الخميس، نوفمبر 17، 2016

الأغنية الغائبة!


بقلم: مطيع بامزاحم

إعتاد الحضرمي على مايبدوا على العمل بصمت ودون ضجيج، ذلك ماحدث عندما تفاجأ الجميع من الحضارم أنفسهم ومن غيرهم من أبناء المحافظات الأخرى والجوار ببروز قوات النخبة الحضرمية كقوة عسكرية ضاربة، مدربة ومجهزة وبأعداد كبيرة لحظة انطلاق عملية تحرير المكلا من قبضة العناصر الإرهابية المسلحة، دون أن يشعر جُلنا وطوال أشهر مضت بأن هناك تحضيرات قائمة على قدم وساق لإنشائها وتدريبها.

لكن تلك القوات ورغم إنجازاتها الجمة، لم تحضى ببعض ماحضيت به بعض القوات الأخرى التي لم تحرر شبراً وانحصرت انتصاراتها بين قصف تبه وانتصار على نشرة، كقوات اللواء المقدشي والتي ما أن تتنقل بين قنوات الشرعية حتى ترى الدعاية الإعلامية الصاخبة التي ترافق جنودها وهم يجتازون الحواجز ويقفزون فوق النار وسيرون في كتائب، وتقال فيهم الأغاني الحماسية وعبارات التهديد بالقدوم الذي لايبقى على عدوه ولايذر، دون أن نرى لتلك الألوية أي إنجازات حقيقية على الأرض تضاف إلى سجلات الانتصارات أو تقترب من تلك التي حققتها المقاومة الجنوبية في عدن والنخبة الحضرمية في حضرموت واللذين لم يلقيا من قنوات الشرعية الفضائية عُشر الدعاية المجانية التي نالتها ألوية المقدشي وما شابهها.

وكلنا يعلم بأن للكلمة الرصينة والقوية أثرها البالغ وللحن السلس والعذب حضوره الدائم في الوجدان وتأثيره الأكيد في الذائقة الفنية للمستمع وللمشاهد إذا تخللته مشاهد حزم وعزم مؤثرة ومنضبطة, ويكتمل المشهد إذا تطابقت معاني تلك الأغنية بكامل تفاصليها مع حقيقة من يُغنى له.

غير أن مايصيبك بالحيرة غياب الأغنية الحماسية والوطنية في مثل هذه الظروف التي تمر بها حضرموت، إلا من مساهمات محدودة وأغاني تكاد تعد بالأصابع الخمسة، كتلك التي شذى بأحدها الفنان القدير عوض بن ساحب وأمتدح فيها اللواء البحسني والنخبة بلحن من التراث الفني الحضرمي، لكننا لازلنا نفتقد لأعمال فنية إبداعية قوية وعميقة ومؤثرة ومحفزة تعيش لمئات السنين وينافس حضورها حتى نشيد البلاد الوطني، فهل لدى أهل الفن في حضرموت القدرة على ذلك؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق