الأحد، أبريل 06، 2014

حضرموت .. ضحايا الاحتجاجات والاغتيالات يعودون إلى الحياة



كتب: مطيع بامزاحم..

لم يكن غريبا على مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت - جنوب اليمن، تسمية أحد أحيائها أو شوارعها أو ساحاتها بأسماء ضحايا سقطوا في مرحلة صراع ما. فقط يكفيك أن تعرف أن واحداً من أقدم أحيائها العتيقة سمي باسم الشاب الشهيد خالد بن هامل الذي سقط أثناء مسيرة طلابية قبل أكثر من نصف قرن.

ضحايا..

منذ عام 2007، ومع انطلاق ما عُرف بالحراك الجنوبي السلمي، المطالب بفك الارتباط عن دولة الوحدة، الذي بدأ في 1990، بين شمال اليمن وجنوبه، كان لمحافظة حضرموت نصيب أوفر من الضحايا، وخصوصاً الشباب اللذين سقطوا برصاص قوات الجيش والأمن في الاحتجاجات السلمية المستمرة منذ ذلك الحين، غير أنه لا توجد إحصائيات رسمية تقدر عدد أولئك الضحايا، وبالذات الشباب منهم.

ومع وصول رياح ما سمي بالربيع العربي إلى اليمن، وحدوث انشقاقات كبيرة في الجيش اليمني، انتشرت ظاهرة الاغتيالات، وكان لحضرموت كذلك النصيب الأوفر. ووفقا لإحصائيات غير رسمية وصلت عمليات الاغتيال العامين 2012 و2013 فقط إلى ما يقارب 90 جريمة اغتيال أودت بحياة كوادر أمنية وعسكرية وشخصيات أكاديمية واجتماعية وقبلية ودينية.

ضد مجهول..

تتنوع الطرق والأساليب التي لقي بها ضحايا الاحتجاجات والاغتيالات مصرعهم، فالشاب عمر علي بازنبور استقرت رصاصة في رأسه، بعد أن أطلقت من سلاح أحد بائعي شجرة القات أثناء مظاهرة شعبية مطالبة بإخراج سوق القات من المدينة. والشاب محمد أحمد المشجري أصابته طلقه من سلاح "دوشكا" تابع لقوات الأمن المركزي، واستقرت في رأسه أيضاً، بينما الشاب أحمد سلمان الهجري دهسه طقم عسكري وهو على متن دراجته النارية، برفقه زميلين له، وفارق الحياة.

أما شهداء الاغتيالات من الكوادر فمعظمهم لقي حتفه عن طريق إطلاق الرصاص الحي مع استخدام كاتم الصوت في أغلب الأحيان وسط شوارع المدينة من قبل شخصين ملثمين يستقلان دراجة نارية، كما حدث مع الضابط في جهاز الأمن السياسي العقيد عبدالله سالمين الرباكي، أو عن طريق استخدام عبوات ناسفة، كما هو الحال في الطريقة التي اغتيل بها اللواء الركن عمر سالم بارشيد مدير كلية القيادة والأركان بالأكاديمية العسكرية العليا.

ويبقى اللغز المحيّر في كل هذه الجرائم التي ترتكب على أيدي قوات الأمن والجيش بحق ضحايا الاحتجاجات أو تلك التي ترتكب على أيدي ملثمين ومجهولين بحق ضحايا الاغتيالات بأنها جرائم سجّلت ضد مجهول!

رسمي وغير رسمي..

لم تصدر أية قرارات من السلطات الرسمية في حضرموت بإطلاق اسم أي شارع أو ساحة أو منشاة على أسماء ضحايا الاغتيالات والاحتجاجات، ماعدا الشارع الذي سمي باسم اللواء بارشيد، وكذلك الحي الذي سمي باسم الشاب بازنبور، بعد جهود شعبية وضغط على السلطات المسؤولة.

أما بقية الأسماء التي أطلقت وتم تعليق لافتات تعرّف بها، فتمت بمبادرة من الأهالي والمتضامنين مع الضحايا. ولاتزال ساحات وشوارع وجسور في المدينة تسمى بأسماء ضحايا دون أن تصدر بها السلطات المسؤولة قراراً، كساحة الشاب محمد بارعيدة، وشارع الشاب عبدالله الحامدي، وشارع الطفل رامي بارميل، وجولة الطفل عيسى بافلح، وجسر الشهيدين بارجاش وبن همام.

تذكير ووفاء..

يقول أحمد باجبع أحد النشطاء في الحراك الجنوبي السلمي: "إطلاق أسماء الشهداء على الساحات والشوارع والأحياء هو أقل ما يمكن أن يقدم لهم في هذه المرحلة، خصوصاً أن مرتكبي تلك الجرائم لم يسلموا بعد إلى القضاء ولم تتم محاسبتهم". ويقول أشرف باحمران أحد أصدقاء الشاب عمر بازنبور، وهو من أبناء الحي الذي سمي باسمه: "طالما أن شوارعنا وساحاتنا مسماة بأسمائهم، فهذا يعني أنهم لايزالون يعيشون بيننا، وأنهم سيعمرون أكثر من عمر قاتليهم".

http://hunasotak.com/article/5051

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق