الأحد، أبريل 06، 2014

فن الشارع توعية ومتنفس للمبدعين الشباب

كتب: مطيع بامزاحم..

"نحن رسامون نرسم على الورق في بيوتنا، ففكرنا: لم لا نُطلع الناس على أعمالنا ونساهم في نشر التوعية عن طريق فن الشارع (الجرافيتي)"؟

بهذه الكلمات أوضح لنا ماجد باحشوان أحد الرسامين الأساسين في الفريق الذي نفذ مبادرة "فن الشارع" بمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت جنوب اليمن بعض الأسباب التي دفعت به وبزملائه المشاركين في هذه المبادرة وجلّهم شباب في نهاية العقد الثاني وبداية العقد الثالث من العمر.

وأضاف ماجد باحشوان: "استخدمنا الجدران في رسم لوحات توعوية مختلفة كونها أسرع طريقة لإيصال الفكرة وإرسال الرسائل إلى أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع، وكان الهدف الأساسي من تنفيذ المبادرة محاولة إيصال رسائل إيجابية للشباب وحثهم على الطموح والتفكير في المستقبل".

ويشرح محفوظ بامسعود، وهو رسام أساسي شارك في المبادرة، أهمية فكرة مبادرة فن الشارع تكمن في أنها "تزيّن الشوارع برسومات تعبيرية، وتؤدي دوراً توعوياً هاما، وتعطي فرصة لإبراز الموهوبين وتعرّف الناس عليهم وعلى أعمالهم من خلال عرض رسوماتهم ومشاهدتها من قبل المارين بالشارع".

تعريفات متنوعة..

جمعان علي رسام أساسي مشارك في المبادرة يعرّف فن الشارع بأنه "عبارة عن لوحات تعبيرية بطرق وأساليب مختلفة في الرسم وبسيطة جدا، يعبر الرسام من خلالها عن أفكار هادفة وعن قضايا موجودة في المجتمع".

بينما يرى ماجد باحشوان أن "فن الشارع يعتبر فناً عالمياً مفتوحاً لا توجد له أي قوانين، فقط ترسم لتوصل رسالة إلى الناس، تتحدث من خلالها عن قضايا في المجتمع وتحاول معالجتها من خلال الرسم على الجدران".

ويعرّف الرسام محفوظ بامسعود، وهو أكثر من تثير لوحاته التساؤلات وتتهم بأنها غامضة وغير مباشرة، فن الشارع بتعريف مبسّط وسهل للغاية: "كيف تحول جداراً مشوّهاً إلى لوحة جميلة وإبداعية وفنية".

34 لوحة خلال شهرين..

استطاع فريق عمل مبادرة "فن الشارع" رسم 34 لوحة جداريه موزعة على خمسة أحياء في مدينة المكلا، معظم تلك اللوحات رسمت على مباني عامة وحكومية تقع على الشوارع الرئيسية مباشرة، وبعضها رسم على جدران منشآت خاصة بعد طلب الإذن من أصحابها، حسب ما أكد لنا الرسام ماجد باحشوان.

واستغرق العمل على اللوحات الجدارية ما يقارب الشهرين، وتكون فريق العمل من ستة رسامين أساسين وأكثر من ثلاثين مساعداً ومشاركاً وداعماً بصورة فردية أو عبر مؤسسات وفرق شبابية كمؤسسة متطوعون التي مولت المبادرة، وفريق زاد التطوعي، وفريق مواهب حضرموت الذي ينتمي إليه معظم الرسامين الأساسيين المشاركين في المبادرة.

غموض..

كون هذا العمل الفني ينفذ لأول مرة في مدينة المكلا، ونفذت من قبله أعمال مشابه لرسامين معروفين بالمدينة، إلا أن تلك الأعمال السابقة لم تتعد كونها رسومات تراثية لبعض المعالم الشهيرة في المدينة بشكل خاص وفي حضرموت بشكل عام. وجاءت هذه التجربة لتضيف لوناً جديداً إلى شوارع المدينة وتفتح مجالاً تجديدياً وعصرياً آخر بعيداً عن الرتابة والنمطية والتقليد. أدى ذلك إلى وصف بعض اللوحات من قبل بعض المشاهدين بأنها لوحات غامضة ولا تفهم بصورة مباشرة!

يرى ماجد باحشوان بخصوص هذه النقطة "أن الرسام عندما يرسم الفكرة التي تدور برأسه قد يعني شيئاً، ويفهم من يشاهدها شيئاً آخر مختلفاً تماماً عما يعنيه الرسام، وهذا يحدث دوما ويعدّ أمراً طبيعياً جداً، وأحياناً قد يكون الرسم لغرض التزيين فقط دون إرسال رسالة أو فكرة معينه".

أما محفوظ بامسعود فيعتقد بأن "العمق والبساطة في فن الشارع "الجرافيتي" يأتي من الرسام نفسه، فالرسام المبدع ليس ملزماً بتوضيح اللوحة التي يرسمها ويكفي أن تكون واضحة بالنسبة له، فهو يرسم اللوحة بحسب الفكرة التي تجول في رأسه وعلى من يشاهدها أن يحاول فهم الفن الذي تقدمه".

ويضيف محفوظ بامسعود أن "أهم جزئية في اللوحات التي أرسمها بالنسبة لي هو إثارة الفضول لدي المشاهد حتى يسأل وبالتالي يركز ويدقق".

"شارع الفن"..

"المبادرة القادمة التي نعتزم تنفيذها أطلقنا عليها "شارع الفن" وسوف نختار شارع محدد في مدينة المكلا ونمليه بالرسومات التوعوية والمعبرة والمزينة له، لكننا حتى اللحظة تواجهنا بعض المشكلات كانتظار فراغ بعض الزملاء من الامتحانات وكذلك الحصول على تمويل كافي يضمن تنفيذ المبادرة"، يقول أحد المشاركين في مبادرة "فن الشارع" متحدثا عن ومبادراتهم القادمة.


http://hunasotak.com/article/4301

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق