لايستطيع أحد المزيادة على الحضارمة في الجوانب الدينية لاقديما ولا حاضراً ولامستقبلاً، فبعد النجاحات الكبيرة التي تحققت في الجوانب العسكرية والأمنية وتطبيع الحياة وإعادة المؤسسات والإستقرار النسبي في الخدمات وتكاتف جهود الجميع من أجل الإرتقاء بالوضع الحالي وتطويره وتحسينه، يبزر لنا إنجاز جديد، لكن هذه المرة في المجال الديني.
فحاضرة حضرموت مدينة المكلا كانت على موعد مع مهرجانين قرآنيين كبيرين للغاية، أكدا من جديد على إستمرار عناية الحضارمة بالكتاب الحكيم وحرصهم على الإهتمام به وتجويده ودراسة علومة المختلفة.
130 حافظاً وحافظة منهم 10 مجازين بالسند كانوا حصيلة دفعة "حفاظ الوحي"، ودفعة أخرى منحت إسم "تأج الوقار" وخرّجت 210 حافظا وحافظة منهم 4 مجازون في القراءات و31 مجازون في رواية حفص عن عاصم الشهيرة، تم الإحتفاء بهم جميعاً في أجواء مبهجة شارك في بهجتها جمع من المشائخ والأساتذة وطلاب العلم والأهالي إلى جانب ممثلين عن السلطة المحلية في حضرموت، وكذا ممثلين عن الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ومؤسسة الفجر الخيرية راعيتي المهرجانين وصاحبة الفضل الأول في تخريج المحتفى بهم.
في الآونة الأخيرة لايمر شهر إلا ونسمع ونرى ونشاهد مثل هذه المهرجانات القرآنية الجليلة في مختلف مديريات حضرموت ساحلاً ووادياً هضبة وصحراء، الأمر الذي يلثج الصدر ويسر القلب ويبهج الخاطر، ويتصل إتصالا مباشر بتاريخ الحضارمة الكبير في حفاظهم على العلوم الإسلامية وتعاليمها السمحاء واخلاقها العظمية، ودورهم الباقي والشاهد على تنفانيهم في نشره بالحكمة والموعظة الحسنة في أصقاع بعيده جداً من يابسة هذا العالم.
بقى أن تهتم مثل هذه الجهات والمؤسسات الخيّرية بمحاولة صبغ أولئك الحفظة وتلك الحافظات ومن سبقهم أو سيلحق بهم، بمعاني فهمه على الوجه الصحيح بعيداً عن التفسيرات المغالية والأفهام المغلوطة والإستيعاب القاصر لآيتاته البينة ومقاصدها العظيمة، حتى لانقع في الشَرَكَ الذي وقعت فية الجماعات المتشددة ونحصد دماراً وخراباً وكوارث بإسم الدين وتحت عناوين الفهم الخاطئ والتفاسير المغالية.
#مطيع_بامزاحم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق