"الطالب الإداري" يوم دراسي كامل أشرف عليه وسير نشاطه
طلاب ثانوية المكلا النموذجية للبنين دون تدخل الإدارة والمدرسين..
الطالب باوزير:
الفكرة تمت مناقشتها مع الإدارة بعد أن اقتبست من بعض التجارب وتم التخطيط لها
جيداً وتنفيذها..
الطالب
بصفر: أردنا كسر الحاجز لدى الطلاب واختبار قدراتهم على ضبط الصف والإبداع في شرح
الدرس..
الأستاذ باتيس: أحببنا
أن تكون الثانوية أحد المدارس التي تبدع في خلق قادة صغار يكونوا قادرين على
استلام زمام الأمور مستقبلاً..
الأستاذ
مسجدي: قمنا بإشعار أولياء الأمور بوظائف أبناؤهم لما له من انعكاسات نفسية
واجتماعية جيدة على الأسرة..
___________________________
شهدت ثانوية المكلا
النموذجية صباح يوم الخميس الماضي إقامة فعالية نوعية تقام لأول مرة في حضرموت
أطلق عليها "الطالب الإداري" أو "الإداري الصغير" حيث أديرت
الثانوية لمدة يوم دراسي كامل من قبل طلابها اللذين شكلوا إدارة مدرسية تكونت من
مدير ووكيل ومسؤولي الأنشطة ورؤساء الشعب والمعلمين وأمناء مكتبة ومختبرات وحراس
ثانوية, وتحولت إدارة الثانوية ومعلميها إلى طلاب يحضرون الحصص ويشاركون في كل
الفعاليات التي أقيمت خارج صفوف الدرس.
وتم اختيار الطلاب الإداريين
من قبل الإدارة كلا حسب الميول والاتجاهات والرغبات وهم من أوائل الطلاب في الشهر
الأول من هذا الفصل, أما الطلاب اللذين أدوا الحصص الدراسية فقد تم اختيارهم من قبل
المعلمين اللذين اختاروا الطلاب الأكثر تميزاً في موادهم.
وأقيمت خلال اليوم
الدراسي وفي إطار هذا البرنامج محاضرات ومسابقات وتنظيف كامل للمدرسة وأنشطة أخرى
في المختبرات والمكتبة من قبل الطلاب أنفسهم وشهدت الثانوية زيارات لعدد من
الشخصيات الاجتماعية والتربوية وكذلك بعض المدارس والثانويات للتعرف عن كثب على
تجربة "الإداري الصغير"..
صحيفة 30 نوفمبر
كانت هناك ورصدت هذه التجربة والفعاليات التي أقيمت وانطباعات المعلمين والطلاب
عنها..
كتب:
مطيع بامزاحم..
____________________________
طاقم
إداري حاسم ونشط
فور وصولنا إلى
ثانوية المكلا النموذجية استقبلنا ثلة من الطلاب, يرحبون بك ويعطونك لمحة مختصرة
عن الوضع الجديد في هذا اليوم الإسثنائي ويرفضون أن تقابل أحداً من أعضاء إدارة
الثانوية إلا بعد أن تقابل الإدارة الجديدة..
اُخذنا بعد ذلك إلى
مدير الثانوية الجديد الطالب أحمد عمر باوزير من طلاب الصف الثالث ثانوي علمي الذي
قدم شرحاً عن الفكرة والمراحل التحضيرية التي مرت بها قائلا: فكرة "الإداري
الصغير" تمت مناقشتها مع الإدارة من قبل الطلاب بعد أن اقتبست من تجارب إحدى
المدارس وتم التخطيط لها جيداً ونفذت بالشكل المطلوب والتجاوب كان جميلا والطلاب
كانوا متفاعلين وشديدي الحرص على الظهور بحلة الإداري فعلا.
وعن توزيع الأدوار
ووضع البرنامج اليومي قال باوزير: تم وضع جدول لهذا اليوم من قبل الطلاب أنفسهم
ومن قبل الإدارة المكلفة بإدارة هذا اليوم وتم التنسيق والإعداد لبرنامج الحصص
والأنشطة والفعاليات الأخرى وهناك محاضرات ستلقى وبرامج ستنفذ لهذا اليوم فقط, والطاقم
كله من الإدارة إلى الحارس والمشرفين مكون من الطلاب, وثانوية المكلا دائما ماتكون
سباقة والكثير من طلابها ينتمون إلى منظمات طوعية عالمية ومحلية ومشاركين في
مؤسسات وهناك نزولات تقام للطلاب ودورات تعطى لهم بين حين وآخر.
توجهنا بعد ذلك
للقاء وكيل الثانوية الجديد الطالب إبراهيم عمر باسلمة من طلاب الصف الثاني ثانوي
الذي حدثنا عن وظيفة الوكيل واصفاً إياها بأنها صعبة جداً ومتعبة كذلك, وأكد على
أن وجوده في هذه الوظيفة ليوم واحد جعله يشعر بما يعانية وكيل ثانويته الأستاذ
ناصر ابن الشيخ ابوبكر.
مضيفاً: منحتني هذه
التجربة خبرة في التعامل وتنظيم الأمور, والطلاب كان تفاعلهم ممتاز وهذه الأنشطة
تساعد الطالب على اكتساب خبرة في الحياة وكذلك في القيادة ويشعر الطالب بشعور
المدرس والعمل الذي يقوم به.
عرجنا بعد الالتقاء
بالوكيل على الطاقم الإداري للثانوية والتقينا بمسوؤل الأنشطة والأعداد للبرامج والحصص
الدراسية الطالب إبراهيم علي بصفر من طلاب الصف الثالث ثانوي علمي الذي أوضح بأن
الهدف من هذه التجربة هو كسر الحاجز لدى الطلاب اللذين قاموا بدور الإدارة
والمعلمين واختبار قدراتهم في عملية ضبط الصف وكذلك الإبداع في شرح الدرس والتعود
على الجرأة وتحمل المسؤولية, وأنا بالأمس لم أنم وكنت أفكر في كل التوقعات التي
ستحدث وأحاول إيجاد الحلول المناسبة لها.
ووصف بصفر التجربة
بأنها جميلة وممتعة وفريدة وتفاعل الطلاب معها وشجعوا فكرتها بشكل جيد واحترام
متبادل.
كادر
تدريسي من الطلاب
بعد الالتقاء
بالإدارة توجهنا لعدد من الصفوف والقاعات للاستماع إلى الطلاب الذين قاموا بوظيفة
المعلمين وحملوا على عواتقهم مهمة تقديم حصص في كل المواد الدراسية.
الطالب حسين خالد
الضبي من طلاب مستوى ثاني ثانوي درّس مادة الرياضيات وصف التجربة بأنها جيدة وشعر
بأن المدرس يبدل جهد كبير جداً في التحضير للمادة.
بينما قال الطالب
فوزي البكري من طلاب الصف ثالث ثانوي ورئيس شعبة الإنجليزي ومدرسا للغة الانجليزية
في يوم "الإداري الصغير": عمل المدرس مرهق لكنه يحمل أهداف سامية ونبيلة
وبالأمس استغرق مني تحضير المادة مايقارب خمس ساعات ووجدت صعوبة في اختيار المادة
التي سأقدمها وكذلك الأسئلة التي سأضعها وكيفية الاسترسال فيها وتبسيطها ووصلت إلى
قناعة بأن التدريس مسؤولية كبيرة ويحتم عليك أن تكون قدوة وأن تكون مسؤول.
بينما يضيف الطالب
صالح خالد الصيعري من طلاب الصف الثالث ثانوي ودرّس مادة الغة العربية: التجربة
أضافت لي الإحساس بمايعانيه المدرس وكنت متوقع بأن المدرس لايبذل جهد كبيراً,
وتقيمي للفعالية بأنها كانت رائعة وأتمنى أن تعمم في جميع المدارس والثانويات.
واختتمنا لقاءاتنا
بالإدارة الجديدة بالحديث مع الطالب سعيد عمر بن فريجان من طلاب الصف الثالث ثانوي
علمي وكان مسؤولاً عن المكتبة وساعد في تنسيق النظام وإعطاء محاضرة لطلاب الصف
الأول ثانوي الذي وصف الفكرة بأنها جميلة وهدفها تحفيز الشعور بالمسؤولية لدى
الطلاب الذين كانوا متفاعلين ومنتظمين ومستمعين لكلام الإدارة الجديدة وكأنهم
الإدارة الحقيقية والمدرسين الحقيقيين.
تفاعل مع
التجربة وارتياح عام
أخذنا بعد ذلك أراء
عدد من الطلاب فحدثنا الطالب محمد عبدالله باصالح من طلاب المستوى ثالث ثانوي الذي
وصف تفاعله مع زميله الطالب الذي شرح الدرس بأنه تفاعل معه كأنه مدرّس المادة
الأساسي وكان هناك احترام متبادل.
وعن الفكرة قال
باصالح: الفكرة جيدة تبرز معاناة المعلم وتحضيره للدروس وتعامله مع الطلبة وتكسبنا
الخبرة وطرق التعامل مع الآخرين.
أما الطالب محسن
احمد باوزير من طلاب المستوى ثالث ثانوي فقد وصف المبادرة بأنها طيبة وتأتي في
سياق الحرص على تفعيل الأنشطة اللاصفية وتعطي الطلبة مساحة واسعة من أجل التعرف
على المهام الكبيرة التي تقوم بها الإدارة وكذلك المعلمين.
تشجيع من
قبل إدارة الثانوية
بعد أن أكملنا
جولتنا وتعرفنا على نشاط ووجهات نظر الإدارة الجديدة سمح لنا بالحديث إلى إدارة
الثانوية فتحدثنا مع الأستاذ منير أحمد باتيس مدير الثانوية الذي قال: فكرة اليوم
ليست جديدة على أحد وهي تأتي ضمن الأفكار والأنشطة النوعية التي كان للنموذجية قصب
السبق فيها كتجربة الامتحانات التجريبية واليوم المفتوح وغيرها ومن خلال فكرة "الإداري
الصغير" أحببنا أن تكون ثانوية المكلا النموذجية أحد المدارس التي تبدع في
خلق قادة صغار حتى يكونوا قادرين على استلام زمام الأمور مستقبلاً في كل المجالات
الحيوية..
وسرد الأستاذ باتيس
الأسباب الخفية التي جعلت إدارة الثانوية تقيم هذه النشاط بقوله: المعلم ومهنته من
أنبل المهن ولما طرأ على هذه المهنة من بعض السلوكيات وعدم ميول الطلاب لامتهان
هذه المهنة وعزوفهم عن أن يكونوا معلمين وترغيبا منا بأن يكون المعلم هو نبراس وشعلة
وأن الطالب باستطاعته أن يكون قائداً في كل المجالات وضعنا فكرة الإداري الصغير وحرصنا
على أن يسير اليوم الدراسي بكامله من قبل الطلاب أنفسهم حتى يروا معاناة المعلمين
والإدارة في إدارة الوقت وتسير البرنامج اليومي وفي مجال الأنشطة العامة, وكذلك
لكي نأخذ من الطلاب أنفسهم الأفكار التي يمكن أن تكون موجودة في اليوم الدراسي.
وكذلك لكي نري
للطلاب أن المعلم ليس بالرجل البسيط فهو يبدل جهداً في التحضير للدرس ويبدل جهداً
في توصيله والمدير والإداري كلاهما يعملان من أجل أن يرتقي الطالب بنفسه ومجتمعه..
وعن الثانوية وثمار
الست السنوات المنصرمة قال الأستاذ باتيس: كانت ثانويتنا نموذجية منذ تأسيسها في
2007م بقرار وزير التربية والتعليم من خلال استقطاب نخبة الطلاب اللذين يحصلون على
نسبة 90% في التعليم الأساسي ثم يتم فرزهم عن عبر امتحان قبول ومفاضلة ويتم قبولهم
بنسبة 85% ومنذ ست سنوات تم تخريج مايقارب الـ350 طالباً وهم منتشرون على بقاع
المعمورة في كندا وماليزيا ومصر والأردن والسعودية وألمانيا وروسيا وغيرها
وسيعودون إلى هذه الوطن ولحضرموت ليكونوا بناه وحماه لإقليمها المستقبلي بإذن
الله.
بعد ذلك تحدثنا مع الأستاذ
حسن صالح مسجدي مسؤول الأنشطة بثانوية المكلا النموذجية ومشرف الطلاب الذي قال:
هذه الفكرة مميزة لأنها تجعل الطالب يشعر بما يعانيه المعلمين والإدارة في إدارة
الثانوية كونهم يتقمصون نفس الأدوار ويقومون بنفس الجهود.
وعن فوائد مثل هذه
الأنشطة على الطلاب قال الأستاذ مسجدي: سيكتسب الطلاب من خلال هذه البرنامج الثقة
بالنفس وقد قمنا بإشعار أولياء الأمور بوظائف أبناؤهم في هذا اليوم لما له من
انعكاسات نفسية واجتماعية جيدة على الأسرة, وأنا حضرت حصة للرياضيات واللغة
العربية والإنجليزية وكان مستوى الطلاب المعلمين رائع وأدوا حصصهم على أكمل وجه
ونرجوا أن تعمم هذه الفكرة على جميع المدارس والثانويات.
ووصف الأستاذ
عبداللطيف بامقرم موجه الخدمة الاجتماعية المدرسية ورئيس المكتب الفني للخدمة
الاجتماعية المدرسية بمكتب وزارة التربية والتعليم بساحل حضرموت تجربة الإداري
الصغير بأنها تجربة فريدة تقوم بها الثانوية النموذجية وينفذها طلابها الشباب اللذين
يمثلون العمود الفقري للمجتمع, وتقمص هذه الشخصيات ستخلق فيهم خصال حميدة تكون لهم
دافع في المستقل في اتجاه نهضة مجتمعهم.