اخطر مافي المحاصصة عند التعينات في مناصب السلطة التنفيذية المختلفة، هو الاختيار على أسس بعيدة كل البعد عن مبدأ الكفاءة والأهلية التامة لتولي هذا المنصب أو ذاك، ومانراه اليوم من تخبط فاضح، وفساد وقح، وفشل ذريع، لوزراء ووكلاء ومحافظين ومدراء عموم مكاتب وهيئات ومؤسسات وغيرها، راجع بالدرجة الأولى إلى تلغيب مبدأ الولاء والتبعية على مبدأ الكفاءة والاستقلالية عند الاختيار والتكليف والتعيين، في سابقة شنيعة تخالف كل القوانين والأنظمة، وتخالف حتى تلك الاعراف القبلية والأمثلة والمقولات الشعبية التي تؤكد دائما على "وضع المسؤول المناسب في المكان المناسب"، وتصر دوما على "إعطاء الخبز لخبازه ولو احرق نصفه"!.
هذا الأمر يثبت أن الأحزاب والمكونات التي لها نصيب في كعكة السلطة ومناصبها، لاتفكر في مصلحة الناس، ولا في نهضة البلد وإصلاح اوضاعه، ورفع مستوى مواطنيه وحماية وتحسين وتطوير حاضرهم وتأمين وصناعة مستقبهم، وإلا لكانت اختارت المسؤول المناسب والمؤهل، والذي يَملُ كرسيه ومكانه كما يقال في لهجتنا العامية، على الأقل من أجل تسجيل حضور قوي لها، وتحقيق نجاحات وإنجازات حقيقية في المناصب التي اسندت إليها، لكسب مزيد من الشعبية والتأييد لمشروعهم السياسي والفكري وبرنامجهم الاقتصادي والاجتماعي والتنموي إن وجدا!.
تفحصوا جميع اسماء المسؤولين من أكبرهم إلى أصغرهم، سواء من وصلوا الى الكرسي عبر المحاصصة، أو من جاؤ عن طريق الصدفة والحظ، أو كانوا واجهة لهوامير الفساد وقراصنة الافساد، وستجدون أنهم غير مؤهلين البتة لما أسند إليهم، لذلك ضيعت الامانه، واصبحنا نرى بوضوح كل هذا الفساد والتراجع والعبث المنظم بحاضر ومستقبل هذا الوطن والمواطن، فتتحول المحاصصة في مثل الحال الذي نعيشه الآن، إلى لعنة وكارثة ومأساة ترجع البلاد والعباد مئات السنين إلى الوراء، وتجعلنا نتمنى عودة التجربة الديمقراطية على علاتها، وأجواء الانتخابات وصناديق الاقتراع، ليحدث على الأقل تنافس شكلي، وليعرف كل عنصر في عصابة كل دكان من دكاكين الاسترزاق الحزبي والمكوناتي والمدني والعسكري والقبلي موقعهم الصحيح وحجمهم الحقيقي!.
اللهم ولي علينا خيارنا .. واصرف عنا شرارنا،،
#مطيع_بامزاحم
#عالسريع 8
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق