعاملت معه في كثير من الألحان ولعل من أبرزها أغنية "يشهد الله" التي لحنها إلى جانب عدداً أخر من الأغاني التي لحنها كذلك وغناها له عدد من الفنانين كأغنية "متيم في الهوى" و"بشكي لقاضي الهوى" والتي ستصدر قريباً بصورة جديدة في ألبوم جديد للفنان أصيل أبوبكر وفيه أيضاً أغنية دويتو مع فقيدنا الكبير.
الفنان
محمد الناخبي أعتبر وفاة الفنان كرامة مرسال خسارة كبيرة
للأغنية الحضرمية لأن الفقيد كان رافداً من روافدها في الأداء والتلحين والتوجيه
وفي وجود وانتشار الأغنية الحضرمي.
ومضى
الفنان الناخبي قائلا :" فجعنا صباح أمس بنبأ وفاة الفنان الكبير كرامة وهذا
حال الدنيا, وهو مدرسة فنية سقينا منها واستفدنا كثيراً مما قدمه خلال مسيرته
التاريخية الحافلة بالأعمال الفنية الكبيرة والغزيرة".
وأردف
الفنان الناخبي :" لا يختلف اثنان حول شخصية الفنان مرسال كفنان أو ملحن
فصوته شجي وعذب وألحانه جمعيها جميلة وخالدة وفيها نوع من الحرفنة الموسيقية التي
يفهمها كل فنان ففيها روح وفيها موسيقي جميلة في النقلات وفي المقامات وهو مدرسة
وهرم عملاق من أهرام الأغنية الحضرمية واليمنية".
بدوره عبر رئيس جمعية الفنانين بساحل حضرموت محمد أنور عبدالعزير عن حزنه الشديد على فقد الفنان كرامة مرسال الذي وصفه بأنه ليس فنان عادي وإنما أصبح أباً روحياً للفنانين خصوصاً بعد وفاة شيخ الفنانين سعيد عبدالمعين.
بدوره عبر رئيس جمعية الفنانين بساحل حضرموت محمد أنور عبدالعزير عن حزنه الشديد على فقد الفنان كرامة مرسال الذي وصفه بأنه ليس فنان عادي وإنما أصبح أباً روحياً للفنانين خصوصاً بعد وفاة شيخ الفنانين سعيد عبدالمعين.
واستطرد
قائلا :" فقدنا قامة فنية كبيرة خدمت التراث والثقافة والفنية لمدة تزيد على
الخمسين عاماً عندما بدأ يغني رسميا في العام 1963م وكان قبلها يغني بثلاث أعوام,
وهو من مؤسسي جمعية الفنانين بساحل حضرموت وكان له دوراً كبيراً فيها وكان دائم
السؤال عن مشاريع الجمعية ويحثنا على الاهتمام بالفن وكذلك المرضى من الفنانين".
وخلص
عبدالعزيز إلى القول :" إن حضرموت واليمن فقدت بوفاته المعلم والفنان الملتزم
بفنه وأخلاقه, مذكراً بالنصيحتين اللتين كان يكررهما أمامه عندما يتحدث إلى الجيل
الجديد من الفنانين وهما الحرص على إختيار العمل الجيد والهادف والابتعاد عن
الغرور والكبر".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق