بقلم: مطيع بامزاحم
في الزمن الذي ابتكرت فيه دول العالم التي تحسب لآدمية وكرامة مواطنيها ألف
حساب أجهزة متطورة مكنتها من التنبؤ بالكوارث قبل حدوثها مما جعلها على استعداد
تام للتعامل معها ومع تطوراتها في كل مستوياتها وأسوأ احتمالاتها بما يضمن الخروج
منها بأقل الخسائر في الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة نجد أننا في حضرموت
لانستطيع حتى التخلص من آثار كارثة بسيطة إذا ماقارناها بكوارث مهولة كالتسونامي
أو إعصار كاترينا وحتى ساندي الذي ضرب الولايات المتحدة مؤخراً!.
هناك فرق شاسع عندما نتحدث عن معالجة آثار كارثة وعندما نتحدث عن القدرة
على الحد من آثارها وتخفيف حجم خسائرها بعد انقشاع غيمتها وعودة الطقس إلى وضعه
الطبيعي وصحوه المعهود, فمعالجة آثار كارثة تعد أمراً طبيعياً وشيئاً ضرورياً تحرص
الحكومات المحترمة في الدول المحترمة على سرعة التحرك خلالها وجودة المعالجة
الآنية والجذرية لآثارها وفق جدول مرسوم بإتقان وخلال فترة زمنية لا تتجاوز الحد
المعقول الذي تتطلبه معالجة تلك الآثار!.
نتفهم أن دولتنا وحكوماتنا ومجالسنا المتعاقبة لم تصل بعد إلى مستوى تلك
الدول والحكومات والمجالس "المحترمة" لكي تستطيع التنبؤ بالكوارث قبل
حدوثها وتستطيع القدرة على التعامل معها أثناء حدوثها, وإلى أن تصل إلى ذلك
المستوى سنظل نتفهم ونتفهم ونلتمس لهم العذر, لكن أن تظل آثار كارثة بسيطة عصفت
بحضرموت منذ ما يقارب الخمسة الأعوام بادية للعيان أنى وجهت وجهك في المباني
والمزارع والسهول والأودية وفي أي طريق أسفلتي أو بقايا جسر أرضي مررت عليه
بسيارتك فهذه آثار لا يتفهم المواطن بقاءها واستمراريتها على حالها في طول حضرموت
وعرضها على الرغم من المساعدات والدعم والعون الخارجي الذي انهال على حضرموت وصب
على أرضها صباً وذهبت به رياح العبث إلى جيوب الفاسدين وحسابات الناهبين وحوانيت
سوق عنس!.
قال لي أحدهم متهكما وساخراً بلكنة حضرمية ونحن في وسط جسر أرضي أرغمت
تجاعيده الكثيرة السيارة على الاهتزاز والتمايل ولازال على حاله منذ العام 2008م
بعد أن سألته بلكنة حضرمية أيضاً "متى بايصلحوا الجسر ذا؟!" فرد
"اليماعة بغوا كارتة تانية تضرب حضرموت"!!.