الخميس، نوفمبر 17، 2016

أولويات بن دغر الحقيقية!



قاعة فندق صغيرة مضاءة بعشرات لمبات الأضواء المتوجة، وعشرات المسؤولين ومرافقيهم فقط، ويافطة عريضة خطت بداخلها أحرف مناسبة قد مر وقت الإحتفاء بها وعلى يسارها صورة الرئيس الشرعي، وشبة مسرح صعدت على خشبته الفنانة النقية جداً أمل كعدل وآخرين، وعشرة مليون ريالاً صرفت على كل تلك البساطة العبثية، كانت كافية لتعطي للمواطن المتابع صورة واضحة المعالم، محددة الإطار عن عقلية رئيس حكومة بلد نصفه بيد إنقلابيين مغتصبين، ونصفه الآخر بيد مقاومين مخلصيين إستطاعوا تحريره من قبضة أولئك الإنقلابين المغتصبين في الوقت الذي كان هو وكثير من المُتحلّقين حوله مداهنناً لسيدهم ونديماً لزعميهم ومؤتمراً بأمرهما.

جاء إلى #عدن عاصمة حكومته المؤقته، تلك المدينة التي صانت مقاومتها شرف شرعية، ومنحت دماء شهدائها رئيسه وحكومته مِنحة النصر المؤزر ومانتج عنه وتمخض منه، واحتضن قصرها الرئاسي جوقة وزائره الهاربيين، وشلة نُدماء مجلسه وديوان رئاسه رئيسه، في ظل ظروف في غاية التعقيد والصعوبة تعيشها المدينة الصامدة والصابرة والمضحية في كافة المجالات الخدمية ليس أقلها مجال كهربائها المهترئه، وليس أكبرها معاناة أبناءها التي لم تنتهي بعد ولو جزئياً.

تصرّف #بن_دغر بتلك الطريقة الغير لائقه إطلاقاً، يكشف زيف الرجل ومعدنه الإنتهازي وعدم حرصة على مصالح المواطنين، ويبرز بجلاء رغبته الفاضحة بعدم الحرص على الأولويات فضلاً عن ترتيبها، وغياب إدراكة لخطورة المرحلة التي تمر بها عدن وبقية المناطق المحررة، وبالتالي عدم جديته التي سيتبعها بالضرورة إستحالة سيعه لتخفيف ٱثارها السلبية الخطيرة ونتائجها الكارثية المدمرة إذا إستمر في التعامل معها بتلك العقلية.

لادلالة لماحدث إلا أنه إستهتار متعمد يراد من خلاله إضاعة وتبديد مكتسبات التحرير المنجز، ونزع ثقة المواطن بحكومته المنزوعة أصلاً، وإحراج سلطة عدن المحلية وتأليب الرأي العام ضدها، ولاوصف أدق لتصفيقاته المتواصلة عقب كل أغنية ورقصة وكلمة قليت هناك، وتمايلات ورقصات مارم وبقية شلة الأنس، إلا رغبتهم جميعاً في وهب الشعب مزيداً من الوجع، وكثيراً من الألم، وإنتاجهم لحلقات متواصلة من العبث والفوضى والإنهيار المُزمّن لكل مكاسب الأحرار والثوار التي قدموها في سبيل رفعة الوطن البائيس وعزة المواطن البسيط.

لذلك ومع كل ذلك سيبقى بن دغر ذلك الإنتهازي الوصولي في كل زمان وفي أي مكان، إن قعد على أرضية الحزب أو جلس وسط ديوان المؤتمر أو على كرسي رئاسة الوزاء الذي لايستحقه، سيبقى هو هو، لاتتغير طباعة القديمة ولايخالف عادته الجديدة، سوى عندما يعلم علم اليقين الذي لايقبل الشك بأنها ستضر بمصالح مادية خطوط إنتهازيته وصوليته الحمراء، التي بنى بفضلها إمبراطويته المادية، وستبقى تلك هي أولوياته الحقيقية التي سيناظل من أجل تحقيقها، لذلك وجب التنبيه، ولزم التصحيح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق