الخميس، نوفمبر 17، 2016

طقوس التحريض الممنهج!


تتنقل بين القنوات الفضائية في هذه الأيام، فيلفت نظرك أمرين، كمٌ هائلٌ من القنوات ذات التوجة الشيعي الناقم والمحرض والمستغل للأحداث الغابرة، وعرض مستمر لطقوس عنيفة يُضرب فيها الصدر ويشج خلالها الرأس ويضرب كذلك بالحديد ظهر كل جسم متشح بالسواد مرّ في مؤكب عزاء به شيخ معمم يخطب بخطاب الكراهية وكلمات الوعيد والتهديد، ومنشدٍ ينعق هو الآخر بنشيد على صلة بخطاب الشيخ في كلماته ولحنه وانفعلاته اللاواعية.

تلك المشاهد أقل ماتوصف بأنها تندرج في إطار حملات التحريض الممنهج والتوظيف المسيس للمذهب وطقوسه، والذي يستميت دعاة الفتنة فيه وأمراء الحرب من أتباعه ومن يأتمرون بأمرهم، لتحقيق أهداف لاتمت للمناسبة ولالجوهرها بصلة، ولاتنتمي إلى عصرنا الذي نعيش فيه، ويدفع ثمنها أبناء بسطاء المذهب ومعتنقيه الحقيقين اللذين تتمكن تلك الحملات المخادعة جداً من إقناعهم، لاسيما وأنهم أهل سمع وطاعة وعلاقتهم بمعميهم ومراجعهم لايزعزعها شك ولايحرفها مشكك.

يفضح ذلك المشهد كذلك الأهداف الدنية التي يسعى أصحابها إلى تنفيذها عبر استعادة واسترجاع تلك المناسبات المؤغلة في القدم للوصول إلى مآرب تزيد من صب مزيداً من ماء الصراع المتوحش على زيت الحرب الطائفية القذرة والمحتدمة بين أقطاب الحرب في العالم العربي خصوصاً في #العراق و #سوريا و #اليمنوبشكل أخف وأهدى وأبرد في #لبنان و #البحرين.

وربما ستفقد تلك المناسبات مع مرور الزمن إتفقنا مع أصلها وجوهرها والغاية منها أم إختلفنا جانبها المشرق إن كان هناك بقايا إشراق فيه، وسيغلب عليها الجانب المظلم، فبدلاً من أن يكون الهدف تذّكار #الحسين وماحدث له ولأهله قبل أكثر من ألف سنة خلت، تحولت دماؤه ومأساته إلى دعاية مجانية خبيثة ووقحة لحشد أكبر قدر ممكن من شباب الطائفه الشيعية الكريمة والزج بهم في أتون حروب الساعة العبثية وإيهامهم بإقتناص فرصة الثأر خلالها من أحفاد قتلة الحسين وأهله اللذين ماتوا هم أيضاً بل وشبعوا موتاً.

غير أن مايدعم إستمرار كل مايحدث حالياً ومانشاهد آثارة العنيفة ماثلة أمامنا، ربما نجاح العقل الشيعي الطائفي جداً منه، في توظيف مناسبة #عاشوراءوأحداث #كربلاء القديمتين لإشعال المنطقة بأكملها وإذكاء فتيل صراعها المستمر بها، وربما يفقد ذلك النجاح الخطير المناسبة روحها الحقيقية إن كانت ثمة روح حقيقية نقية صافية بها، وسيؤثر حتماً على النسيج الإجتماعي في كل البلدان التي يتواجد بها أبناء المذهب، وربما يقود مع الأيام إذا كثر الضحايا من شبابهم إلى صحوة ضمير في العقل الشيعي الجمعي يثور من خلالها على #حسينياتالتحريض ويخرس نهيق أفواه العمائم المتطرفة بأبيضها وأسودها، وصوت منشدي وصلات الثأر، ويعيد المذهب الشيعي إلى سياقه الواقعي القابل للعيش مع أقرانه وأضداده وكذا معانيه الروحية العميقة وهواه العاشق المحب لأهل البيت دون إستعداء غيرهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق