مسافة قصيرة من عمر الزمن تفصلنا عن حدث بدأت ساعة صفره تقترب وستارة مسرحه الحمراء تتهيأ لتُرفع معلنة عن تدشين مدينة الغناء تريم عاصمة للثقافة الإسلامية , نعم عاصمة للثقافة الإسلامية بكل ماتحويه هذه الجملة من معانٍ ودلالاتٍ لابد وأن تكون شاخصة للعيان يرها من كان أعمى ويسمع ترآتيلها من به صصمُ.
ماأسهل أن تكتب أقلامنا حروفا وتنثر أفواهنا كلامنا ووعوداً وما أسهل أيضا أن ترقبنا عين الناقد البصير الذي سيأتي من الشرق والغرب ومن الأقصى والأدنى ليرى ويسمع ويلمس عن كثب ماصال وجال في لبه وعقله ومارسم في مخيلته من صور وردية أوربما شوكية عن مدينتنا الغناء.
لذلك قررت أن أبدأ برفقتكم رحلة الألف سؤال وأسردها سرداً على عاشور على الأقل لتطمئن قلوبنا ونحن في الأصل مؤمنون بأنه لن يخدل عشاق هذه الغناء وإلا (فالحقيقة المرّة خير ألف ألف مرة من الوهم المريع).
إذا سنبدأ برحلة الألف سؤال ونبدأ بالسؤال (عن حال البلد وأخبار غنانا وكيف الناس والبلدة) هذا السؤال لوحده يجمع كل أطراف الأسئلة ولكننا سنتوغل قليلاَ وسنسأله أيضاً عن منارة المحضار وعن حصن الرناد وعن قصر عشه وعن دار السلام وعن رباط تريم الأزهر الثاني وعن المساجد العتيقة والزوايا والأربطة ودور العلم المنشرة وعن قباب الصالحين ومقاماتهم وعن البيوت التي تضررت جرآء كارثة السيول وعن الترميمات والتجهيزات التى سمعنا بها وسنسأله أيضاً عن مشاريع البنى التحتية إبتدأ من مشاريع الطرقات والإنارة وإنتهاء بشبكة الصرف الصحي وعن الملايين التي صرفت من أجل هذه الفعالية خصوصا وأن أثار كارثة السيول التي منيت بها تريم وكل مناطق حضرموت لاتزال آثارها حاضرة على الأرض وفي نفسيه المواطن الذي يعتبر ظل هذه الغناء ومحور إرتكازها وعن وعن وعن....إلخ سنسألة عن كل شي وسننصب أنفسنا محققين وله بعد ذلك كامل الحرية في أن يضعنا على عوده وتراً سادسا ويعزف علينا لحن الجواب الشافي ونحن نعلم أنه خلف وبجانب وأمام وتحت وفوق كل نقطة من هذه النقاط سؤال وسؤال ستصل حتما إلى الألف, ولانقصد هنا التهكم أوالسخرية ولكن نريد أن نضع النقاط على الحروف حتى تطمئن قلوبنا ولايحدث لاسمح الله الوهم المريع.
بقي أن نسجل كلمة لابد منها ويجب أن نضعها نصب أعيوننا وهي أن تريم أكبر منا جميعا وتاريخها يزخر بالأنجازات المختلفة ويكفي أنها بلدة مباركة ونموذج سليم للإسلام الحقيقي الذي يبحث عنه العالم اليوم والقائم على الوسطية والإعتدال والذي دخل الناس بفضله وبفضل رجاله في دين الله أفواجا من دون إراقة قطرة دم واحدة فإذا كان هذا بعض أوجه الجمال المشرق في تاريخ هذه الغناء إذا فلنعطيها نزرا يسيراً من حقها ولنتكاتف معا من أجل إظهارها بالشكل المطلوب والوجه الجميل الحسن مسؤولين ومواطنيين كل في مجاله وبالقدر الذي يستطيع مع إحترامي وعشقي الشديد لشاعر الدان حداد بن حسن الذي أبدع كلمات أغنية (بسألك ياعاشور) وكذلك الفنان الكبير عاشور أمان أول من سأل نفسه عن حال البلد متغنيا بها.
رابط الموقع الذي نشر فيه المقال http://www.mukallatoday.com/Details.aspx?ID=6986
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق