الاثنين، فبراير 20، 2012

الإنتخابات والإصلاح وكارثة الزبيري!!




قبل أن أشرع في كتابة هذا المقال عدت إلى بنود وثيقة مطالب ثورة الشباب الصادرة عن المجلس التنسيقي لشباب ثورة التغيير"تنوع" بتاريخ 7/ابريل/2011م وللأسف بحث في تلك الوثيقة المكونة من 13 بنداً فلم أجد بنداً قد تحقق ولو حتى تلك البنود التي تحمل صفة الفورية مثل إسقاط النظام الحالي بكل رموزه سلمياً.....إلخ وتشكيل مجلس رئاسة انتقالي.....إلخ إلى غيرها من البنود الحالمة والطامحة بمستقبل مشرق سطره الشباب حروفاً على الورق وفعلاً في الساحات والشوارع وتم التآمر عليها ووأدها عبر مسرحيات الإنظمام الداخلية ومهازل التدخلات الخارجية لتنتج لنا ثورة مشوه الملامح مبتورة الأطراف أقل مايقال عنها أن عبارة عن إعادة تدوير لمخلفات حقبة أحمرية مهترئة وعفنة وترتيب أوراق ذوي النفوذ التاريخيين في اليمن من عبثوا بشمال اليمن وجنوبه منذ ثورة 26 سبتمبر وحرب صيف 94 الظالمة!.

شيخ الرئيس ورئيس الشيخ!

لانستطيع أن ننكر أن النظام في اليمن كان ولايزال محكوماً بقبضة عائلية وطبقية ترتكز أساساً على رجال القبيلة وولآئهم الخالص للشيخ ويضفي ذلك النظام على نفسه صبغة دينية يستمدها من فتاوى شيوخ الدين عند أي أزمة يمر بها وشواهد إخلاص رجال القبيلة ونجدة شيوخ الدين جلية وواضحة في مسيرة هذا النظام ستلاحظها في كل المفاصل والمنعطفات الخطيرة في تاريخه يتبع ذلك مرونه في التعامل مع الجوار العربي والعالم الغربي والإمعان في استخدام فزاعة القاعدة والأرهاب والقدرة على فرض الأمن وضمان سلامة الحدود بما يضمن إستمرار النظام ولو على حساب السيادة والكرامة كل ذلك كان يتم بتعاون وتنسيق بين طرفي النفوذ والسلطة في اليمن ونتج عن ذلك مابات يعرف في الدولة اليمنية الحديثة "بشيخ الرئيس ورئيس الشيخ" بمعنى مبسط نتقاسم كل شي انت في السلطة وانا في المعارضة أنت تحميني وأنا أنجيك ووو..إلخ ولعب دور "الشيخ" في هذه المسرحية عبدالله بن حسين الأحمر ودور "الرئيس" علي عبدالله صالح الأحمر وسارت المعادلة على تلك الحالة حتي كبر الأبناء وبرزت بوادر الشقاق والنزاع والطمع والجشع والرغبة في الإستحواذ على القدر الأكبر من السلطة والنفوذ خصوصاً بعد موت "الشيخ" لتبرز فجوة عميقة بين الأبناء تتسع وتتشعب لتأتي الثورة وتوصلها إلى مرحلة الإنفجار والتمترس خلف جدار المصالح ومحاولة إعاده ترتيب أوراقها والخوف عليها من الزوال الكامل والإجتثات الجذري بعد أن هزت ثورة الشباب ومطالبها الصريحة الأرض الصلبة التي يقفوا النظام وأركانه عليها وهو ماتم تجاوزه بعبقرية مذهلة بعد إنضمام علي محسن الأحمر وأبناء عبدالله الأحمر ومعهم شلة الجنرالات والشيوخ إلى ثورة الشباب وعندما أحس كل طرف أنه لايستطيع القضاء على الطرف الآخر وتم تجاوز الخلاف عبر تدخل الدول الخليجية بمبادرتها التي لم تراعي المصالح الداخلية ومطالب الشباب بل ركزت على مصالح ذوي النفوذ التقليديين طرفي الحكم في اليمن والمصالح الأقليمية والدولية وتسويتها بشكل لايحمل الضرر لمصالحهم ولايحمل الضِرار لمصالح القوى الإقليمية والدولية لتظل معادلة "شيخ الرئيس ورئيس الشيخ" هي المعادلة التي لاتستطيع الثورات والمبادرات تجاوزها ولتعود إلينا بثوب جديد ونكهة مميزة وكلاً في موقعه القديم الجديد زعماءاً في السلطة وزعماءاً في المعارضة!.

الإصلاح .. المنشأ والهدف!.

ذكر الشيخ عبدالله الأحمر في مذكراته صـ256 مانصه وبدون تصرف "وطلب الرئيس منا بالذات مجموعة الاتجاه الإسلامي وأنا معهم أن نكون حزبًا في الوقت الذي كنا لا نزال في المؤتمر. قال لنا: كونوا حزبًا يكون رديفاً للمؤتمر ونحن وإياكم لن نفترق وسنكون كتلة واحدة، ولن نختلف عليكم وسندعمكم مثلما المؤتمر، إضافة إلى أنه قال: إن الاتفاقية تمت بيني وبين الحزب الاشتراكي وهم يمثلون الحزب الاشتراكي والدولة التي كانت في الجنوب، وأنا أمثل المؤتمر الشعبي والدولة التي في الشمال، وبيننا اتفاقيات لاأستطيع أتململ منها، وفي ظل وجودكم كتنظيم قوي سوف ننسق معكم بحيث تتبنون مواقف معارضة ضد بعض النقاط أو الأمور التي اتفقنا عليها مع الحزب الاشتراكي وهي غير صائبة ونعرقل تنفيذها، وعلى هذا الأساس أنشأنا التجمع اليمني للإصلاح في حين كان هناك فعلاً تنظيم وهو تنظيم الإخوان المسلمين الذي جعلناه كنواة داخلية في التجمع لديه التنظيم الدقيق والنظرة السياسية والأيديولوجية والتربية الفكرية." اهـ.
بهذه النوايا وهذه الأفكار أنشئ حزب التجمع اليمني للإصلاح وصبغ بصبغة إسلامية إخوانية جعلت منه ضيفاً مرحباً به أينما حل مما أعطاه شعبية كبيرة خلقت منه قوة ضاربة يضرب بها صالح وعبدالله الأحمر خصومهم وبالذات الحزب الإشتراكي والقوى اليسارية والناصرية في الجنوب والشمال في فترة مابعد الوحدة عبر سلاح الحشد لأبناء القبائل وسلاح الفتوى وتصريحات شيوخ الدين واليوم يعيدون الكرة وبنفس الأسلوب ويضرب به علي محسن وحميد الأحمر مخالفيهم ومن لم يسيروا حسب رغبتهم مثل الحراك الجنوبي وشباب الثورة الرافضين للمبادرة والإنتخابات وغيرهم من المكونات الأخرى دون عناية ومرعاة للنسبة الإسلامية والإخوانية التي نسبوها إليهم وجعلوها صفة ملازمة لتعريف حزبهم في الداخل والخارج!.

هل حزب الإصلاح حزباً إخوانياً؟!.

لطالما وصف حزب التجمع اليمني للإصلاح نفسه بأنه فرع عن جماعة الإخوان المسلمين ويؤمن بما تؤمن به ويمشي على خُطاها لكن للأسف أعتقد أن هذا الكلام فيه قدر كبير من المغالطة والتزييف للحقائق ولاننكر أن هناك من يقتفي آثر الآخوان ويلتزم بمنهجهم لكنهم قليل ولاسيطرة حقيقية لديهم على مراكز صنع القرار دآخل الحزب بل الأمر متروك لفئة قليلة من قيادته التقليديين ولانبالغ إن قلنا أن هناك فجوة كبيرة وفرق شاسع بين عقلية الأحزاب الإخوانية المنتشرة في عدد من الدول العربية وبين عقلية حزب الإصلاح في اليمن ربما أهم تلك الفوارق المرجعية والعقلية القبيلية والدينية المتشددة التي أدير بها هذا الحزب ولايزال يدار بها حتى الساعة وهي عقلية شيخ القبيلة وشيخ الدين في أدنى مستوياتها والذي لايفكر سوى بالفيد والغنيمة ومزيداً من الثراء والإنحياز إلى قانون القبيلة وتجهيل أبنائها وجعلهم أتباعاً يقولون سمعنا وأطعنا في المنشط والمكره عكس بقية الأحزاب الإخوانية الأخرى والتي تحمل سجلاً محترماً في العمل الحزبي البعيد عن سيطرة العقلية القبيلة والدينية المتشددة وأصحابها ولم يكونوا في يوم من الأيام جزءاً من أنظمة إمتصت ثروات الشعب وكانت سبباً في ثورته ونقمته بل كانوا على الدوام مناهضين لسياسات الظلم لدرجة أنهم يصبحون مشردين دآخل أوطانهم أو ينفون إلى خارجها والأمثلة على ذلك كثيرة وجمة وأخطر ما في الأمر أن قانون القبيلة هذا يطبق عند من يعدون قادة في هذا الحزب ومنظريين له وهذا مايتناقض مع عمل المتحزبين ومن رضوا بأن يكونوا قادة في حزب يحمل فكر دولة القانون والعدل ويحترم الدولة ومؤسساتها القضائية ولعل خير مثال على ذلك تحكيم العرف القبلي في الخلاف الذي نشأ بين حميد الأحمر ونعمان دويد محافظ صنعاء وكيف أنه تم الإعتذار عن طريق سوق 11 ثوراً من قبل أبناء قبيلة خولان "قبيلة دويد" إلى بيت عبدالله الأحمر واعتذورا لحميد ولأخيه صادق الأحمر وقُبل منهم الاعتذار! مايهمنا في هذه المثال هو إبراز العقلية التي يفكر ويتعامل بها من يقودون الأحزاب ويتقلدون مناصب رفيعة في السلطة والمعارضة وهم لايلتزمون بالعمل في إطار الحزب والدولة والفكر الذي يدّعون الإنتماء إليه بل ينحازون إلى القبيلة وأعرافها في اتفه الأمور وربما أكبرها وهذه وغيرها من الأحداث والشبهات والإنتقادات التي تحوم حول عدد كبير من قادته وأصحاب الصف الأول فيه تجعلنا نضع ألف خط تحت سلامة منهج حزب الإصلاح وحقيقة كونه حزباً ذا صفة إسلامية إخوانية ملتزمة بمنهج الإخوان!.

ما المطلوب من كوارد حزب الإصلاح؟!.

تكمن معظلة وأزمة حزب الإصلاح في أنهم ينسبون كل شي إلى صالح وأولاده وأبناء إخوته ولايعترفون بغيرهم فسدة ومفسدين ويرون أن برحيلهم إنتهى كل شي وتم إستصال شأفة الفساد ويصرون على ذلك ويتجاهلون ويغضون الطرف عن منظمومة الفساد الكبيرة والمعقدة والتي كانت ساعد صالح الأيمن أو كان صالح ساعدهم الأيمن طوال 33 سنة ويستميتون في الدفاع عنها بحجة أن أصحابها ناصروا الثورة تلك الثورة التي لم تحقق بنداً من بنود شبابها الذين سآلت دماؤهم في الشوارع والساحات وهذا مايجعلنا نتيقن أن هناك توظيف للحزب وتعبئة لشبابه ضد من يخالف قياداته ويخرج عن طاعتها ويحد من صلاحياتها ومراكز نفوذها وليس ضد كل فاسد وظالم وهذا أمر يطعن في مصداقية الحزب ويشكك في توجهاته المختلفة,وشخصياً لهذه الأسباب وغيرها الكثير كنت أتمنى على الدوام أن تفك قيادات وقواعد حزب الإصلاح وبالذات تلك القيادات والقواعد الجنوبية ارتباطها عن المركز في صنعاء وتأسس حزباً جنوبياً خالصاً ليس للضباط والمشايخ ورجال الأعمال أي تدخل فيه أوتحديداً لخيارته تحت عناوين جذابة ظاهرها فيها الرحمة والخير وباطنها يأتي من قبلها العذاب والنهب والحماية لمصالحهم ولشركاتهم وللمصادر التي تدر عليهم بالملايين في طول الجنوب وعرضه, لكن للأسف كثير من الأخوة في حزب الإصلاح وبالذات أبناء المحافظات الجنوبية لايريدون أن يفهموا أن المؤتمر والإصلاح منذ العام 90م وحتى الآن يتبادل الأدوار واحداً في السلطة وواحداً في المعارضة وزعيم السلطة "أحمر" وزعيم المعارضة "أحمر" وكل الوقائع والأحداث تؤكد ذلك والهدف مزيداً من النهب لخيرات الجنوب والشمال أو بجملة أوضح إستمرار إستعمار الجنوب وإستبداد الشمال لكن بطريقة عبقرية وإحترافية هذه المرة تثبت للواعي وللمراقب الحصيف أن ملة آل الأحمر واحدة وأنه هدفهم السيطرة على الجنوب والشمال وأن صالحاً ليس سوى موظفاً صغيراً في تركيبة النظام الأحمري المكون من الثلاثي الأحمر وأتباعهم (صالح وأقاربه وأولاده _ عبدالله الأحمر وأولاده وشلة المشايخ بشقيهم في الدين والقبيلة _ علي محسن الأحمر وجنرالاته وضباطه) وهم الآن يعدون من قادة الثورة ومن حماتها وتستمر الحكاية وتستمر سيطرة آل الأحمر على مقاليد الحكم في اليمن لكن في نسخه أحمرية معدلة ومزيدة وسيتكفل هذه المرة بإصالهم إلى السلطة حزب الإصلاح وقاعدته العريضة المنخدعة بالشعارات ذات الطابع الديني والتي أثبتت الوقائع أن حزب الإصلاح يوضفها لصالح قياداته ومصالحهم ومن أجل حمايتها وديموميتها فقط وهو مايثبت أن عقلية الشيخ لازالت مسيطرة على القاعدة الجماهيرية له فلو نظرنا إلى معظم مراحل الصراع والأزمات الحقيقية التي حدثت في اليمن سنجد أن حزب الإصلاح بكبار قادته وبالذات القادة القبليين والدنين كانوا على الدوام إلى جانب السلطة الحاكمة "حزب المؤتمر" جرى ذلك في كل الحروب التي خاضها النظام منذ عام 90م وفي كل الإنتخابات الرئاسة كذلك وآخرها انتخابات 2006م التي أعلن فيها الشيخ الأحمر بأنه مع مرشح الحزب الحاكم وقال قولته الشهيرة "جني تعرفه ولا إنسي ماتعرفه" والذي يعرف قوة تأثير العقلية القبلية في الشمال سيفهم تأثير شيخ القبيلة على نطاق واسع من "رعيه" عندما يتفوه بهذه الكلمات ولكن رغم هذا الإنحياز الواضح من قبل مؤسس حزب الإصلاح إلا أن قاعدة عريضة من أنصاره صوتوا لمشرح المعارضة وربما تقع ثله كبيرة منهم في المحافظات الجنوبية كونهم بعيدين عن السيطرة القبيلية والدينية التي تمارس بالشمال عكس إنتخابات عام 1999م والذي كان مرشح حزب الإصلاح هو مرشح حزب المؤتمر الحاكم وهذه الثلة هي من نتعشم فيها إحداث تغيير جذري في الحزب وفي العقلية التي تفكر بها قياداته العتيقة!.

لماذا ترفض الإنتخابات؟!

وهناك عدة أطراف في الشمال ترفض الانتخابات وتعتبرها خيانة لدماء الشهداء ولمبادئ الثورة وحتى للدستور فضلاً عن بنود اتفاقية مطالب ثورة الشباب والتي لم يتحقق منها شيء اطلاقاً ويظهر جلياً هذا الرفض عند ثورار مدينة تعز اللذين يرفعون شعارات جدية تصب في هذا الاتجاه رغم التعميم الإعلامي على مواقفهم وسيطرة حزب الإصلاح على الساحات ووسائل الإعلام المحلية والخارجية ورفضهم هذا ينبع من إيمانهم القاطع الذي يرفض المبادرة الخليجية وانضمام شخصيات إلى الثورة تعد من أعمدة نظام صالح, أما في الجنوب فيقود هذا الرفض الحركة الوطنية الجنوبية "الحراك" وله في ذلك اسبابه الكثيرة فهو يرى بالإضافة لما ذكر آنفاً أن هذه الإنتخابات ستكون بمثابة السيف الذي سيسلط على أي رأي جنوبي سيطالب بفك الارتباط وأنها ستكرس سياسية النهب لمقدرات الجنوب وثرواته وانها ستكون محور إرتكاز لأي حوار أو نقاش يتناول القضية الجنوبية والذي سيكون مفصلاً على مقاس ورغبة حزب الإصلاح وقياداته المرتبطة مصالحها الشخصية بالجنوب خصوصاً وأن هناك تعتيماً إعلامياً وتزيفاً للرفض الجنوبي للإنتخابات بل وإظهار أن الجنوب بمجموعه مع الإنتخابات ويتبني هذا التزييف قناة سهيل الممولة من قبل حميد الأحمر وقناة اليمن والأمين العام للحراك الجنوبي السابق عبدالله الناخبي وحتى القنوات الفضائية الكبرى كالجزيرة والعربية والبي بي سي والتي تتبع سياسية دولها التي لاتريد أن تضع القضية الجنوبية على طاولة البحث الجاد حتى اللحظة وتعول على حلول أخرى يرفضها الحراك الجنوبي وسيكون لهذا التعتيم ضريبة مستقبلية قريبة المدى لايعي الجوار العربي والعالم الغربي خطورتها ومضاعفاتها القادمة لامحالة!.

كذبة أن الرئيس القادم جنوبياً!.

هناك أصوات ترتفع حالياً من كتّاب وسياسيين ضد أي صوت جنوبي يطالب بفك الإرتباط أو الفيدرالية أو غيرها من المشاريع التي يطالب بها أبناء الجنوب وتدعوهم إلى ضرورة المشاركة في انتخابات 21 فبراير وخلاصة تلك الأصوات أنها تقول أن الرئيس القادم جنوبي "هادي" ورئيس الوزراء جنوبي "باسندوة" ووزير الدفاع جنوبي "محمد ناصر" وهم وبذلك يعتبون إن تحدثنا عن فك الإرتباط أو عن قضايا الجنوب الأخرى ويطالبوننا بالسكوت والدخول في هذه العملية الإنتخابية والتخلي عن الرؤى الجنوبية المقترحة لحلها ويأتي على رأسها فك الإرتباط ويزعمون أنه أخيراً قد حصل نوع من التوازن وأنه قد صار مآل الحكم إلينا, وهذا كلام أعتقد أنه في قمة السذاجة والاستغباء فهم ونحن نعرف من هو هادي الذي يسمونه بكل سخريه "عبده مقص" ونسمية نحن بسخرية أكبر من سخريتهم "عبدربه مركوز عالفاضي" أو كما يسميه أهل الشحر " كبش ربه مرصون هادي" ونعرف نحن وهم من هو باسندوة الذي يعيش في شمال اليمن منذ عام 1965م وإلى الآن يعتبر جنوبيا!, ومن هو محمد ناصر الذي لايستطيع تحريك جندي واحد في وزارة الدفاع دون إذن القائد الأعلى وصغار الضباط فعلاً عن كبارهم ونعرف ماهي صلاحياتهم ومن هي الأيدي التي تحركهم ذات اليمين وذات الشمال ونعرف أنهم طول فترة تقلدهم للمناصب لم يكونوا سوى دمى وديكورات وخداماً مطيعيين لعصابة ال الأحمر واتباعهم بكل مكوناتهم في السلطة والمعارضة الشكلية ونعرف جيداً لوبي الحكم في اليمن وكل زوائده الدودية والتي تحكم الآن وستحكم بعد يوم 21 فبراير!.

كارثة الزبيري!.

لا أحد سيفسر لنا الحال الذي وصل إليه اليمن اليوم كشعر الشهيد محمد محمود الزبيري الذي مرت عليه مواقف وأحداث وتقلبات كهذه التي تمر علينا الآن ولازالت بعض الشخصيات التي عاشت مع الزبيري وغدرت به وبالدولة الوليدة آن ذاك تعيش بين ظهرنينا اليوم وتعيد إخراج نفس السيناريوا ونحن في غفلة ساهون لأننا لانقرأ التاريخ ولانتمعن وقائعه واحداثه بشكل جيد وواعي ويقال أن هذه القصيدة التي أسماها الكارثة هي آخر ماكتبه الزبيري عندما رأى الوضع الذي آلت إليه الثورة السبتمبرية وكيف تحول القانون (الدستور) إلى جسر لفرض الحكم بالقوة أنقلها لكم كاملة فلربما تفك بعض شفرات هذا الواقع المزيف والمنحرف عن كل قيم العدالة والنزاهه!.

ما أشبه الليلة الشنعاء ببارحةٍ .. مرت وأشنع ممن يهوى وينتكس

كأن وجه الدجى مرآة كارثة ..  يرتد فيها لنا الماضي و ينعكس

و كل من رام قهر الشعب متجه .. لها يريد الهدى منها و يقتبس
يقلدون أفاعيل (الإمام) فلو .. رأوه يرفسُ من صرع ٍ به رفسوا
هذه (القوانين) رؤياه تعاودهم .. قد ألبسوها نفاق العصر والتبسوا

____________________

روح الإمامة تسري في مشاعرهم .. و إن تغيرت الأشكال والأسس

متى حكمتم بقانون ٍ وقد قُتل .. الآلاف أو سُحقوا كالدود أو كُنسوا
عار على صانع القانون يكتبه .. وحكمه في بحار الدم منغمس
كفى خداعاً فعين الشعب صاحية .. و الناس قد سئموا الرؤيا وقد يئسوا
لِمَ القوانين؟ فن الموت في يدكم .. و الحقد رائدكم و الحق مُرتكس
و أنتم عودة للأمس قد قُبر الطغاة فيكم .. وعادوا بعدما أندرسوا
و أنتم (طبعة) للظلم ثانية .. تداركت كل ما قد أهملوا ونسوا

___________________

إن شئتم فاقتلوا من ليس يعجبكم .. أو من ترون لهم في قٌربكم دنسُ

و أحرقونا (بغاز) كلما اجتمع الأحرار .. أو إن فكروا في الرشد أو حدسوا
و حاسِبوهم متى شئتم حساب الطاغي .. إذا سعلوا في النوم أو عطسوا
من حظكم أن هول الأمر مستتر .. عنكم و إن شعاع الشمس منطمس
و إن صوت الخراب الفظ أغنية .. ترتاح أنفسكم منها و تأتنس
هنيئا لكم الحكم أن أطغاكم بله ٌ.. من الكوارث أو إستقواكم حرس
أوراقكم لشراء الشعب تذكرنا .. ما باعه قسسٌ بالصك وأختلسوا
أتنكرون عليهم بيع جنتهم ؟ .. يا قوم لا تخدعونا كلكم قسسُ

_________________

قانونكم لإغتصاب الحكم مهزلة ٌ.. كترهات إمام ٍ مسه الهوس

والحكم بالغصب رجعيٌ نقاومه .. حتى ولو لبس الحكام ما لبسوا 
والظلم يعلنه القانون نفهمه .. ظلماً وإن زينوا الألفاظ واحترسوا
والموت من مدفع ٍ (حر) نقول له .. موتا ً وإن أوهمونا أنه عرس
والمستشارون في القانون لو حضروا .. حربا لما كتبوا حرفا ولانبسوا
يلفقون يلقنون قوانين العبيد لنا .. و نحن شعبٌ أبي مارد شرس
ليت التواريخ أعطتهم تجاربهم .. فإنها درست أضعاف مادرسوا


هناك تعليقان (2):

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. وصلني هذا التعقيب على المقال عبر الإميل من أحد الأساتذه الأكارم ولأهميته أنشره هنا..
    بسم الله ..أولا أشكر فيك حبك للبحث عن الحقيقه في وقت تم تزييفها وأصبحت النسبيه والبراغماتيه أي النفعيه هي ماتعطي الحقيقه مفهومها حتى أصبح أحدث تعريف للسياسه هو السيطره على المفاهيم وجعلها حقيقه بواسطه واسائل الاعلام والمال والحداثه ومابعدها ..ثانيا قولك أننا لانقرأ التاريخ فذلك ليس بجديدفقد قاله موشي ديان -اليهودي- :(العرب ظاهره صوتيه لايقرأون التاريخ وإن قرأوه لايفهموه.وإن فهموه لايعملو به} وهذه مقوله مشهور ومعروفه وبالتالي يمكنك أن تعيد للعرب نفس مأسيهم في أوقات مختلفه وتراهم وكأنهم لم يسمعو عنها..ثالثاً أرجو أن تصدق أنه لاتوجد أحزاب حقيقيه في اليمن وخصوصا شمال اليمن وذلك لان في معتقدهم أن الحزبيه حرام وأن حزبهم..لايتجاوز قبيلتهم وعرقهم ومذهبهم ومصلحتهم ..رابعاً فهمهم لمعنى الحريه يختلف كثير عن فهمك لها فهو يشعر بحريته اذا كان هو ممسك بالقوه -بالسيف والقلم- وإن أرض للجيش وأرض للعيش فحريتهم لاتساوي حريه الآخرين ..وهذا ماكان يتمتع به بني إسرائيل ..ولم تأتي الرساله المسيحيه إلا لتنفي وجود فئه من الناس مختاره خصها الله واختارها وان الدين يساوي بين البشر وأتى الاسلام واضحا ومكملاً إن البشر وبالذات الفرد حر في أعماله ومسؤول عنها ومحاسب عليها فأعطى الاننسان قيمته الحقيقيه وسحب من فئه القساوسه والإيكليريوس ومفاهيم المهدويه تلك التي وكانها تتوسط بين الفرد الانسان وربه.ولعل دليل مخاطبه الاسلام للبشريه وميزانه لهم -إن أكرمكم عند الله أتقاكم- ,,-ولقد كرمنا بني آدم- فخص جميع بني آدم وجعل التقوى في مفهومها العام هي المعيار والتي تعني الابتعاد عن فعل كل رذيله وكل ظلم واتباع ماهو صواب وماآنزل الله على رسله بالحق ..خامسا : مشكلتنا نحن في حضرموت وفي الجنوب إننا ننظر الى الاخرين بمفاهيمنا ..عن الدوله عن النظام عن الايمان عن العمل الصالح عن الكسب الحلال وهي تختلف عنمفاهيم -إخواننا- وليس جميعهم وهذا الخطأ أن الناس لم تحسب أن هنالك فارق في الثقافه وفي المفاهيم كان يجب أن تعطى له خصوصيته ويجب ان تعطى له واخيرا لا يصلح الناس قوماً لاسراة لهم ولاسراة إذا جهالهم زادوا ..تبقى الأمور بأهل الرأي ماصلحت فإن هم ذهبوا فبالاشرار تنقادو .. ..وبيت آخر : كلما صنع الزمان قناه ..ركب المرء في القناة سناناً ..والعفو على الاطاله وثق أننا في عصر العولمه وهنالك حراك عالمي يسمى المقرطه ..أي نشر الديمقراطيات أي الخير الذي أرتبط بذيل شر الليبراليه الجديده جعلت كل انسسان مطلع في هذا العالم الذي تقارب زمانه ومكانه ان يتفاعل كمجتمع انساني وان تبرز الذوات لتعبر عن نفسها وستستمر وبالذات في عالمنا العربي والاسلامي إننا ياأخ نعيش ثوره عربيه اسلاميه عالميه تنشد الخير وتقابل عدو محليا وعربيا وعالميا والنصر دوما حليف اراده الشعوب .لانها من اراده الله ..وشكرا

    ردحذف