الأحد، أبريل 06، 2014

مركز ساه الخيري لغسيل الكلى .. مشروع طموح بدأ ولم يكتمل بعد

كتب: مطيع بامزاحم

تعاني مديرية ساه كغيرها من مديريات حضرموت من ضعف شديد ونقص حاد في البني التحتية وخصوصاً الصحية منها, إلى جانب ذلك النقص الحاد تعاني كذلك من قلة الكوادر الصحية المؤهلة, غير أن ذلك النقص تسد بعضه المشاريع الخيرية التي يقيمها ويتبانها رجال البر والإحسان وبالذات المغتربين من أهل حضرموت والأمثلة على تلك النماذج كثيرة ومعروفة في طول حضرموت وعرضها سواءا عبر بناء المراكز والمستشفيات أو عبر استقدام البعثات الطبية.

واحد من أولئك المغتربين اللذين شعروا بالمعاناة التي تعانيها مناطقهم هو العم عبود سالم الجابري أماراتي من أصول حضرمية ومعرّف قبيلة الجابري في دولة الأمارات العربية المتحدة وهو من مواليد مديرية ساه في العام 1948م ومتبني فكرة إنشاء مشروع مركز ساه الخيري لغسيل الكلى بمديرية ساه .. المشروع الطموح الذي بدأ العمل به ولم يكتمل بعد..

شعور بالمعاناة

يرجع متبني المشروع العم عبود الجابري بداية فكرة إنشاء مركزاً لغسيل الكلى بمنطقة ساه إلى مايقارب الخمس سنوات عندما اشتكى عدد من أبناء المنطقة والمناطق المحيطة بهم من الظروف الصعبة التي يعاني منها المصابين بالفشل الكلوي ومشقة الطريق من ساه إلى مدينة القطن التي تقدر بـ120 كليومتر ويضطر كل مريض بالفشل الكلوي إلى الذهاب مرتين في الأسبوع على الأقل إلى هناك حيث يوجد أقرب مركز لغسيل الكلى بالنسبة لمديرية ساه وماحولها.

قطعة أرض ودراسة متكاملة

بعد تلك المأساة والإحساس بها عقد العم عبود العزم على إنشاء مركزاً لغسيل الكلى يكون الغسيل به مجاناً لأبناء المديرية ولكل مريض بالفشل الكلوي من أي منطقة, ليبدأ حينها البحث عن المكان المناسب للبناء وتراخيصه وعمل دراسة شاملة للمشروع والتواصل مع الجهات المعنية بالأمر.

سافر العم عبود الجابري من دولة الأمارات إلى مسقط رأسه في منطقة ساه وألتقى بالمسؤولين والأعيان والمشايخ فاستحسنوا بناء المشروع وعلى رأسهم مدير عام مديرية ساه ورئيس المجلس المحلي بها محمد عمر الجابري, وتبرعت عائلته الكريمة بقطعة أرض تعود ملكيتها لوالدهم سالم مبارك الجابري من أجل بناء المركز, وتم بعد ذلك عمل دراسة متكاملة للمركز ولمشاريع تضمن استمراره وعدم توقفه.

مكونات المركز ومراحل متعددة

مشروع المركز الخيري لغسيل الكلى مكوّن في مرحلته الأولى من بدروم والطابق الأرضي والذي سيتم تخصيصه لغسيل الكلى بقيمة إجمالية قدرت بـ30 مليون ريال يمني, بينما المعدات الطبية ومستلزمات غسيل الكلى التي سيتم توفيرها من أجل العمل فقدرت بحوالي 259,200 يورو.

أما المرحلة الثانية والثالثة فسيتم فيها بناء الطابق الأول الذي سيضم عيادة وصيدلية مجانية تصرف أدوية الأمراض المزمنة للمحتاجين من أبناء المنطقة خصوصاً الأرامل والأيتام, والطابق الثاني سيخصص لإنشاء مكتبة علمية حديثة لأبناء وبنات المديرية والطابق الثالث سيخصص لسكن الأطباء والموظفين وإدارة المركز.

وتنفيذ المرحلة الثانية والثالثة سيتم النظر فيهما بعد الانتهاء من المرحلة الأولى وتشغيلها خصوصاً وأن أساسات المبنى قد راعت ذلك ووضعته بعين الاعتبار حسب ما أفاد العم عبود الجابري.

عراقيل على الطريق

ضمن مساعيه لجعل حلم بناء المركز واقعاً ملموساً يشعر به ويستفيد منه كل مصاب بالفشل الكلوي التقى العم عبود الجابري بوزير الصحة العامة والسكان الدكتور أحمد قاسم العنسي بمكتبة في صنعاء وعرض عليه المشروع وتكاليف بنائه والتكفل بتوفير المعدات والالتزام بتشغيله وطلب منه أن يكون المركز تحت إدارته أو من يتق به من أجل الاستمرار والنأي بالمركز عن أي أيادي عابثة, ووجه الوزير باستكمال الإجراءات وتوقيع الاتفاقية بين الوزارة العم عبود الرفع بها إلى الجهات ذات العلاقة, لتصل رسالة بعد شهرين من الوزارة تعطي ترخيص بالتأثيث فقط وعند المراجعة مع الجهة التي أرسلت الرسالة من الوزارة قيل للعم عبود بأن هذا هو نظام العمل, وقد كان من المقرر أن يعطى ترخيص بإنشاء المركز حسب الاتفاق مع الوزير وتوجهيه باستكمال التوجيهات الخاصة بتوقيع الاتفاقية ويأتي من بعده التأثيث لكن هنا حصل العكس ولم يرد مكتب الوزير على آخر رسالة من العم عبود حتى الآن.

أما مكتب الصحة بوادي حضرموت فقد تواصل العم عبود مع الدكتور هاني العمودي مدير المكتب وتمت زيارته وتقديم شرح للمشروع له إلا أنه أقترح أن يستخدم المبلغ المقرر لإنشاء مركز ساه لاستكمال إنشاء مركز غسيل الكلى بسيئون ورفض العم عبود ذلك معللا رفضه بأن مركز سيئون قد رصدت له مبالغ كبيرة للغاية وساه وسكانها بأمس الحاجة إليه.

وعود الشركات النفطية

بما أن مديرية ساه تقع بها عدداً من الشركات النفطية فقد تم التواصل مع شركة توتال وشركة بترومسيلة من أجل المساهمة في إنجاز هذا المشروع فحضر حفل وضع حجر الأساس سهل بن سهل مندوبا عن شركة بترومسيلة وطلب تقديم تصور عن المشروع وجاري الإعداد له وتسليمه للشركة, أما فيما يخص شركة توتال فقد تمت زيارة مكتبهم في صنعاء والالتقاء بالأخ زياد علواني ووعد بتقديم مساعدة ولم تصل حتى الآن حسب ما فاد العم عبود.

تأثر بالشيخ زائد ودعوة لأهل الخير

يكرر العم عبود أثناء لقائي به إخلاصه لهذا العمل ورجاء وجه الله به ومساعدة كل مريض ابتلي بالفشل الكلوي ودائما ما يستشهد بنصائح وتوجيهات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان ويبدي تأثره البالغ به وبسعيه في عمل الخير وتقديم المساعدة.


ودعا الشيخ عبود في ختام لقائنا معه كل فاعلي الخير من أبناء المنطقة وحضرموت وكذلك الشركات النفطية العاملة في مديرية ساه إلى ضرورة التفاعل وتقديم الدعم لهذا المشروع حتى يرى النور في أسرع وقت وأقصر مدة زمنية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق