كتب: مطيع بامزاحم..
لم يكن عبدالرحمن
الجابري الفنان التشكيلي، (22 عاما)، الذي يعيش في منطقة ساه الريفية بمحافظة حضرموت
- جنوب اليمن - دارساً لفنون الرسم أو من أسرة لها باع طويل في هذا المجال. على العكس،
ينحدر الجابري من أسرة بسيطة تحطم منزلها أثناء كارثة أمطار وسيول 2008، التي ضربت
حضرموت لتبقيهم بلا مأوى لفترة طويلة.
موهبة وشغف..
منذ طفولته، يرسم
عبدالرحمن كل ما يراه بكل الوسائل المتاحة أمامه سواء على الأرض أو الجدران أو الأحجار
أو الأوراق بكل شغف، لدرجة أنه كان يبحث، بعد انتهاء العام الدراسي، عنما تبقى من أوراق
بيضاء في دفاتر الدراسة ليملأها برسومات من وحي الخيال والواقع الذي يعيش فيه، قبل
أن ينقطع عن الدراسة لمدة خمس سنوات، بسبب ظروف صحية أجبرته حينها على ذلك.
الماوس وبرنامج
الرسام..
تطورت مسيرة عبدالرحمن
في الرسم عندما اشترى له شقيقه الأكبر جهاز كومبيوتر منزلي، وأخبره بأنه يحتوي على
برنامج للرسم، وأن بإمكانه ممارسة هوايته من خلاله، لتبدأ حينها مرحلة جديدة ونقلة
نوعية فتحت أمامه آفاق واسعة في التعامل مع تقنيات جديدة استطاع من خلالها رسم لوحات
لم يصدق كل من شاهدها أنها تمت بواسطة برنامج الرسام، وبلمسات أصابعه الصغيرة على ماوس
الكمبيوتر.
ريشة وألوان..
شهد الأسبوع الماضي
افتتاح المعرض الثالث لعبدالرحمن في صالة المكلا مول بمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت
جنوب اليمن. كان عنوان المعرض "ألوان حضرمية بريشة فنان"، واحتوى على 25
لوحة مائية وزيتية لمعالم ووجوه وعادات ومناظر طبيعية تفننت ريشته في تصويرها وإبرازها
بصورة جعلت زوار المعرض يفاوضونه على شرائها، غير أنه رفض بيعها رغبة منه في عرضها
في معارض محلية ودولية، إذا أتيحت له فرصة المشاركة فيها. ولم يعرض الجابري في المعرض
أيا من أعماله التي رسمها ببرنامج الرسام، أو لرسوماته الكاريكاتيرية، أو تلك المرسومة
بطريقة ال3D، رغبة منه في تعريف متابعيه بالنقلة الجديدة
في مسيرته وتطور أسلوبه.
تأثر وخيال..
يبدي عبدالرحمن
إعجابه الشديد وتأثره بلوحات الرسام التشكيلي الإيراني أيمن المالكي، ويصفها بأنها
مبهرة وملهمة، ويقول إنه حين يشاهدها تزاد رغبته في الرسم. وفي معرضه الأخير يحاكي
الجابري، في بعض لوحاته، أسلوب المالكي وطريقته في توزيع الألوان المائية والزيتية،
إلى جانب محاولاته في رسم الكاريكاتير التي يحاول من خلالها التعبير عن هموم المواطن
اليمني، وما يجري على الساحة اليمنية ومشاكل الحياة اليومية. ونشر عبدالرحمن معظم تلك
الرسومات، بالإضافة إلى تلك المرسومة عبر برنامج الرسام على مدونته على الإنترنت http://painter99.blogspot.com/
وكذلك على صفحته على الفيس بوك ليتسنى لمتابعيه مشاهدة نتاجه بأسهل الطرق، ولم ينشر
لوحات معرضه الأخير على المدونة حتى اللحظة.
طموح..
على الرغم من سنة
الصغير، وعدم تعلمه فنون الرسم في مدرسة متخصصة أو على يد رسام متخصص، فإن عبدالرحمن
لديه من الموهبة والشغف بالرسم وفنونه ما لا يمكن وصفه. ولا يخطئ متابعو فنه التطور
المستمر في أسلوبه والدقة المتناهية التي تتميز بها رسوماته. ويطمح عبدالرحمن في أن
ينال قسطاً وافياً من التعليم في فنون وأساليب وطرق الرسم، حتى تتسع معارفه وتتفتح
مداركه وتتطور موهبته رغبة في تحقيق طموحه بالوصول إلى العالمية والمشاركة والمنافسة
في المعارض الدولية.
http://hunasotak.com/article/5606
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق