الخميس، نوفمبر 17، 2016

جامع حضرموت وضرورة النجاح



خُطى متسارعة تسير بها حضرموت، نحو المستقبل وبإتجاه الغد، وترتيب البيت الحضرمي على أسس سليمة ومتينة، فبعد النجاحات التي تحققت في الجانب العسكري والأمني، والتمكن من تأسيس قوات النخبة الحضرمية حامية الحمى وخط الدفاع الأول عن الأرض والعرض والنفس والمال.

تبرز الأهمية القصوى لإستكمال مسيرة تلك النجاحات والحفاظ عليها وتطويرها، بوضع رؤية إستراتيجية لاتستعدي جوار ولاتعتدي على جار، ويشارك في وضعها أهل الإختصاص كلاً في مجاله، وتشرف عليها المراجع والكفاءات المختلفة، وتستكمل ماتوافق الحضارم عليه بمختلف مكوناتهم في وثيقة حضرموت الرؤية والمسار وغيرها من الوثائق التي كانت أقصى أمنيات من رسموا لوحتها إيصال خيرنا لأهلنا من سكان هذه البقعة من الأرض، والتي طالها كثيراً من النهب والسلب والتهميش والإقصاء والتدمير الممنهج لأرضها وإنسانها.

ولأجل تحقيق ذلك الخير والظفر به وجعله حقيقة جاء المؤتمر الحضرمي الجامع كإضافة نوعية وضرورة حتمية فرضتها المرحلة الحرجة التي نمر بها، والتطورات المتسارعة التي تجري في محيطنا الداخلي والمحلي والإقليمي وحتى العالمي، والذي لايحترم ولايقدر ولايخاف إلا ممن كان متحداً منظماً يعرف ماذا يريد وعن ماذا يبحث.

ولن تتحقق لمؤتمرنا الحضرمي الجامع أهدافه إلا إذا أحسن إختيار أعضاء لجانه التخصصية والفرعية وأسندت مختلف الملفات بأنواعها سياسية كانت أم إقتصادية أم إجتماعية أم أمنية وغيرها إلى المتخصصين فيها، وتم الرمى بالمحسوبية والشللية خلف ظهر حضرموت المُرهق، وغُربل ماسيتمخض عن عمل واجتهادات تلك اللجان بوعي وإدراك وبُعد نظر من مراجع وكفاءات متخصصة كذلك في فنونها، ولا بأس من الإستفاذة بخبرات من خارج المحيط الحضرمي اذا دعت الحاجة، وكذا إستهام تجارب ناجحة في بلدان نهضت بعد فترة ركود وتخلّف كهذه التي نمر بها الآن.

غير أن أهمية تلك اللجان المتخصصة تنبع من ضرورة أن تعبّر عن إرادة الشعب، وتنطلق من إحساسها بما يريد ومايرغب في تحقيقه، لأن إشراك الكل في صياغة الرؤى ووضع الخُطط متعذّراً، ومن هنا يتجلى بوضوح مقدار الحِمل الذي يقع على عاتق من تم إختيارهم، وحجم الأمانة التي كُلفوا بحملها كذلك.

لذلك كله ومن أجل ألا تضيع فرصة الإنطلاقة نحو فضاءات المستقبل المشرق الذي ننشد جميعاً، تتأكد وبشدة ضرورة النجاح لهذا المؤتمر وحتمية ألا ينال الفشل منه، فالفرصة الكبرى إذا لم تستغل إحسن إستغلال لاتعود، وثمن ضياعها باهضاً ومكلفاً للغاية.

إذا فلنستغل هذا المؤتمر الحضرمي الجامع أكمل إستغلال ولنضحى بأعظم التضحيات، وليصوّب بعضنا رأي بعض عبر نقد بنّاء منطلقاته الأساسية حب وعشق حضرموت والعمل من أجل إيصال الخير لأبنائها وللأجيال القادمة، والإسهام الفاعل والصادق في رسم مستقبلنا جميعاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق