الأربعاء، أكتوبر 13، 2010

الريال يارجال !!



مسكين ريالنا لم يعد يقوى على الصمود والمقاومة تداعى عليه الدولار البغيض والفساد العريض كما تتداعى الأكلة على قصعتها وأصبح يعاني من هبوط حاد شل قيمة صرفه ورمى به إلى أسفل السافلين.
لم تفلح الجرعات المتكررة ولا ضخ العملة والسيولة التى دفعها البنك المركزي من احتياطته مرة بعد أخرى حتى بلغت أكثر من ثمان مرات منذ بداية العام 2010م في استعادة الريال اليمني لبريقه وعنفوانه الغير موجود أصلا ولو بصورة مؤقتة لتحفظ على الأقل ما تبقى من ماء وجه الحكومة المنسكب في كل ميدان.
تذكرنا هذه المأساة الجديدة التي تضاف إلى مآسي الوطن الملعوب بأمنه واستقراره وبحره وبره وجوه وثرواته ومواطنيه بأم اللبن التي تغنى بها شاعرنا الكبير حسين المحضار في رائعته باللهجة الحضرمية ( بشيش عأم اللبن ومنيحة الأطفال , تحملت فوق طاقتها من الأثقال , بركت وعزّوها الرجال , تداركها بكيّة من مكاويك , لي ما كوى فوق البخص , بلاش كيه ما يأثر فيك) ولكن للأسف عندما برك الريال اليمني وجثا على ركبتيه لم يعزّوه رجال اليمن ولم يتداركوه ولو بكيّة صغيرة على رؤوس الفسدة ومسببي الأزمة ربما لأن الرجال الحقيقين مغيبين عن المشهد الإقتصادي أو أنهم منزعو الصلاحيات ويكتفون بتنفيذ ما يملى عليهم فقط.
تعددت الرويات وتنوعت التبريرات في شرح هذا التدهور الخطير في صرف العملة الوطنية وكل يغني على ليلاه والتبس علينا الأمر ولم نعد نفقه من التبريرات حديثا فمرة يقال بأن السبب هي الحروب الداخلية كحرب صعدة وآخر يرجعه إلى المناخ السياسي المتأزم وآخر ينسبه إلى ارتفاع الطلب على العملة الأجنبية بسبب استيراد بضائع شهر رمضان وآخرون يسندونه إلى مضاربين يتلاعبون بأسعار الصرف وآخرون يقولون أن السبب هو تخلص المواطنين من الريال بسبب القلق الناجم عن فشل التدخلات المتعاقبة للبنك المركزي وآخرون يوعزونه إلى الفساد المستشري , وفي النهاية تعددت الأسباب والضحية واحدة ريالنا يهوي في مهب الريح ولامعين.
قال الشاعر الكبير محمود درويش يوما في قصيدة له يخاطب من خلالها الشعب الفلسطني المختلف في واجبات النساء حسب تعبير القصيدة (ستحسن صنعا ياشعبيا العظيم لو أخترت سيدة لرئاسة أجهزة الأمن ) ونحن نقول ( ستحسن صنعا يا شعبنا المسكين لو أخترت سيدة لتكون محافظة للبنك المركزي اليمني ).


رابط الموقع الذي نشر فيه المقال 
http://www.mukallatoday.com/Details.aspx?ID=7838

هناك تعليق واحد:

  1. يالعمق التفكير ويا لروعة التصوير
    لقد عبرت عن شعب ووضع واقتصاداليمن
    بأوجه متعدده واسلوب مميز.

    خالص احترامي لأبداعك

    تحياااااااااتي

    ردحذف