الأربعاء، أكتوبر 13، 2010

هذي البلاد الحضرمية حرِها عندي برود



تعالوا معنا لدقائق معدودة لنعتكف في محراب المحاسبة الذاتية بعيداً عن النرجسية والأنوية والتسبيح بحمد السلطان وبعيدا أيضا عن جلد الذات وتجريح الذوات ومعادلات الضمير المجزأ لأنه وبختصار شديد تكمن كل مشاكلنا في أننا بدلاً من أن نعالج الجرح النازف نكتفي بلف لفات من الشاش الأبيض حوله فقط ومن ثم سرعان ماتهتري لفات هذا الشاش وتظهر على خيوطه بقع الدم الحمراء النازفه.
لماذا يتهرب أصحاب القرار ويتجنبوا الحديث عن الجوانب السلبية وهي كثيرة في مجتمعنا ويصروا دائما على أن يضعوا رؤوسهم وسط ذرات الرمال ويحرموا على أنفسهم مالم يحرم الله عليهم من الحديث عن سلبيات واضحة للعيان  بل ويعتبرون من تحدث عنها بأنه قد مس المنجزات واعتدى عليها وتناسوا أن الأعتراف بوجود المشكلات يمثل خمسين في المائه من حلها وأن معالجتها تساهم وتعزز وتؤدي إلى تطوير المنجزات وترسيخها وتخلق رضاً جماعياً منقطع النظيرعند كآفة فئات المجتمع.
ذات يوم وضعت سؤالا على صفحتى على الفيس بوك أردت من خلاله أن أقيس مدى ردة فعل أصدقائي المشتركين لدي ونوعية تعليقاتهم حول ذلك السؤال وكان سؤالي وبالحرف ( متى سنرى الكهرباء في اليمن تشغل بالطاقة النووية ؟ ) مؤكدُ أنه سؤال من العيار الثقيل وكلام أقل ما يقال فيه أنه يدرج في باب الهلوسات والشطحات المألوفه وهذا ما لمسته في تعليقات الأصدقاء حيث بدت لهجة السخرية والأستهزاء واضحة وضوح الشمس وبالمناسبة معظم من علقوا كانوا شباباً وطلاباً جامعيين في مختلف التخصصات العلمية والأدبية وهنا تكمن المشكلة العظمى عندما تكون ردة فعل الطالب الجامعي الذي سيتحمل المسؤولية في قادم الأيام بهذه الروح السوداوية واليائسة عندها ماذا سينتظر أصحاب القرار وحاملي مشروع التنمية والبناء من المواطن والشاب العادي الذى لم يلقى نصيبة من التعليم والمعرفة فهل عرف مسؤولونا حجم المسؤولية وحجم المأساه التى يشكلون ملامحها بتصرفاتهم اللامسؤولة وأنهم بتقصريهم هذا يساهمون في تحطيم آمال أجيال شابه وتفتيت أهدافها وقتل الروح الإبداعية والنهضوية لديها ويجعلها تحلم وتطمح في الحصول على مايسد الرمق فقط ولاغير دون أن تتطلع إلى السعي لأكتساب الريادة والقيادة العالمية وإحتلال المكانة العالية والترتيب المشرف بين الأمم والشعوب وبالتالي ينعكس ذلك سلبا على تقدم البلد ونهضتة القادمة.
أيعقل أن تعاني حضرموت البقرة الحلوب التى تمد الوطن بمشتقات حليبها المختلفة إبتداءاً بالأسفلت والديزل المثلث وإنتهاءاً بالبترول والكيروسين المعلب أن تعاني عاصمتها من مشاكل وإنقطاعات متكررة بل وبعض من عواصم مديرياتها ومناطقها المختلفة لم تصل إليها الكهرباء أصلا إلى الآن وإن وصلت فهى كمن هو في خريف العمر لايقوى على حمل نفسه كل هذا يحدث ونحن في القرن الواحد والعشرين وفي عالم أصبح يحتفل إذا حدث إنطفاء للكهرباء لمدة خمس دقائق فقط ونحن ومعظم أرجاء الوطن لازلنا نسير في تضاريس وعرة وحلقات مفرغة ونفاق جماعي مميز نمارس طقوسه عند كل لقاء هام وعند كل إنتخاب جديد ويبقى المواطن المسكين الوحيد الفريد الذي يعيش بشكل مباشر فوق الأرض الترابية الحارقة والشمس اللاهبة ويكتوى بحرارتها وعرق أربعينيتها المزعج هو الضحية الأكبر والمتضررالأول وماعليه في هذه الحالة إلا أن يسلي نفسه الأمارة بالسوء مع كل قطرة عرق نازلة بشطر بيت قاله أحد شعراء الدان الحضرمي ( هذي البلاد الحضرمية حرها عندي برود ) إلى أن يصلح الله أهل الحل والعقد.  

 رابط الموقع الذي نشر فيه المقال
                                                                                                                                                                        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق