الأربعاء، أكتوبر 13، 2010

فعَّال ومنْفعل



أن تكون فعَّالا وأن تكون منفعلا فهناك فرق كبير جدا , فالفعال شخص ينير شمعة في الظلام بدلا من أن يلعن عتمته الموحشة دون تحجر أوتصلب أووقوف على إطار الدائرة يخترع المبادرة ويقود الإبداع ويصل إلى الهدف المنشود دافعية الإقدام لديه خرافية شعارة مثل ما قال غاندي (في البداية يتجاهلونك ثم يسخرون منك ثم يحاربونك ثم تنتصر), وأما المنفعل فهو شخص ينساق منفعلا ومتفاعلا نحو الهدف الذي وجه إليه إلى أن ينتهي العمر الإفتراضي للطاقة التى شحنت بها بطارية الإنفعال لديه وكلاهما على خير إلا أن مجتمعاتنا تفتقر الى النوعية الأولى.
وإذا عدنا إلى أصل هذه الجزيئة نجد أن الأصل أن يكون الواحد منا فعالا في مجتمعه وواقعه ومحيطه , بمعنى أن يكون مبادرا أونشطا أوحراكيا أونهضويا سمه ماشئت المهم أن يكون لديه من الطاقة والحماس مايستطيع أن يحرك به جموع المنفعلين والمتفاعلين وطبعا إلى مافيه تحقيق المصلحة وجلب النفع والخير وليس منفعلا يستجيب لنزوة عابرة وعاطفة جياشة تحرك فيه مشاعر الحمية والنشاط ثم ماتلبث أن تذهب مع الريح وتنام في المجهول.
وأمثلة الفاعلين للأسف في مجتمعاتنا قليلة جدا لاترقى لأن تكون أداة تغير قوية المفعول تنتهي إلى إحداث تغير جذري في الواقع المعاش ولا أقصد هنا أن تكون تلك الجهود رسمية بل نتحدث عن الفاعلين كأفراد وسط مجتمعاتهم , وخاصة الشباب الممتلئ حيوية ونشاطا في إطار الأحياء والحارات والمحيط الذي يعيشون فيه , ولكن لابد من وضع نظرية ترتيب الأولويات في مقدمة كل عمل والتأني وعدم التسرع والوضع في الحسبان أن أهم من أن يتقدم المرء بسرعة أن يتقدم في الإتجاه الصحيح وبخطى ثابتة وبرامج مدروسة وفي إطار منظم تسوده روح التعاون وتنتشر في شراينيه دماء الإصرار وكريات العزيمة القوية التي تجعل للأرجل أجنحة.
كم نسمع ونرى ونشاهد في هذه الأيام عن المبادرات والحملات التطوعية التى يقودها وينفذها شباب وشابات محافظة حضرموت في ساحلها وواديها , وهذه منتجات ثقافية يجب أن يتم التسويق لها بين شباب وشابات هذه المحافظة بشكل جيد حتى تتسع دائرة الفاعلين , ولكم أن تتخيلوا إذا وجد في كل حي عدد من هذه المجموعات وأخذت على عاتقها تنظيم مثل هذه الفعاليات كيف ستكون النتيجه؟؟


رابط الموقع الذي نشر فيه المقال http://www.hadramouttoday.net/showart186.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق